عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-07-2010, 01:56 AM
 
~~



السلام عليكم


سيدي العزيز .. القضية ليست بهذه البساطة .. و لاختلاف العلماء سبب وجيه


وهو نص النبي صلى الله عليه وسلم :" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمَّ عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما"


أي الذي يرى الهلال يصوم .. والذي لم يره لا يصوم


ولكن اذا رأى الهلال شخص واحد .. هل ينبغي للجميع ان يصوم برؤية الواحد .. أو برؤية الجماعة .. او برؤية البلد ..؟


وهنا منشأ الخلاف


والذي ينظر الى هذا الكلام .. يرى وكأن الله سبحانه وتعالى اراد لنا هذا الخلاف


وهذا رحمة بنا .. لأن الاختلاف رحمة بالامة


وهذا لا خلاف فيه


وهنا اختلف الفقهاء بين شافعية وأحناف ومالكية وحنابلة


والاختلاف انتقل لناحية عملية .. وهي هل لكل بلد مطلع .. ام ان القمر اذا طلع في منطقة .. ربما لايطلع في أخرى .. اي له عدة مطالع ..؟؟


فالذي اعتقد أن للقمر عدة مطالع ..


قال بأن الذي يرى الهلال يصوم وحده .. اي فقط البلد الذي رآه


وهذا قول الشافعية


والذي اعتقد أن للقمر مطلع واحد ..


قال بأنه اذا رؤي القمر في بلد .. وجب الصوم على الجميع


وهو قول الاحناف


الان أتى العلم الحديث ..


واثبت أن للقمر مطلع واحد ..وأن له منزلة معينة يطلع منها على تقدير معين كما يعرفه علماء الفلك ..


فهل يجوز الاعتماد على العلم الحديث كأداة يقينية لاثبات أمر شرعي ..؟


قال العلماء لايجوز ذلك مطلقا ..


ولكن يضاف الى دليل الاحناف .. فنقول بعد أن نعدد أدلتهم في فهم الحديث


ويضاف اليه دليل العلم ..


وذلك لأن النص صريح .. " صوموا لرؤيته "


اي لايصح الصوم الا بالرؤية


ولم يقل صوموا على حسابكم الفلكي ..


مع ان علم الفلك كان مزدهرا عندهم اكثر من هذه الايام بكثير ..!


فلا يصح الصوم على الحسابات .. ولا العيد اعتمادا على الحسابات


مطلقا ..!


و هذا الاختلاف فيه من الرحمة بالامة التي نجهلها بعقلنا القاصر


ولكن نحن نطبق النصوص كما هي .. ولسنا مشرعين حتى ننقص حق نص شرعي بناء على مصلحة دنيوية .. وربما لاتكون مصلحة مطلقا


والذي يعيب علينا اننا نختلف في يوم الصيام والافطار


فهو مخطأ . لأن العيب ليس في الاختلاف


والاحمق الذي يريد ان يجمع الدين على مذهب واحد


هذا لم يفقه شيئا من الدين ابدا !!


العيب ليس بالاختلاف


انما العيب في الافتراق


وما أكثر افتراقات من يعيب علينا ذلك




وشكرا على موضوعك الجميل





~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس