عرض مشاركة واحدة
  #1037  
قديم 11-07-2010, 02:39 PM
 
.


















.

......الفصل الثالث والثلاثين.

...( حرقة وألـــــم )......


.... في لحظة الهدوء هذه التي لا يختلجها سوى صوت بكاء كلوديا الأشبه بالأنين فتح الباب بقوة فاستغربت كلوديا من أن يكون ويليام أتى بهذه السرعة وفتح الباب بهذا العنف فنظرت لنحو الباب بفزع وشاهدت إمرآه قوية البنية تقف على الباب باستبداد وتغطي نصف وجهها نظارة شمسية فقالت كلوديا بخوف"من أنتي..؟؟"
فخلعت المرأة النظارة من على عينيها فذهلت كلوديا عندما رأتها ونطقت وكأنها حقنت للتو بإبرة مخدره"جنيفر...!!"
ابتسمت جنيفر بسخرية"مفاجأة أليس كذلك؟؟"
تذكرت كلوديا عند رؤية وجهها تلك الأيام الكئيبة التي قضتها بالمقر فكان أكبر حلم لكلوديا الآن أن تختفي من الوجود فقالت بمحاولة فاشلة لكتم خوفها"مـ....ماذا تريدين؟؟"
ضحكت جنيفر ضحكة عالية وساخرة تردد صداها في أرجاء الغرفة ثم قالت"وهل هناك شخص يقاد للإعدام يسأل سجانه هذا السؤال؟؟"
أقشعر جسد كلوديا بخوف فذهبت جنيفر إليها بخطوات كعبها العالي المسموعة وهمت بأن تسحبها إليها لكن كلوديا انتفضت بعيداً عنها وقالت بقوة لا تعلم من أين استمدتها"لن تمسكي بي..."
ضحكت جنيفر وقالت"حسناً يا صغيرتي سأوافق على أن العب معك المطاردة لكن إذا أمسكت بك فستدفعين ثمن ذلك غالياً...اتفقنا؟؟"
كرهت كلوديا أسلوبها الساخر هذا فثبتت رأسها بثقة إشارة على الإباء فتغيرت ملامح جنيفر للجدية فأحست كلوديا بالخوف فانتبهت في هذه اللحظة لوجود الهاتف خلفها فمدت يدها للخلف بحيث لم تجعل جنيفر تشعر بذلك ثم ضغطت على رقم ويليام الذي كان مخزن على الهاتف مسبقاً كانت كلوديا تفعل هذا وعينيها مثبته على عيني جنيفر بحذر,تقدمت جنيفر وشعرت كلوديا أنها ستمسك بها قبل أن تكلم ويليام لكنها سرعان ما سمعت صوت ويليام الذي أشعر قلبها بالأمان وهو يقول بهدوء"نعم..."
أدركت كلوديا أن جنيفر سمعته فوضعت السماعة على أذنها بسرعة كالمجنونة وقالت بصوت محموم"ويليام أنقذني لقـ......"
لم تستطيع جنيفر إكمال كلامها عندما سحبتها جنيفر إليها بعنف وقيدت يدها للخلف بيد واحدة فقط ثم أخذت باليد الأخرى سماعة الهاتف وقالت لويليام الذي كان يردد بقلق"كلوديا....كلوديا...كلوديا....هل أنتي معي؟"
فقالت له بصوتها القاسي"إذا كنت تريد زوجتك فعد للعصابة"
ثم أغلقت الهاتف ودفعت كلوديا أمامها فحاولت كلوديا أن تفلت منها بأي طريقة لكنها لم تفلح لا بقوتها ولا ببكائها وصراخها....
في نفس الوقت كان ويليام يجلس على مكتبه ولم ينزل السماعة بعد عن أذنه وكأنه لم يفق من الصدمة لكنه في الحقيقة كان على وشك الجنون فأعاد السماعة ببطء لمكانها وهو يتذكر جملة جنيفر الأخيرة فهو يعرف صوتها جيداً.....لم يصدق ما سمع فقام من مكتبه كالمجنون غير آبه بكل شيء أمامه كان يصطدم بكل شخص يقابله لم يكترث بالاعتذار لهم,كان يركض وهو يشعر وكأن شيء بدأ يموت في داخله....

في تلك الغرفة الشبه مظلمة طرحت بكل قسوة على الأرض, كانت عيناها مغطاة بشريط لاصق ويداها مقيدة بإحكام ,أحست برهبة المكان الذي سقطت به وخوائه من الرحمة,سمعت خطوات رجل ثقيلة تقترب منها وما هي إلا لحظات حتى أزيل الشريط عن عينيها تألمت لهذا كثيراً لكن ليس بقدر ألمها من الحقيقة التي تراها الآن...
وقعت أول نظرة لها على جيسون الذي كان ينفث دخانه بلا مبالاة وهو يثني رجله اليسرى ويضعها على الأخرى بكبرياء ومازالت سامنثا أمامه كم كرهت شكل هذين الأثنان.....تحركت عينيها التي كانت تلمع بخوف حولها فشاهدت رجال كالأشباح يقفون مثل التماثيل كانت تريد أن تصرخ أن تخرج كل ما أجتاح قلبها الصغير البريء من خوف وهي ترى الماضي الكئيب بأكمله يعود أمام ناظريها الآن....
أدركت حينها كم هو مخيف هذا المكان...وكم هو موحش...لم تكتشف ذلك سوى الآن وعرفت جيداً لماذا غاب عنها الخوف هذا في السابق؟....لم ترى بين تلك الوجود مصدر الآمان الذي كانت تراه سالفاً هنا.....لم ترى ذلك الوجه الذي برغم قسوته إلا أن بين ملامحه ينبع ذلك الحنان الذي يشعرها بالأمان....فكرت بالمستحيل وتمنت أن يكون هنا معها....نسيت أبويها تذكرته هو فقط ليساندها في هذه اللحظة.....
خرجت منها شهقة باكية لم تكن حارة بل كانت يائسة تحمل معها أشياء حارقة وذاكرة مشتته وقلب ينبض بحروف ويليام التي ترفض التشكل!!
أسبلت من عينيها وكذلك رأسها فتناثرت دموعها على الأرض كحبات مطر فوقف جيسون وخطى خطوتين إليها ثم ابتسم ابتسامة أدعى بها الشوق"كم اشتقت إليكِ....سأغضب أن لم تبادلني هذا الشعور!"
ضغطت كلوديا على شفتيها وتمنت لو أنها تصرخ بوجهه ثم واصل وهو يجول بأنحاء المكان ومعه سيجارته"اعذريني يا آنسة ولكنك ستبقي في ضيافتنا ريثما يأتي زوجك العزيز ليستلمك"ثم أضاف على نحو ساخر"مع تمنياتي بأطيب الإقامة لكي في مقرنا"
ثم نظر إلى جنيفر وواصل"وستكون جنيفر هي المضيفة.."
فقاطعه جون الذي لم تنتبه كلوديا لوجوده"هل تسمح لي بأن أكون أنا المضيف..؟؟"
صمت جيسون لثوانٍ ثم قال وهو يهز رأسه"فكرة جيده...."
ثم انحنى على كلوديا وقال"ما رأيك..هل لديك اعتراض؟؟"
فنظرت كلوديا لجون بعينيها المغرورقتين بالدموع فابتسم لها بخبث ثم نظرت لي جيسون وقالت وهي تهز رأسها مراراً"لا...لا....لا أريده...أرجوك"(نطقت كلمتها الأخيرة بمحاولة يائسة لإقناعه)
فقام جيسون عنها وأشعل سيجارة أخرى وهو يقول بلا مبالاة"عذراً عزيزتي فسأعمل بالحكمة التي تقول خذ رأي المرأة ثم أتبع عكسه!"
فابتسم جون وزفر بارتياح ونظر لكلوديا بنظراته الخبيثة فانكسرت كلوديا وأطرقت رأسها واستسلمت لقدرها المؤلم ثم أشار جيسون بيده إليها وهو ينظر لأحد رجاله فأتى ذلك الرجل ورفع كلوديا إليه بعضدها فتأوهت لألم يده على عضدها ثم أخذها لمكان ما.....


أبواب مفتوحة,ورجال رسميين يتحركون بالمكان,وشخص منكسر تماماً متكئ على الحائط ,الحزن يغطي وجهه والهموم تتقاذف عليه من كل صوب وقدميه تتحرك بعدم احتمال...ذهب إليه رجل آخر وقال له بأسى لحاله"ويليام لا تقلق ستجلبها لك الشرطة"
فرفع ويليام رأسه بانفعال وقال"لن يستطيعوا ذلك لويس...أنت تعلم انه أنا فقط من بوسعي ذلك...إذا لماذا تمنعني من الذهاب؟؟!"
لويس"ألا تدرك أن هذا فخ لكي يمسكوا بك ويعيدوك للعصابة..وربما يقتلوك!"
ويليام"وأجعل كلوديا تدفع الثمن؟!....أجعلها تتعذب لأجلي!....لن يرحموها إذا تأخرت في المجيء"
تنهد لويس بحزن"لا تقلق ستحل الأمور...لدي أمل كبير بهذا"
فصفع ويليام الحائط بيده بعد أن أعطى لويس ظهره وقال وهو يعظ على شفتيه بقهر"لا أستطيع احتمال فكرة أنها هناك لديهم....لا أستطيع أن أصبر وكلوديا هناك تنتظر مني أن أنقذها" ثم التفت لي لويس بانفعال"قل لي كيف أستطيع أن أصبر؟؟"
فوضع لويس يده على كتف ويليام وربت عليها وقال"لا تقلق...أنا واثق من أنهم لن يؤذوها"
ويليام"لويس ماذا بك؟....كيف تتوقع من عصابة أن ترحمها!؟"
لويس"لكن ذهابك إليهم سيكون تصرف خاطئ..أصبر وستحل الأمور...صدقني"
ذهب ويليام عنه ثم وضع ذراعه على حائط آخر وأسند رأسه عليها بحزن وقال"لن أسامح نفسي إذا تعرضت كلوديا لأي أذى...ولن أغفر لك يا جيسون إذا حدث لها شيء"

وقع قلبها البريء تحت تلك القلوب القاسية المصنوعة من الحجر كانت مرمية على تلك الأرضية الرخامية وقد نزف جسدها وتقطعت ملابسها من آثر الضرب,كانت نائمة بسبات أليم ودموع عينيها متحجرة على خديها كانت مغمضة عينيها وهي تشعر بالألم في كل مكان من أنحاء جسدها لم تكن نائمة كلياً بل كانت على وشك ذلك...
أيقظها ذلك الماء الذي انسكب على خدها فنهضت بفزع ونظرت لفاجعتها فرأت جون يقف وهو ينظر إليها باحتقار وكوب الماء بيده شعرت بالذل فأغمضت عينيها على بضع دمعات كادت أن تسقط من عينيها التي تورمت من البكاء...
فقال جون بعد أن ابتسم بسخرية"أين حبيب القلب ويليام لينقذك من هذا الذي أنتي به....لماذا لم يأتي الآن أم أنه فضل التخلي عنك؟!"
فردت عليه كلوديا بقوة حبها تجاه ويليام"بل أنا لا أفضل ذلك...لا أريده أن يأتي ليعود إليكم"
فجلس جون على قدميه أمامها ولمس خداه بيده وقال بنعومة"لكن أنتي من سيدفع ثمن ذلك أيتها الجميلة"
فدفعت كلوديا يده عن خدها وقالت بعصبية"لا تلمسني..."
فضحك جون بإشفاق ثم قال"ليس بوسعك منعي..."
فصفعته كلوديا وقالت وهي ترفع رأسها بقوة"بل يمكنني ذلك..."
فوضع جون يده على مكان صفعتها بعدم تصديق فغضب ودفع رأسها للحائط الذي خلفها, فأحست كلوديا حينها بدوار خفيف وإغمائه بسيطة ودم بسير خلف رأسها لكنها تماسكت لكي لا تظهر له ضعفها ثم قام جون وقال والشر يسيطر على ملامحه"سأجعلك تدفعين ثمن هذه الصفعة غالياً...."
ثم ذهب فانهارت كلوديا على الأرض وهي تبكي وتنتحب بحزن,بكت بصوت عالي كي تخرج ما في قلبها من ألم الذي ولو بكت بقدر مياه المحيطات فلن يذهب,كانت تبكي وصورة ويليام تراود خيالها بلطف وكلماته تساعدها على الاحتمال وكذلك الجنين الذي تحمله بين أحشائها فخففت بكائها وهي منطوية على نفسها ويدها على بطنها....

