الهند تلك البلاد التي نسميها شبه قارة لكبر مساحتها و اختلاف ثقافتها بها الكثير من العجائب والغرائب ما يجعل المرء لزيارتها راغب أحد الأصدقاء سافر إلى الهند و ذات يوم و بينما يسير في الطريق اصطدم به مواطن هندي من الطبقات الدنيا حيث أن الناس مقسمّون لطبقات لا يتعداها مهما بلغ وبعد حدوث هذا الاصطدام البسيط قام المواطن الهندي بالاعتذار من صديقي بل و نزل ليسجد له فرفعه صديقي وقال الحمد لله على نعمة الإسلام وذكر لي أنه بعد تلك الحادثة بأيام رأى أحدهم يسرق في الشارع ولحق به الشخص الذي تعرض للسرقة ومعه المارة في الشارع إلى أن أمسكوه وربطوه بالعمود وكل من مر بالشارع يقوم فيصفعه على وجه بأقوى ما يستطيع إلى أن تتورم كفه فقال لي أن الذي يكون طفشان من البيت و من زوجته و من ضغط العمل يأتي إلى الشارع ليرى الشخص السارق فيقوم بصفعه ما شاء من الصفعات إلى أن يذهب عنه ما يجد من الغيظ .
و في الهند أيضاً تكون الشوارع خالية وقت عرض الفيلم الهندي في المساء حيث تجتمع العائلة من الجد إلى الحفيد ليشاهدوا الفيلم فيستغل اللصوص هذه الأوقات الثمينة فيقومون بأعمالهم المشينة وفي وقت عرض الفيلم تحصل أغلب السرقات شيء .
وفي الهند إذا كنت مسلماً فلابد أن تحدد من أي طائفة أنت و إذا حددت لطائفة فلا بد من تحديد المذهب فصديقي وجد في اليوم الأول أكثر من ستة مساجد متجاورة كل منها تعنى بأهل مذهب معين فهذا مسجد لأهل الحديث عندهم وهم من يُسمّون بالسلفيين هنا ومسجد لأهل المنطق والعقل أتباع الإمام أبو حنيفة ومسجد للزهاد و أتباع الطرق للمسلمين الصوفية ومسجد للزيدية وآخر للعلوية وغيرها صديقي تلخبط في اليوم الأول أين سيصلي بعد أن أبدى إعجابه بكثرة المساجد في الهند لكن بعد أن عرف أن لكل جماعة مسجد بدأ بالبحث عن جماعته و هو الذي كان يصلي في جميع المساجد في بلده فسبحان مغير الأحوال .
وفي الهند أيضاً يقلبون السنن المتعارف عليها في الزواج حيث تدفع الزوجة لزوجها المهر ومؤخر الصداق و لا يدفع الرجل شيء وللعلم حتى المسلمون الهنود يعملون بهذه العادة أحد الهنود قال لي ذات مرة أنا أريد أن أتزوج بفتاة ولكن أبي لا يريد أن أتزوج بهذه الفتاة لأن أهلها لن يدفعوا لي مهراً عالياً فالعملية أصبحت اقتصادية و أصبح الهنود يكرهون إنجاب الفتيات فهم لا يريدون أن يتحملوا تكاليف المهور التي سيدفعونها لأزواجهم مستقبلاً ولك أن تعلم أن في طقوس الزواج لدى قبيلة تودا تزحف العروس على يديها و ركبتيها حتى تصل إلى عريسها و ينتهي هذا الطقس بأن يضع العريس قدمه على رأس العروس ( المرأة مغلوبة على أمرها فأين جمعيات حقوق المرأة عنها ) ومن طقوس الزواج الأخرى في إحدى قبائل الهند أن يشرب المدعوون للحفل نوع من المشروبات في جمجمة جدٍ من أجدادهم وفي قبيلة من قبائل السدرا الهندية تم تزويج فتاة لخيال الشمس المنعكس على الماء لأنهم يقدسون أشعة الشمس المنعكسة على الماء.
وفي القبيلة السابقة الذكر تودا في جنوب الهند لا يسمح للمرأة بأن تحلب البقرة ويكون عقاب التي تخالف هذا التقليد هو الموت لقدسية البقرة هناك فالبقرة نفسها هي التي يحق لها أن تسير في الشارع وتقطع إشارات المرور و يتوقف السير بسببها ويحق لها أن تدخل إلى المطاعم والفنادق و تقضي حاجتها وتذهب دون أن تصيبها لعنات الحاضرين و أذى المتضررين .
وفي الهند يوجد رجل عجوز أعمى
ناهز التسعين عاماً يقرأ الصحف بأصابع قدميه حيث يتحسس الأسطر بأصابعه ويقرأ مع العلم أنه يقرأ الصحف التي يقرأها المبصرون لا الصحف المكتوبة بطريقة بريل .و من عجائب الهندوس الهنود أن أحدهم سلخ جزاءاً من جلده و صنع منه حذاء على مقاس قدميه و الأغرب أنه قطع بالحذاء الهند . ومن طقوس الهندوس المعلومة اغتسال الهندوس سنوياً في مياه نهر غانغيز الذي يقدسونه على اعتبار أنه يرمز إلى التطهير إلاّ أن الحقيقة هي أن نحو 100 مدينة وبلدة هندية تصب مياه مجاريها مباشرة في ذلك النهر , كما أن مئات المصانع تلقي فيه ملايين الأطنان من الملوثات والقاذورات .
ومن الأشياء التي تتميز بها الهند سرقتها للتصاميم الشركات فهي تصنع سيارات محلية الصنع تكون أشكالها وتصاميمها نفس أشكال و تصاميم السيارات المعروفة عالمياً من مرسيدس و bmw و أودي و لكزس و كامري و فورد و شيفروليه وغيرها إلاّ أن الفرق يكون في اسم السيارة وشعار السيارة و ماكينتها وعدد الأحصنة والمواصفات الفنية الأخرى إلاّ أن المظهر الخارجي يطابق السيارات العالمية وهذه السيارات تساعد محدودي الدخل في الهند من شراء سيارات شبيهة للسيارات العالمية التي يحلمون بشرائها في يوم من الأيام , وسيشاهد الزائر لها الغريب والعجيب دوماً بسبب منطق الهنود المعكوس و عاداتهم الغريبة القديمة .
مع ودي واحترامي
اموره الكويت