. الفصل الرابع عشر هذا كل ما كان يفكر به زيس قبل أن يشعر في ضيق في التنفس ويبدأ بالسعال .... احمّر وجهه من ذلك السعال المفاجئ والذي بدا وكأنه شرقه مفاجئه .. نظرت كارلا إليه بقلق ثم قالت وهي تُفلت يدها من يده – زيس .! هل أنت بخير ؟ ما الذي حدث لك ؟! لم يستطع أن يكف عن السعال , رفع يده ليمسك بقميصه ويفتح الأزرار الأولى منه .. ومع ذلك ما يزال يسعل .. أخذت كارلا تضرب على ظهره برقه وهي تقول – خذ نفساً عميقاً .!! لا تخرج الهواء من فمك .! خذ نفسك .! فعل ما قالته وشهق ليدخل الهواء إلى رئتيه ... فتوقف السعال .!! جلس بعد أن شعر بالراحة على الرصيف ثم وضع يده على عنقه وتحسس حنجرته ثم قال وهو يتنفس بسرعة – أشعر بالعطش .! توقفت عن الضرب ثم قالت – انتظر , سوف أحضر لك بعض الماء !! بقي هو جالساً بينما ذهبت هي لتحضر له الماء من أقرب متجر .. وبعد فترة ليست بطويلة عادت وبيدها قارورة مياه , فتحت له الغطاء ثم ساعدته على الشرب وبعد أن شرب منها قليلاً أبعدها عن فمه ثم تنهد .. سألته – هل تحسنت ؟! ظل صامتاً لفترة ثم قال – لا , أشعر باني لست بخير .. أحتاج إلى شيء ما .! شعرت كارلا بالخوف أكثر .. فقررت سؤاله عما يريد قائله – ما هو هذا الشيء ؟! - عديني أولاً أنكِ ستفعلين ذلك من أجلي .! تعجبت منه , كانت تبدو تصرفاته مريبة نوعاً ما , ولكنها تجاهلت ذلك وقالت – أعدك .! فابتسم بخبث وقال – أنتِ لم تخبريني بعد ما إذا كنتِ تحبينني أم لا .! لم تستوعب كارلا ما قاله لها زيس بدايةً وأخرجت صوتاً يبرهن على عدم فهمها .. وعندما أعاد جملته ضربته بخفة مازحةً على كتفه ثم قالت وهي تضحك – أحمق , لقد أرعبتني .. ظننت أنك لست بخير .. أنت تجيد التمثيل حقاً بتلك التعابير !! لا تفعل ذلك ثانيةً .! ضحك معها ثم قال – أمرك , ولكن لن أدعكِ إلا وأن تحرري تلك الكلمة من سجنها .. هيا هيا أخرجيها .! قولي لي أنكِ تحبيني ! شعرت كارلا بالخجل , وتوردت وجنتاها .. في الحقيقة هي لم تتأكد بعد بأنها تحبه , قد تقول الآن انها تحبه ولكن في المستقبل قد يتغير كل شيء .! ربما .. وربما تكون له .!! ترددت كثيراً قبل أن تقول – أ.. ح.. ب ..ك . عندما سمعها تخرج تلك الحروف , طار من الفرحة , لم يعرف كيف يعبر عن فرحته تلك , لذا نهض من على الرصيف ثم حملها وأخذ يدور بها حول نفسه .. فصرخت كارلا وأخذت تضرب كتفه بكلتا يديها مغمضةً عينيها خوفاً من أن تسقط وهي تقول – أنزلني لا تفعل ذلك .! أنزلني زيس .! أنزلني .. وكأنها لا تقول شيئاً .. لم يتوقف عن الدوار إلا بعد أن شعر بالتعب .. فأعادها لتقف على الأرض وأخذ ينظر إلى وجهها الخائف . فتحت عينها فرأت عينيه الرماديتين تنظران إليها .. توردت وجنتاها أكثر ثم ابتسمت له برقة , فابتسم هو الآخر .. نظرت كارلا إلى ساعتها وتفاجأت بالوقت الذي مر بسرعه .!! قالت بعجل – إن الساعة الآن هي الثالثة .!! سوف يعلنون النتائج الآن .!! لنسرع .! أومأ زيس برأسه إيجاباً ثم أكملا طريقهما إلى حيث مبني المسابقة , وعندما وصلا إلى هناك ودخلا المبنى وجدا جميع المتسابقين ينتظرون النتيجة على أحر من الجمر من ذلك الرجل الذي يقف على المسرح ويمسك بمكبر الصوت .. وهاهو الآن يقول - مدرسه كيوما للبنات ومدرسه كيربيروس للأولاد قد حققا أعلى العلامات من لجنه التحكيم .. علا صوت الصراخ .. منهم