أنا والبحر
ثَرَّ الشواطئ والأعماقِ نائيها
يا واصلَ الأرضِ ، قاصيها بدانيها
أنت الطَهورُ ، وكم يُلقى بساحلِهِ
من الخلائقِ أدرانٌ فيُخْفيها
شأني وشأنُك أن نُغضي بلا مللٍ
عن الأذيَّةِ مهما اشْتطَّ مُؤْذيها
أين الإساءةُ والإحسانُ ما استويا
عند الكِرامِ لأنَّ الحُلم ماحيها
يا أبيـضَ القلب لا حقدٌ يُكدِّرُه
صافي السريرةِ لا إثْمٌ يُغَشِّيها
***
ما أجمل البحرَ يرسو في مَوانئهِ
من كلِّ قُطرٍ من الأقطارِ ساعيها
يأتي ويَرْجِعُ والخيراتُ تَصحبُهُ
أنّى تَوَجَّهَ لا عُجْباً ولا تِيها
يا خالقَ البحرِ كم في البحرِ مُدْهشةٌ
من العَجائبِ جَلَّ اللهُ باريها
يا خالقَ البحرِ كم في البحرِ من عِبرٍ
يبلى الزمانُ ولا تَبْلى مَعانيها