الموضوع: وأد الأفراح !!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-20-2010, 05:51 PM
 
Question وأد الأفراح !!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الفصل الأول

أضفت بسمة اللمسات الأخيرة على مظهرها وتطلعت للمرة الأخيرة إلى مرآتها ، فقالت لها والدتها : ألم تنتهِ بعد سنتأخر يا ابنتي ؟!!

أجابتها بسمة : أمي أنتِ تعلمين أني أحب التأنق سواء بالبيت أو خارجه . ها قد انتهيت .

قالت والدتها بعدما تنهدت : الحمد لله .

كانت السيدة سوسن وابنتها ذاهبتان لحضور درسا بالمسجد ، وقد اعتادت السيدة سوسن على متابعة الدروس بالمساجد ، اما بسمة فكان عملها يأكل وقتها جله إلا أن ذلك لم يمنعها من متابعة بعض البرامج الدينية بالتلفاز وكذلك مطالعة كتب التفسير والسيرة .

وبعدما مرضت السيدة سوسن توجب على بسمة أن تترك العمل وتتفرغ لرعاية والدتها والحمد لله أنها تحسنت ، فوجدت السيدة سوسن أن على بسمة أن تخرج لترى الناس و .. يرونها .

وافقت بسمة على حضور الدرس حتى تنال الثواب وقالت لوالدتها : أمي لا أريد كلاما عن أي شيء سوى الدرس الذي سنذهب للاستماع إليه ، فأكثر ما يصيبني بالضيق سماع تعليقات صديقاتك حول تأخر سن زواجي ، وأنا اعلم نواياكِ بخصوص إلحاحك لحضور الدرس ولكني سأخلص النية لله وسأذهب معك حتى لا تغضبي مني .

فقالت والدتها : رضي الله عنك يا ابنتي ، أخلصي النية لله وهو خير وكيل ومستعان .

وهناك بعد انتهاء الدرس سمعت بسمة همهمات دارت كلها حولها وكيف أن الشباب فقدوا البصر والبصيرة لأنهم أغمضوا أعينهم عن هذا الجمال الهاديء والأدب والأخلاق الحسنة .

فأسرعت بسمة تطلب من والدتها الذهاب ، إلا أن السيدة سوسن علمت من إحدى صديقاتها بمرض أختا لهم في الله وهي طريحة الفراش ، فقالت سوسن لابنتها : سنذهب لزيارة السيدة أميمة وأنتِ تعلمين أن على المسلم أن يعود المريض ويزوره .

أجابتها بسمة : حسنا فلنذهب ولنحتسب الأجر على الله ، فسبحان مَن يسر لنا سبل الخير لنمضي فيها .

فقالت والدتها : بارك الله فيكِ يا ابنتي . وقد فرحت من رد فعل ابنتها .

وهناك عند السيدة أميمة كان الحديث .

قالت السيدة أميمة : مرحبا . سعدت جدا بزيارتكم . أأنتِ بسمة ؟

أجابت بسمة بهدوء : بلى .

قالت السيدة أميمة : ماشاء الله تبارك الخالق ، لا تحزني يا ابنتي نصيبك عند ربك .

ردت بسمة : الحمد لله . هكذا أفضل بكثير .

فقالت السيدة أميمة : ولكنها سنة الحياه يا ابنتي وشرع الله . فلا تقولي ذلك ، اتنوين أن تكوني راهبة كما بالأديان الأخرى ؟

قالت بسمة : بالطبع لا . ولكن الله لم يرد بعد فماذا بوسعي أن أفعل ؟؟!!!

قالت السيدة أميمة : ونعم بالله . أسأل الله أن يكتب لكِ الخير .

قالت بسمة : آمين يارب العالمين .

كانت السيدة سوسن تستمع للحديث وهي تتألم فهي تريد ان ترى ابنتها في بيتها سعيدة هانئة في ظل زوج صالح محب يخاف الله فيها .

وكانت ابنة السيدة أميمة تزورها في ذلك الوقت فتدخلت قائلة أمي ألا تذكرين أن اخي طلب منكِ عروسا لزميله في العمل ، أعتقد أن بسمة تناسب هذا المهندس .

أجابت السيدة أميمة : معكِ حق . انظري يا بسمة هذا الرجل كان متزوجا ولديه ابن ، يعمل مهندسا مدنيا بشركة كبرى كما وأن له مكتب خاص به هو وزميل له ، يعيش عيشة كريمة ، لديه سيارة ، وشقته في مكان راقٍ جدا ، كما وأنه عضوا بأحد الأندية الكبرى ، فما رأيك ؟؟!!!

قالت بسمة على مضض : أتزوج رجلا مطلقا ولديه ابن ؟؟!!!

قالت كلا من والدتها والسيدة أميمة : لا تحكمي عليه قبل أن تريه فلربما كان حسن الخُلُق وسبب الطلاق زوجته .

فقالت بسمة : إنه يكبرني بسبعة عشر عاما ؟؟!!!

فأجابتها السيدة اميمة : والله يا ابنتي لقد رأيت زيجات كان فرق السن أكبر من ذلك وكانت ناجحة ورأيت كذلك زيجات كان الفرق بسيطا جدا ولكنها فشلت . أتعلمين ان عقل المرأة يسبق سنها !!

أجابت بسمة : أعلم .

فقالت السيدة اميمة : إذن تريثي حتى ترينه ربما اتفقتما ، انتظري معي رقم هاتفه ، بسمة معكِ رصيد لمحادثته على هاتفه الخاص لأنه لا يرد على هاتف المنزل ؟؟!!

أجابت بسمة : نعم تفضلي .

فقالت السيدة أميمة : أن لا أتحدث إلى رجال أغراب ، إذا أجاب فتحدثي إليه أنت .

حاولت بسمة الاتصال به كثيرا ولكنه لا يجيب ، فقالت بسمة : لا أحد ربما لا يسمع الهاتف

أو أن هناك ما يشغله .

فقالت السيدة أميمة : الرقم معك ، إذا هاتفك قولي له أن السيدة أم أيمن هي من طلبت منكِ الاتصال واعرفي منه التفاصيل وأخبريني إلام توصلتما . اتفقنا ؟!!

قالت بسمة : حاضر .

وبينها وبين نفسها في قمة الضيق من هذا الموقف التي وضعتها فيه والدتها وقالت محدثة نفسها : أتتسول لي زوجا . ياللمصيبة ؟؟!!!!

وفي نهاية الحديث ودعتها متمنية لها التوفيق .

ووقتها لم تدرك بسمة المصيبة التي ستقع فيها فعلا فقد صدق كلامها مع ذاتها ...





انتهى إلى هنا الفصل الأول
تحية طيبة
سحر أحمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي