كلما شعر قلبي بالضيق والملل
اتوجه إلى إحدى زوايا غرفتي واجلس لوحدي
فتأخذني الذكريات إلى الماضي البعيد
وتبحر عيناي في ماض ليس له نهاية …
فاستذكر ذكرياتي وقت مكوثي في القرية
التي ما زال قلبي يحن اليها ويشتاق إلى ترابها
وإلى نوافذها الصدئة وإلى أبوابها الخشبية التي كانت تئن مع كل حركة وكأنها كانت تنادي أصحابها …
استذكر ما كان يرويه الأجداد هناك …
يتكوم جسدهم على كرسي من القش الرديء
ومن ثم يبدؤون كلامهم وحديثهم الذي يوزن بالذهب
استذكر حركات فمهم وابتسامتهم العريضة
فكانوا يروون تجاربهم في هذه الحياة
يروون من حكاياتهم القديمة
كحكاية معلمهم الشديد الذي لا يرحم أحدا …
ذلك المعلم الذي له يد كأنها قطعة خشب طويلة ليس لها نهاية…
أن يمسكون به ولو لمرة واحدة وهو
كانوا يذكرون لنا كل ما هو جميل وكل ما هو مضحك …
كانوا يروون حكاياتهم التي طوتها الايام ولم
التي مضت وأخذتها الرياح …
أحاول رفعها على عرشي الذهبي لتبقى في صميم قلبي
ولكي لا يتسرب الاحساس بها
ويحيل معه كل الأشياء الجميلة إلى ركام …
انتهت حكايتي وستطويها الايام
ولن يبقى منها الا الذكريات