أمزح تعاالوا خذوا هديه < هبله أغلقت كارلا الخط ثم وضعت الهاتف على طاولة التسريح , وأخذت مشطها لتمشط شعرها المبتل بالماء .. كانت جولييت تراقب حركاتها واستمعت لكل حرف قالته هي , ولكنها لم تستطع سماع ما قاله زيس وهذا ما أثار غيظها .. قررت أن تسالها عن ماذا يريد , إنها تريد أي معلومه فقط لتوقع كارلا بالمشاكل .! .. سألت – من هذا ؟ أجابت كارلا وهي ما تزال تمشط – صديق .! فسألت مجدداً – وماذا يريد ؟ قالت – أن يعيد إليّ شيئاً فقدته . لم ترد كارلا أن تخبرها بالتفصيل حتى لا تضطر إلى فعل أشياء غير مرغوب بها .. فهي لا تستطيع رفض أي طلب لأي كان .. عندما انتهت كارلا من تمشيط شعرها أخذت حقيبتها ونظرت إلى روكا ثم قالت – ألن تأتي ؟ أنزلت روكا الكتاب قليلاُ لترى كارلا , فسألت متعجبة – إلى أين ؟! - إلى الحُكّام , بعد قليل سيعلنون النتائج .! نظرت روكا إلى الساعة وكذلك جولييت فرأوا أنها الثانية ظهراً .. صرخا معاً – يا إلهي نسيت ذلك تماماً !! وبشكل سريع أخذن يرتبن نفسهن , وبعد أن استعدين للخروج قابلن مي وكادي في بهو الفندق , فخرجن معاً متجهين إلى المكان المحدد .. وهناك وجدوا الصحفيين يقفون أمام باب الدخول منتظرين مجيء شخصاً ما .. ظللن الفتيات ينظرن إليهم وبرأسهن ألف سؤال وسؤال ما الذي يفعلونه هنا ؟ هل يعقل أن للمسابقة شعبية كبيرة لدرجه أن الصحفيين يريدون معرفة الفائز بالمركز الأول في المرحلة الأولى ؟! أم أن هنالك سبب آخر لوجودهم هنا ؟ لم يتوقع أحد الفتيات تخمين ما يريده الصحفيين, وعندما نزلن من السيارة توجهت جميع أنظار الصحفيين إليهن وما جعلهن يرتبكن أكثر هو تقدم الصحفيين بسرعه نحوهن .. توقفوا أمام كارلا وأخذوا يلتقطون الصور , والفتيات ينظرن إليها بتعجب .!! ما الذي يريدونه منها يا ترى ؟ تكلم أحد الصحفيين قائلاً – آنسة كارلا , منذ متى وأنتِ تعرفين زيرو ؟ قال آخر – آنسة كارلا , هل خرجتما معاً قبل هذه المرة ؟ فقالت صحفية – آنسة كارلا , كيف تقابلتما ؟! والمزيد المزيد من تلك الأسئلة التي لا نهاية لها حتى الآن , لم تستطع كارلا الإجابة عن أي سؤال .. ولم تستطع حتى التحرك من مكانها والخروج من ذلك الحشد الهائل من الصحفيين شعرت بالخجل الشديد ولم تعرف كيف ستتصرف , وفجأه تقدم شخص وتزاحم مع الصحفيين حتى وصل إليها فأمسك بيدها وأخرجها من هناك .. نظرت كارلا إليه لتجد أنه سوما .. ولكن لم يكن هنالك مجال للكلام لأن الصحفيين ما يزالون يسألون فركض معها مبتعداً عنهم , ولكنهم كانوا يلحقون بهما .. كان هنالك شخص ما يتوجهان إليه , شخص يرتدي قبعة صوفية ونظارات شمسيه ذات لو زيتي ... إنه زيس .. استلمها من سوما ثم تابع هو الركض معها بينما تولى سوما أمر تظليل الصحفيين .. وصل زيس مع كارلا إلى مكان ما كان خالي تقريباً من الناس , وقفا أمام محل يبيع الكعك ليلتقطا أنفاسهما .. قال زيس بنفس متقطع – أعتذر .. سوف يزعجونك .. الصحفيون .. كثيراً , لأنهم رأوكِ .. معي أمس . تعجبت ذلك , فهي لا تعلم حتى الآن ما علاقتها بالأمر , يمكنهم سؤاله .!! لماذا يسألونها هي ؟ .. فسألت – ولماذا لا يسألونك مباشرة ؟ اعتدل في وقفته ثم أجابها – هذا لأني لا أترك لهم المجال للسؤال حتى .. ويصعب عليهم إيجادي لأني أجيد الإختباء ,, لحظه , ألم تقرأي صحيفة اليوم ؟ دخل سؤاله ذاك فجأه , فاستغربت سؤاله .. قالت – أنا لا أقرأ الصحف , لمَ ؟ نظر إلى الأمام فلم يجد أحداً هناك , فالتفت لينظر إلى الخلف ولكن الحال نفسه لا أحد في هذا الممر .. فلم يكن أمامه إلا أن يدخل إلى محل بيع الكعك ليستعير صحيفة من عندهم .. ففتح بابه ودخل وتوجه نحو البائع مباشرة , كانت إمرأه عجوز يكسوا الشيب رأسها فسألها إن كانت تملك واحدة , ونعم كانت لديها فأعطته إياها .. أخذها زيس وجلس على أحد المقاعد في المحل , وجلست كارلا على الكرسي المقابل وهي تشاهد ما يفعل باستغراب , وضع الصحيفه على الطاولة وأشار على عنوان ما .. فقرأته ثم قالت بتعجب – ما هذا ؟! - في الأمس كنت معكِ أنتِ لذلك جميع الصحفيين يريدون معرفة ما كنّا نفعله معاً . صمتت قليلاً ثم سألت – ومن هي سيلفيا ؟ لم يستطع النظر إلى عينيها أكثر فحاول أن ينظر إلى أي شيء آخر غيرها .. ولم يكن هناك غير السوار الذي يرتديه في معصمه قال بعد ذلك بنبرة غريبة– كانت .. أو لنقل كنّا عشيقين .. ولكننا افترقنا منذ وقت طويل . ابتسم ثم قال ليُغير الموضوع – لكن هذا ليس مهماً , انسي ما قلته قبل قليل . صمت بعدها وشرد إلى عالم آخر وتلاشت ابتسامته تدريجياً ظلت كارلا تنظر إليه بحيرة .. شعرت بأنه يحتاج إلى شيء ما يبعث البهجة في قلبه , ما الذي عليها فعله ؟ تذكرت أنها إذا شعرت بالحزن وأكلت من كعك الفانيلا تنسى كل شيء .. استأذنت النهوض من زيس ونهضت من مكانها لتذهب إلى تلك العجوز , راقبها زيس بعدم فهم ولكنه لم يعطي ما تفعله أي اهتمام .. لأنه لم يظن أنها تفعل ذلك من أجله .! عاد لشروده مجدداً ليغوص في بحر الماضي ويتذكر ما حدث بينهما لينفصلان , سيلفيا تكبر زيس بعشر سنوات ذلك لوحدة لم يكن عدلاً بالنسبة لسيلفيا .. لذا حاولت اقناعه أنها لا تناسبه وأنه سيجد فتاة مناسبه له غيرها .. وسيسعد معها أكثر .. فاق من شروده عندما وضعت كارلا قطعة كعك على الطاولة أمامه .. فكان أول ما يراه عندما استيقظ هو صحن كعك الفانيلا ذاك فرفع رأسه لينظر إلى كارلا التي ما تزال واقفة بجانبه بعدم فهم .. فهمت هي معنى تلك النظرات فقالت له - عندما أشعر بالحزن أو بضيق .. كانت أمي تصنع لي أكثر شيء تحبه هي وكان كعك الفراولة لأن طعمها ينسيني كل همومي مع انّي أفضل الفانيلا عليها , ولكن كنت أكلها لأنها ممن أحببتها دائماً .. أمي , جرب أكل كعكتي المفضلة .. قد تساعدك . هو لا يتناول الحلويات , ولكن كلمات كارلا أثرت عليه فشعر في رغبه في أكل تلك الكعكة .. ابتسم ثم مد يده لأخذ الملعقة وبعدها قطع قطعه صغيرة بواسطه الملعقه ووضعها في فمه .. ابتسمت كارلا وهي تقول – ما رأيك ؟ فابتسم هو أيضاً ولكنه لم يقل أي شيء .. ظل فترة لا يتكلم فيها إلى أن أنهى الكعكة , فنظر إليها وقال – أنتِ حقاً أوركيدا .. فهي جميله مثلكِ تماماً .. وأيضاً هي نفسها الزهرة التي يأخذون منها الفانيلا .. وأميز صفه فيها أنها نادرة . شعرت كارلا بالخجل مما قاله , فأشغلت نفسها بتناول الكعك حتى لا تتكلم .. بعد فترة قصيرة قال – هذا صحيح .!! وضع يده في جيبه ثم أخرج بطاقة صغيرة وقدمها لكارلا ثم قال – هذه , إنها البطاقة المؤقتة , استخدميها إلى أن تجدي الأخرى . فرحت كارلا كثيراً وشكرته على لطفه ذاك .. طلب زيس كعكه أخرى وبدأ بتناولها , يبدو أنه أدمن عليها .! بعد أن انتها خرجا من المحل وتوجها سيراً على الأقدام إلى مبنى المسابقة , مؤكد ترك الصحفيون ذلك المكان .. وفي الطريق قال زيس وهو يضع يديه داخل جيبي بنطاله – أريد سؤالك عن شيء ما . - ما هو ؟ - ما صفات فتى أحلامك ؟ استغربت سؤاله ذاك , تساءلت هي بنفسها , لماذا يسأل عن ذلك ؟ هل يجب أن تجبه أم ماذا ؟ قالت بعد فترة – لا تهمني صفاته , ولكن ما يهمني هو أن يكون صادق .. ومخلص . ضحك لفترة فنظرت إليه باستغراب , قالت – ماذا عنك ؟ - لا أعرف تماماً , ولكنّي أعترف أنّي وجدتها الآن وآمل أن لا ترفض . ابتسمت و قالت – لن تفعل , أظن أنها ستسعد كثيراً . توقف زيس عن المشي , فتوقفت هي بدورها والتفتت لتعرف ما سر هذا التوقف المفاجئ فقال – حقاً ؟ هل ستوافق ؟ أومأت برأسها ايجاباً وهي تقول قالت – عليك أن تخبرها ولا تضيع تلك الفرصة .. وأتمنى لك التوفيق من كل قلبي . تنهد بارتياح ثم قال – دائماً أظن بأني سأرفض ولكنك رفعتي من معنوياتي , لذلك سوف أقولها .. كارلا ... أنتِ هي الفتاة التي أحببت منذ قابلتك أول مرة وأنا لا أكف عن التفكير فيكِ .. سأكون مخلصاً لكِ .. وأنا صادقٌ في قولي . تفاجأت كارلا من كلامه , هي لم تتوقع أبداً أنها ستكون فتاة أحلام زيس أبداً .!! شعرت بالخجل والإرتباك الشديدين بنفس الوقت فتلبكت في كلامها وتداخلت الحروف على بعضها كذلك لم تجد أي شيء تقوله له .. شعر بارتباكها فضحك ضحكه قصيرة ومد يده اليمنى إليها .. نظرت هي إلى يده لفترة ثم مدت يدها اليسرى بتردد فأمسك هو بيدها وواصلا المشي بصمت .. لم تكن كارلا تشعر بهذا الخجل وذلك الإرتباك معه من قبل .. أما الآن .. إن قلبها ينبض بقوة إذا نظرت إلى وجهه .. أما هو فكان أسعد الناس على وجه الكرة الأرضية .. فهو يمشي الآن مع من أحب ويتشابكان الأيدي أيضاً .. هذا كل ما كان يفكر به زيس قبل أن يشعر في ضيق في التنفس ويبدأ بالسعال .... __ يؤ وش صار له:77: <~ كف وعشآني تأخرت كثيير بنزلكم بآرتين:88: ^^ |
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 04:18 PM |