مشكورين على الردود الحلوة
التكملة:
بعد ذلك الحادث المريع الذي حدث مات والدا ماريان وكذلك السائق ونقلت هي الى المستشفى لتلقي العلاج ولم تكن إصابتها بالغة لأنهم قاموا بإخراجها بسرعة من السيارة المحترقة ....
فتحتماريان عينها الزرقاء اللامعة على ضوء الغرفة وهي مستلقية على السرير وتلفتت حولها ولم تسمع إلا صوتاً واحد مليء بالدفء يقول لها:
-حمدلله على سلامتك ياآنسة....
إلتفتت إلى مصدر الصوت ورأت الممرضة تقف بجوارها فسألتها:
-أين أنـا؟؟
أجابتها الممرضة بلطف:
-أنت في المستشفى.
نظرت ماريان إلى السقف ثم ألتفتت بسرعة إلى الممرضة قائلة في تسائل:
-أين أبي وأمي؟
لم تستطع الممرضة الرد على سؤالها فأعادت عليها نفس السؤال وأخفضت رأسها ولم تجب ثم ذهبت مسرعة لمناداة الطبيب الذي يشرف على حالتها
وبعد دقيقتين جاء الطبيب ودخل إلى غرفتها فجلست ماريان على السرير وكانت تنظر إلى الطبيب وعيناها ممتلأتان بالدموع فحين أقترب منها سألته بصوت باكي:
-أين هما أبي وأمي؟
جلس الطبيب بجانبها وأمسك بكفيها الناعمين وقال لها بكل هدوء:
-ما أسمك ياأنسة؟
شعرت بالخجل منه وأخفضت رأسها قائلة:
-إسمي ماريان جيمس أندرو
ثم قام الطبيب بوضع يده على كتفها قائلا :
-أسمعي أنسة ماريان يجب أن تكوني شجاعة وتواجهي مصاعب الحياة لوحدك من الأن فصاعدا.
سألته في خوف:
-ماذا تقصد؟
أجابها قائلا:
-والديك قد رحلا....ماتا في ذلك الحادث المشؤم.
أنهمرت الدموع على خذها وهي تقول بإرتجاف:
-هذا مستحيل .... هذا مستحيل,أبي وأمي رحلا بلا رجعة
ثم صرخت بصوت عالٍ:
-هذا لا يصدق ... لماذا تركاني وحيدة في هذا العالم.
حاول الطبيب أن يهدأها قليلا وهي تصرخ ثم أغمي عليها فجأةً من الصدمة وبقيت نائمة طوال اليوم.
في صباح اليوم الثاني نهضت ماريان من سريرها وفتحت النافدة المطلة على حديقة المستشفى المليئة بالأشجار والأزهار وكان الجو صحوا والسماء صافية ثم قامت بتغيير ملابسها وأرتدت ثوبا أسود وذهبت إلى غرفة الطبيب ودقت الباب فسمح لها بالدخول وحين دخلت قالت له برسمية:
-صباح الخير.
أبتسم الطبيب جورج قائلا:
-صباح الخير....تفضلي بالجلوس.
قالت له:
-لاداعي لهذا أنا جئت إليك لأخذ إذنا بالخروج قليلا....أريد زيارة قبر والداي.
قال لها الطبيب:
-إذن سأطلب من السائق أن يوصلك.
قالت له في إسراع:
-لا... أنا أريد الذهاب وحدي,وأريد منك أن تعطيني وصف للطريق لأنني لاأعرف هذه المدينه.
نهض الطبيب من كرسيه قائلا:
-إذن دعيني أرافقك.
هزت رأسها نفياً ثم قالت:
-أشكرك...لكني أريد البقاء وحدي مع والدي.
أقترب منها ووقف مقابلا لها ثم قال:
-كما تشأين ياأنسة ماريان
ثم قام بوصف المكان لها وخرجت من المستشفى والحزن يملىء قلبها على فراق والديها
وصلت ماريان إلى القبر وجلست أمامه وحين قرأت أسم والدها ووالدتها أنهمرت الدموع من عينيها واحتضنت القبر قائلة وهي تبكي:
-لماذ تركتماني وحيدة ؟ أنتما تعلمان كم أحبكما ..
لماذا فعلت هذا ياوالدي ؟
ثم وضعت كفيها على الأرض ودموعها تتساقط على الأرض وهي تقول:
-أنا لا أريد أن أعيش وحيدة في هذا العالم...أنا خائفة من الوحدة
ثم أبتسمت وأكملت كلامها وهي تبكي:
-أشعر بالألم في قلبي ... أنا أبتسم رغم حزني
لماذا أبتسم ؟ أنا لم أعد قادرة على فعل شيء بعد الأن.
وداعاً أبي وأمي.
ثم فتحت حقيبتها وأخرجت خنجراُ وحدقت فيه وأبتسمت قائلة:
-سأركما قريبا ياوالداي ... سألحق بكما الأن.
ووجهت الخنجر نحو صدرها من دون خوف ثم أغمضت عينيها وقالت لنفسها:
-وداعاً...أخيرا سأشعر بالراحة.
ثم رأها شخص غريب وركض بسرعة نحوها وضربها على يدها بقوة فصرخت وسقط الخنجر ثم قال لها الشخ بصوت غاضب:
-أتريدين قتل نفسك؟هل أصبت بالجنون؟
لم تستطع ماريان التحمل فبكت أمامه وحين رأها أشفق عليها وأمسك بيدها وجعلها تنهض من على الأرض ثم قالت:
-أنا أردت أن ألحق بوالداي.
وصرخت في وجهه قائلة:
-لماذا منعتني أنا أردت أن أمت لأنني لا أستطيع العيش في هذا العالم وحدي , هل فهمت؟
ثم أخذت حقيبتها من الأرض فقال لها الشاب بهدوء:
-من المستحيل أن تعيش وحدك...أنا واثق أنك ستعثرين على أشخاص يجعلونك سعيدة,هذا العالم ليس صغيرا ياآنسة....آه صحيح ماأسمك؟
شعرت بالخجل ثم غادرت المكان من دون أن تقول كلمة واحدة
|