( هذهِ الكلمات اسماؤها رمزيّة تعبّر عن غيضِ من فيض
/ أحلام ضائعة / وتفاؤل بالغد )
ونحنُ صِغار ، قالت يوماً :
" يا أملي أنتم في الدُنيا
يا أبنائي لا تفترقوا ..
أنتُم رُكّاباً في مركب
حينَ يصل .. فلتَصِلوا جميعاً
لا أتمنى لكمُ الغرقُ ..
يا أبنائي
حينَ تمرّوا بـِ ليلٍ حالك
كونوا كـ النجمات الحرّة
لِتُضيئوا على هذي الدُنيا
يا أبنائي لا تفترقوا "
كلمات قالتها يوماً
من ثمّ وافاها الأجلُ ..
***
وترعرعنا بينَ ربوع الحلم الضائع
حتى نَضجنا وتعقّلنا
أحمد يبني بيتاً في المشرق
ومحمّد يذهبُ للمغرب
كي يتعلّم كيفَ ينام ..
وسعيدٌ يسكن بِجواري
دوماً في جدَلٍ ونزاعٍ
اتّجهُ شمالاً في غضبٍ
أبحثُ عن بيتٍ كي أرحل
غجريٌّ يتزوّجُ سلمى
يضربها كلّ صباح وكلّ مساء
ولِمن تشكو ؟
***
أخبارٌ تأتي مُسرعةً
عن أحمد يصنعُ أسلحةً ً
لغريبٍ يملأهُ الحقدُ
أخبارٌ تأتي في عَجَلٍ
ماتَ مُحمّد ..
أخبارٌ تأتيهم عني
أصنعُ خُبزاً
أُهديهُ لمن قتلَ مُحمّد
وسعيدٌ يبكي في غضَبٍ
كي يُطعم طفلتهُ الخبز
أخبارٌ تأتينا تِباعاً
ماتت سلمى
غجريٌّ يبحث عن زوجة
فأُزوّجهُ أُختي الصُغرى
وسعيدٌ يبحثُ عن قبرٍ
ليواري جُثّة ابنتهُ
أمّا أحمد
لم يُعجبهُ مَناخ الأرض
يبني قصراَ في المريّخ
وأنا قد أصبحتُ عميلاً
أرصدُ ألوان المرّيخ
كي أهزم أحمد ..
أما الغجري .. قاتلُ سلمى
أصبحَ ربّاً يُعبَد
أُختي الصُغرى تُصلّي لهُ
وبكلّ خشوع ٍ
أمّا أُمّي ..
لا تعرف شيئاً عن هذا
ما زالت تصرخ قائلةً :
" يا أملي أنتم في الدُنيا
يا أبنائي ، لا تفترقوا "
لا تعرف انّا أصبحنا
أشلاءً في جوف الأرض ..
قلب إنسان