من يصرخ فرحاً ومنهم من يصرخ محبطاً .. أردف الرجل – الآن سوف نعلن النتائج للأعضاء فرداً فرداً .. ولنبدأ بمدرسه البنات .. لم يحز أي منهم على المراكز الثلاث الأخيرة .. فقد كان هنالك نسب متكررة .. لنبدأ من المستوى الرابع وقد حققن نسبه 97 بالمائة هما مي و كادي أما النسبة 98 حققتها المتسابقة جولييت و 99 كانتا روكا وميسي .. و أخيراً المركز الأول , مع كارلا التي أبهرت جميع الحكام , لو أنها لم تحصل على العلامة الكاملة لتحقق التعادل بين جميع المدارس .. فهنيئاً لكن يا فتيات .. والآن لنبدأ باعلان نتائج الأولاد .. كانت كارلا تنظر بدهشة غير مصدقة لما قاله .! هل هي في حلم ؟ قال زيس مقاطعاً لاندهاشها – مبارك لكِ .!! أنتِ تستحقين المركز الأول بجدارة .. كنتِ الأفضل ..! ما تزال كارلا غير مصدقه , نظرت إلى زيس ثم قالت بدهشة – هل ما سمعته كان حقيقة ؟! - أجل كان كذلك , هنيئاً لكِ. كان ذلك هو صوت تايلر الذي قال تلك الكلمات وهو يقترب منهما .. التفتت كارلا لتنظر إليه ثم قالت مستغربه – استاذ .! توقف عن المشي عندما أصبح يبعد عنهما ببعض سنتريميترات فقط .. كان يبدو مختلفاً بعض الشيء , فهو يرتدي بدله رسمية سوداء اللون على غير العادة , وقد قصص شعرة الأشقر ليصل إلى نصف رقبته ابتسم لها ثم نظر نظرة خاطفه إلى زيس .. لم يتحدث أحد في تلك اللحظة , فمرت فترة الصمت تلك بتبادل النظرات بين تايلر وزيس فقط .. أما كارلا كانت تنظر إليهما باستغراب .!! بعد فترة قطع زيس هذا الصمت قائلاً – تلك الشامة .!! رفع يده ثم خلع نظاراته الشمسية وأردف – تايلر ! فعل تايلر حركته المعتادة ليعيد خصلة شعرة المتمردة إلى الخلف , ثم قال بسخرية – الطفل زيس .. تخفيك هذا سيء جداً , يمكن لأي شخص أن يعرفك حتى ولو كان يبعد عنك ألف متر .. يبدو أنك لم تتغير مع مرور السنين . - ومن طلب رأيك ها ؟ أنت كذلك لم ولن تتغير , ستظل متكبر و مغرور .. - أووه حقاً ؟ هذا ينطبق عليك أنت أيضاً يا صغيري . ظنت كارلا أن ذلك الحوار لم يكن سوى مزحه من صديقين قديمين , ولكن ما غير رأيها هو زيس عندما قال - اكتفيت من هذا , لقد عكرت مزاجي , لو أنّي لم أقابلك لكان أفضل لي .. قالها زيس وهو يتقدم ويمسك بيد كارلا ليخرج معها إلى الخارج , ولكن تايلر أمسك بيدها الأخرى .. فتوقف زيس والتفت لينظر إلى تايلر ليجده ينظر إليه هو الآخر بتحدٍ .. ظلت كارلا تنظر إلى زيس تارة وتايلر تارة وتعصف بداخلها الأسئلة ولا تستطيع إيجاد أي جواب لتلك الأسئله .! قال زيس – اتركها . فقال تايلر بعناد – لن أفعل .. بل أنت من سيتركها . اقتربت فتاة من الخلف واحتضنت كارلا بقوه وهي تقول – مدهش , كما قال عنكِ الأستاذ , انكِ الأفضل بيننا في وقت الجد .! ترك زيس يد كارلا وكذلك فعل تايلر .. نظرت كارلا الى من احتضنها ثم قالت باستغراب – ميسي ؟!! كانت هناك إمرأه تقف خلف ميسي , تنظر إليها بابتسامة هادئة , وعندما التقت عينها بعيني زيس أبعدهما عنها بسرعة اقتربت تلك الإمرأه منه وهي تقول – بُني .. هل .. قال زيس مقاطعاً لكلامها – لقد تأخرت , أراكِ في وقت لاحق كارلا .. وقبل أن يذهب نظر نظرة أخيرة لتايلر بعدها التفت وخرج .. أطرقت الامرأه براسها إلى الأرض .. فذهبت ميسي إليها ووضعت يدها على كتفها ثم قالت مواسيه لها – لا تحزني يا أمي , سوف يأتي ويتأسف .. إنه طيب القلب وأعلم أنه لا يفعل ذلك إلا و لأنه لم يتأقلم مع الوضع حتى الآن .! "لمَ تصرف هكذا ؟ وإن يكن ما فعلته فهي والدته ... حتى أنا لو قابلت والدتي لسامحتها على كل ما فعلته ., فقط أريد منها أن تعود .!" هذا ما كان يجول في خاطر تايلر وهو ينظر إلى ميسي و والدتها .. ,, نظر إلى الساعة الدائرية الشكل التي كانت معلقة على الجدار تنهد ثم قال - لقد مر الوقت بسرعة .. انها الثامنه مساءً . سمعه أحد الأشخاص القريبين منه فقال – ويبدو أنهم تعبوا من إعادة المشهد .. إنها المرة السابعة .! نظر ذلك الرجل إلى زيس الذي كان يقف ممسكاً بمسدس في يده اليمنى ... ثم قال – هذه آخر مرة إن لم يسير الوضع بالشكل المطلوب سوف نكمل ما بدأناه غداً . صمتا بعدها .. مشى زيس إلى الأمام عدّة خطوات حذرة , ولكنه تفاجأ بشخص ما يضربه من الخلف تحت رقبته ليسقط على الأرض مغشياً عليه .. بعدها قال ذلك الرجل – يكفي إلى هنا , فلنوقف التصوير . أومأ الآخر برأسه ثم أشار بيده ليغلق المصورون الكاميرات .. نهض زيس من على الأرض ثم قام بنفض الغبار من على ملابسه .. بعدها تثاءب وهو يقول للرجل - هل انتهينا ؟! نهض الرجل من على مقعده الأبيض ثم قال – أجل , يجب أن ترتاح جيداً لأنه في الغد سوف يكون المشهد أصعب من هذا , وستكون مطاردة أخرى . رن هاتف زيس الذي كان يضعه على الطاولة في الغرفة المقابلة , استطاع سماع صوته فاستاذن من المخرج وذهب إلى تلك الغرفه ليأخذ الهاتف ويجب .. كانت تلك هي ميسي التي سألته مباشرة عن مكانه , قال لها – أنا عائد إلى الفندق بعد قليل , هل تريدين شيئاً ؟ - أجل , نحن الآن في المجمع التجاري .. أنا و كارلا , ونريدك أن تأتي لتتعشى معنا .. - الآن ؟ - أجل .. لقد دعوتها لأن بسببها فزنا في المرحلة الأولى .. هيا هيا نحن بانتظارك لا تتأخر .. ولا تنسى اصطحاب ألبوس معك . - حسناً , سوف أصل خلال عشر دقائق . أغلق الخط ثم وضع هاتفه في جيب بنطاله و التفت فوجد سوما يقف خلفه .. وقبل أن يتكلم قال زيس – العشاء , سوف أذهب لأتناول العشاء وبعدها سأعود للفندق , لن أتأخر .. رفع سوما أحد حاجبيه ثم قال – أنا لم أسألك إلى أين أنت ذاهب , جئت لأقول لك أنّي مضطر للعودة إلى إيطاليا .. هل ستستطيع البقاء لوحدك فترة غيابي أم أنك تريد بديل مؤقت ؟ قال باستغراب - سأكون بخير , لا تقلق .. ولكن لماذا ؟ . رمقه بنظره غريبة ثم قال – أظن أن هذا لا يعنيك .! فنظر له زيس بطرف عين وهو يحاول أن يحتبس غيظه ثم قال – أجل لا يعنيني , ولكنّي أريد التأكد ما إذا كنت ستتأخر أم لا , لأني أريد أن أخذ راحتي في المكان بدونك أيها المزعج . ثم التفت ليخرج , ولكن قبل أن يخرج أردف – لقد أخرتني عن عشائي . راقبه سوما حتى خرج من الغرفة فابتسم بعدها وهمس لنفسه " صحيح أنك أغضبتني كثيراً في فترة عملي لديك , ولكنّي استمتعت معك كثيراً , آسف ولكنّي لن أستطيع المواصلة في العمل هنا .! .. وداعاً زيس .!" .. بينما كانا زيس و ألبوس في طريقهما إلى المجمع التجاري , رأى زيس محلاً لبيع الأزهار ففكر في شراء البعض كهدية لكارلا بدلاً من أن يذهب إليهن خالي اليدين .. فأوقف ألبوس السيارة ونزل كلاهما إلى المحل كان مليئاً بالورود ذات ألوان وأنواع متعددة وجميله , وكذلك كانت رائحة المحل عطرة .. بحث زيس عن البائع ولكنه لم يجده .! فقال بصوتٍ عالي بحيث يستطيع البائع سماعه – أرجو المعذرة , أما من أحد هنا .! فخرجت من وراء ذلك الباب المفتوح فتاة ذات شعر قصير أسود اللون قالت معتذرة – آسفة , في هذا الوقت لا يأتي إلينا أي زبون لذلك أنتظر في الداخل .! ابتسم ألبوس ثم قال – لا داعي للأسف , لن نتأخر سوف نأخذ بعضاً من الورود ونذهب .. أريد باقة من زهور اللوتس وأريدكِ أن تزينيها وتجعليها أجمل من باقته .! قال كلمته الأخيرة وهو يشير إلى زيس الذي كان ينظر إلى الورود بحيرة , فهو لا يعرف أي نوع سيختار .. ابتسمت الفتاة له ثم قالت موجهة الكلام لزيس – ماذا عنك ؟ أي نوع من الأزهار تريد ؟! - امممم أشار زيس نحو إحدى الأزهار البيضاء ثم قال بتردد – أظن أن هذه مناسبة . - اختيار رائع , فالياسمين تحمل رائحة جميلة جداً ومنعشه .. تقدمت الفتاة لتأخذ من الياسمين .. راقبها زيس بعدم رضا وكأنه يريد تغيير رأيه في أيه لحظه , وقبل ان تبدأ بتزيينها قال بسرعه - لحظه , ماذا عن الأوركيدا .. هل تبيعونها هنا ؟ نظرت الفتاة الى زيس بتعجب وهي تقول – الأوركيدا ؟!! ضحكت ثم أردفت - كما تعلم هي نادرة ولن تجدها في أي محل , كما أنها غالية الثمن .! فقال زيس – أعلم أنها نادرة , لذلك طلبتها ..! ألا تتوفر لديكم ؟! - للأسف نحن لا نبيعها هنا .. شعر زيس بالإحباط , كان يريد تلك الأزهار بالذات لأنها تذكرها بكارلا .. ولكنه سعد عندما قالت الفتاة – لكن أظن أن لدى جدتي بعضاً منها , فهي تصنع العطور من تلك الأزهار .. استأذنت للحظه وذهبت , وعندما عادت كانت تحمل زهور جميلة ذات لون وردي ولكنه أقرب للأبيض .! وضعتها على طاولة وبدأت بالتزيين ,, كانت الأنوار مضاءة والمكان مزدحم بالناس الذين يمشون هنا وهناك . أحدهم يقف أمام أحد المحلات والآخر يطلب الطعام له , و آخر يبحث عن شخص ما .. وهذا يقف خلف الكوشيك ويبيع بعض الأدوات أسندت فتاة كانت تجلس على احدى الكراسي منتظرة مجيء أحدهم راسها على راحة كفيها بملل ثم تأففت وقالت – كارلا , لقد تأخرا كثيراً , أشعر بالجوع .. ما رأيك أن نتناول العشاء بدونهما ؟ ! التفتت كارلا لتنظر خلفها ووجدت شابين يضعا كلتا أيديهما إلى خلف ظهرهما و يقتربان منهن فابتسمت وقالت – لا داعي , لقد وصلا .!! نهضت كارلا و قالت ميسي وهي تنهض بغضب – تأخرتما .! عقاباً لكما أنتما اذهبا لشراء العشاء لنا .! تقدم ألبوس وأعاد يده إلى الأمام ليريها باقة من زهور اللوتس الوردية ومد يده ليعطيها لها .. نظرت ميسي إلى الباقه بفرح وقالت – يااه .!! اللوتس .! لم تأخذها بل قفزت في حضن ألبوس وضمته بقوة ثم أردفت – أنت دائماً تفاجئني بها , شكراً لك .! نظر زيس إلى كارلا التي كانت تنظر إلى ألبوس وميسي وتبتسم بهدوء , فكح لتتنبه له , وكان كذلك نظرت إليه ففاجأها برفع يده التي تحمل الباقة لتصل إلى مستوى رأسيهما ثم قال – تهانينا .. أتمنا لكما الفوز في المرحلة الثانيه كذلك .. .. كان هنالك شاب يقف بعيداً عنهم ويبدو أنه تعرف عليهم من بعيد فابتسم ومشى ليلقي التحيه ولكنه توقف عن المشي واتسعت عيناه عندما رأى كارلا وهي تأخذ باقة الأوركيدا تلك من يده أحد الشابان .. شدد على قبضه يده بقوه وأطرق برأسه إلى الأسفل لتتساقط خصلات شعرة الشقراء على عينيه ثم همس بحزن – لماذا .! .. |
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 04:05 PM |