بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل الأول
أضفت بسمة اللمسات الأخيرة على مظهرها وتطلعت للمرة الأخيرة إلى مرآتها ، فقالت لها والدتها : ألم تنتهِ بعد سنتأخر يا ابنتي ؟!!
أجابتها بسمة : أمي أنتِ تعلمين أني أحب التأنق سواء بالبيت أو خارجه . ها قد انتهيت .
قالت والدتها بعدما تنهدت : الحمد لله .
كانت السيدة سوسن وابنتها ذاهبتان لحضور درسا بالمسجد ، وقد اعتادت السيدة سوسن على متابعة الدروس بالمساجد ، اما بسمة فكان عملها يأكل وقتها جله إلا أن ذلك لم يمنعها من متابعة بعض البرامج الدينية بالتلفاز وكذلك مطالعة كتب التفسير والسيرة .
وبعدما مرضت السيدة سوسن توجب على بسمة أن تترك العمل وتتفرغ لرعاية والدتها والحمد لله أنها تحسنت ، فوجدت السيدة سوسن أن على بسمة أن تخرج لترى الناس و .. يرونها .
وافقت بسمة على حضور الدرس حتى تنال الثواب وقالت لوالدتها : أمي لا أريد كلاما عن أي شيء سوى الدرس الذي سنذهب للاستماع إليه ، فأكثر ما يصيبني بالضيق سماع تعليقات صديقاتك حول تأخر سن زواجي ، وأنا اعلم نواياكِ بخصوص إلحاحك لحضور الدرس ولكني سأخلص النية لله وسأذهب معك حتى لا تغضبي مني .
فقالت والدتها : رضي الله عنك يا ابنتي ، أخلصي النية لله وهو خير وكيل ومستعان .
وهناك بعد انتهاء الدرس سمعت بسمة همهمات دارت كلها حولها وكيف أن الشباب فقدوا البصر والبصيرة لأنهم أغمضوا أعينهم عن هذا الجمال الهاديء والأدب والأخلاق الحسنة .
فأسرعت بسمة تطلب من والدتها الذهاب ، إلا أن السيدة سوسن علمت من إحدى صديقاتها بمرض أختا لهم في الله وهي طريحة الفراش ، فقالت سوسن لابنتها : سنذهب لزيارة السيدة أميمة وأنتِ تعلمين أن على المسلم أن يعود المريض ويزوره .
أجابتها بسمة : حسنا فلنذهب ولنحتسب الأجر على الله ، فسبحان مَن يسر لنا سبل الخير لنمضي فيها .
فقالت والدتها : بارك الله فيكِ يا ابنتي . وقد فرحت من رد فعل ابنتها .
وهناك عند السيدة أميمة كان الحديث .
قالت السيدة أميمة : مرحبا . سعدت جدا بزيارتكم . أأنتِ بسمة ؟
أجابت بسمة بهدوء : بلى .
قالت السيدة أميمة : ماشاء الله تبارك الخالق ، لا تحزني يا ابنتي نصيبك عند ربك .
ردت بسمة : الحمد لله . هكذا أفضل بكثير .
فقالت السيدة أميمة : ولكنها سنة الحياه يا ابنتي وشرع الله . فلا تقولي ذلك ، اتنوين أن تكوني راهبة كما بالأديان الأخرى ؟
قالت بسمة : بالطبع لا . ولكن الله لم يرد بعد فماذا بوسعي أن أفعل ؟؟!!!
قالت السيدة أميمة : ونعم بالله . أسأل الله أن يكتب لكِ الخير .
قالت بسمة : آمين يارب العالمين .
كانت السيدة سوسن تستمع للحديث وهي تتألم فهي تريد ان ترى ابنتها في بيتها سعيدة هانئة في ظل زوج صالح محب يخاف الله فيها .
وكانت ابنة السيدة أميمة تزورها في ذلك الوقت فتدخلت قائلة أمي ألا تذكرين أن اخي طلب منكِ عروسا لزميله في العمل ، أعتقد أن بسمة تناسب هذا المهندس .
أجابت السيدة أميمة : معكِ حق . انظري يا بسمة هذا الرجل كان متزوجا ولديه ابن ، يعمل مهندسا مدنيا بشركة كبرى كما وأن له مكتب خاص به هو وزميل له ، يعيش عيشة كريمة ، لديه سيارة ، وشقته في مكان راقٍ جدا ، كما وأنه عضوا بأحد الأندية الكبرى ، فما رأيك ؟؟!!!
قالت بسمة على مضض : أتزوج رجلا مطلقا ولديه ابن ؟؟!!!
قالت كلا من والدتها والسيدة أميمة : لا تحكمي عليه قبل أن تريه فلربما كان حسن الخُلُق وسبب الطلاق زوجته .
فقالت بسمة : إنه يكبرني بسبعة عشر عاما ؟؟!!!
فأجابتها السيدة اميمة : والله يا ابنتي لقد رأيت زيجات كان فرق السن أكبر من ذلك وكانت ناجحة ورأيت كذلك زيجات كان الفرق بسيطا جدا ولكنها فشلت . أتعلمين ان عقل المرأة يسبق سنها !!
أجابت بسمة : أعلم .
فقالت السيدة اميمة : إذن تريثي حتى ترينه ربما اتفقتما ، انتظري معي رقم هاتفه ، بسمة معكِ رصيد لمحادثته على هاتفه الخاص لأنه لا يرد على هاتف المنزل ؟؟!!
أجابت بسمة : نعم تفضلي .
فقالت السيدة أميمة : أن لا أتحدث إلى رجال أغراب ، إذا أجاب فتحدثي إليه أنت .
حاولت بسمة الاتصال به كثيرا ولكنه لا يجيب ، فقالت بسمة : لا أحد ربما لا يسمع الهاتف
أو أن هناك ما يشغله .
فقالت السيدة أميمة : الرقم معك ، إذا هاتفك قولي له أن السيدة أم أيمن هي من طلبت منكِ الاتصال واعرفي منه التفاصيل وأخبريني إلام توصلتما . اتفقنا ؟!!
قالت بسمة : حاضر .
وبينها وبين نفسها في قمة الضيق من هذا الموقف التي وضعتها فيه والدتها وقالت محدثة نفسها : أتتسول لي زوجا . ياللمصيبة ؟؟!!!!
وفي نهاية الحديث ودعتها متمنية لها التوفيق .
ووقتها لم تدرك بسمة المصيبة التي ستقع فيها فعلا فقد صدق كلامها مع ذاتها ...
انتهى إلى هنا الفصل الأول
تحية طيبة
سحر أحمد