أرى هنا ضياع بمعنى كل حرف فى الكلمة !!
تمرد وعصيان على كل الوضاع وبحرفية جيدة جداً تستطيع أن تسطر ماتريد قوله والبوح به ولكن للأسف فى غير الطريق الصحيح ، لغتك جيدة جداً ، لكن - إن سمحت لى - تعكس تناقضات جمة تشتعل بداخلك تحاول الهروب إليها ولاتستطيع الفكاك ممن حولك ، تحاول أن تتخذ طريقاً مختلفاً عن المحيطين بك لتكون المتميز الواضح الجلىّ بين الأقران ، تحاول الدمج بين ثقافتين لتكون الأفضل بينهما ولكن هذا يعكس تذبذباً فى أفكارك وعدم وضوح .... إنت إنسان ولكن تحاول التملص من إنسانيتك بفكرك ولعمرى إنها كارثة عندما يظن أحدنا أن الخلاص داخله !!
صديقى الخلاص ليس داخلك أبداً ....
الخلاص من أعلى بالترابط مع الشعائر والإستمساك بالعروة الوثقى .... صديقى .. انت ترى العالم بصورة شديدة الفظاعة ربما عمرك الذى هو الفورة ،الذى يجعلك بهذا الإضطراب الفكرى والنفسى ومجال حياتك لايجعلك تلتفت إلى الأمام فأنا أراك ناظراً إلى الخلف ناحية اليسار .. والتقدم والأمان كله فى الأمام حيث الدين والشريعة .
أنت تتطلع إلى اليوتوبيا ، ولكن هل تعلم حقيقة يوتوبيا الأفلاطونية ... مشكلتنا أننا نكرر مايُقال دون أن نعى أو نقرأ ..
دعوتك جميلة ولكنها ستظل إلى الأبد دعوة نظرية تفتقد إلى أكبر محرك وهو الدافع الحقيقى الذى يجعل إى إنسان يامل فى أن يعيش حياة أفضل إلى الأبد .... فالدين يكفل لك ولى وكل المعذبين حياة أُخروية ناعمة بضمان من الله عز وجل إن أنت أتبعت شرائعة ولكن الدعوة البشرية تدعو إلى حياة رغدة دنيا مستحيلة حتى نظرياً وعملياً مع وجود آخرون بيتعدون عما تريد لأنهم دنيوياً أعلى منك ولكن دينياً هؤلاء الآخرون إن هم تمسكوا دينياً وهم اعلى دنيوياً فيكون فى ذلك الصلاح للجميع ...
وفقك الله إلى مايحب ويرضى