كان ويليام في منزله وحيداً بين ظلام المكان وكآبة الواقع,كان مستلقي على مقعد في غرفة الجلوس, والتفكير بكلوديا وماذا جرى لها الآن يسيطر على تفكيره,كان يتذكرها ويتذكر الأيام الجميلة التي قضاها معها كان في كل ذكرى يفكر بالذهاب لإنقاذها وليكن ما يكن! لكنه يتذكر أنه بقي أسبوع ويأتي رئيس العصابة الذي يتحكم بها عندها سيقضي على العصابة نهائياً وينقذ كلوديا,خاف من فكرة أن يتأخر في إنقاذها ويحدث لها ما يسوئه,كان لا يكف عن التفكير بمصيبته هذه ومن يلومه فزوجته وأبنه الذي ببطنها بخطر...كان يؤنب نفسه على أنه تركها وحيدة في المنزل ولم يأخذها لمنزل لويس كعادته...لكن لا ينفع الندم الآن.....
بين ألم الجسد والروح كانت كلوديا تقطن,حيث الحزن العميق والحياة القاسية والتعذيب المستمر فلقد اشتد الضرب عليها بعد أن صفعت جون كانت تفكر بكل لحظة يوضع السياط بها على جسدها بقسوة أنها آخر لحظة لها بالحياة....كانت تتلقى الضرب وهي تغطي بطنها لتحمي جنينها من الضرب....كانت على استعداد تام لأن تفقد حياتها لمجرد أن تنقذه فهو لا ذنب له ولا هي أيضاً....
وبعد فاصل الضرب هذا أتى إليها جون ونظر إليها وهو مستمتع بالنظر إلى حالتها التي يرثى إليها وقال وهو ينظر لقدميه حيث هي ملقاة"لم تتلقي شيئاً بعد...فلماذا البكاء الآن وفرية للغد"
بكت كلوديا للمرة الأولى أمامه وابتسم جون لهذا ثم ذهب.....واستمرت كلوديا بالبكاء حتى يوقفها الصداع جراء ذلك كعادتها بعد كل عقاب.....كانت تشعر بداخلها بالأمل لأن تنجو وتهرب من هذا المكان وتعود لحضن ويليام الدافئ وتنعم بحياة سعيدة وهذا ما يصبرها ويزيد من احتمالها....
.... غابت شمس هذا اليوم الكئيب وغفت جميع العيون بسعادة وهناء منتظرين إشراقه شمس اليوم التالي سوى اثنان....ويليام وكلوديا...عينيهما أبت النوم....كانت كلوديا مستيقظة على إيقاع دمعاتها وكيف لها أن تنام وهي كورقة ملقاة على الأرض؟؟.....وكان ويليام مازال على المقعد مستلقي على غبار الذكريات وأمل يراه يتلاشى بعد كل دقيقة تمر عليه.....كان يفكر بكلوديا الآن وما سيفعله لإنقاذها بأسرع وقت من بين تلك الأيادي القذرة وهو بين ذلك الظلام الذي يلف المنزل ,كان قلبه بقدر هذا الظلام بدون كلوديا التي أشرقت حياته منذ أن دخلتها..... فجاءه أزعج صوت الباب وهو يُفتح هدوء المنزل ودخل لويس منه وتفاجأ بظلام المنزل والحزن والصمت الذي يخيمان عليه وبدا كالقبر فخُيل له أن لا أحد به , ففتح مفتاح الإنارة الذي كان بجانب الباب وتفاجأ بويليام المستلقي على مقعد كبير والذي أنزعج من تشغيل الضوء فقال له لويس بدهشة وهو يذهب إليه"ويليام ماذا جرى لك؟....لماذا تجلس وسط هذا الظلام؟"
زفر ويليام نفسه بقوة ثم وضع قدميه على الأرض وجلس على المقعد وقال برتابة"آهلاً لويس...."
جلس لويس بجانبه وقال"أنا أعلم أن أمر كلوديا يؤرقك لكن......."
فقاطعه ويليام بحسرة"يؤرقني فقط..؟"
صمت لويس بحزن وهو ينظر لويليام الذي ذبل فيه كل شيء حتى روحه ثم قال"يجب أن تتفاءل قليلاً وتبتسم....لن تسعد كلوديا إذا رأتك بهذا الحال"
ابتسم ويليام بحرقة وقال"وهل تظنني أسعد أنا إذا رأيتها بحالها الآن..؟؟"
لويس"لماذا تتوقع أنها تتأذى....ربما هي بخير الآن"
ويليام"لا يا لويس....أنها تتعذب الآن...أنا أشعر بذلك...أشعر بها....وكأنني أسمع بكائها الآن"

لم يكن ويليام مخطئ بكلامه فلقد كانت كلوديا كذلك تبكي بألم......فبينما تنام عيونكم هذه الليلة فعين كلوديا ستبقى مستيقظة بذل وحرقة بألم وحسرة بصمت وبكاء وكذلك ويليام.....


الاسئلة


سوري أعرف أن الفصل حزين شوي وثقيل عليكم.....
المهم نجي للأسئلة أو على قولتهم الهوم وورك
_كيف ستشرق شمس اليوم التالي هل ستحمل معها أخبار جيدة؟
_كيف ستسير الأمور؟هل سيطيق ويليام الصبر لمدة أسبوع؟
_هل ستحتمل كلوديا كل أنواع التعذيب التي تتلقاها؟
_هل ستحصل العصابة على ما ترمي إليه؟




.



















.

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 03-27-2014 الساعة 01:15 PM