الساعة الأن هي مع الثالثة والربع ظهرا...... ولا يزال النهار في بدايته... كريستي كانت في الغرفة ترتب أمورها وتستعد للمهمة ..... أما ساندي فقد كانت في مكتبة الأكاديمية تطالع ببعض الكتب.....وميري كانت مستلقية على سريرها ....... متظاهرة بالنوم..... أما ليو كان.... واقفا أمام الخريطة يدرس جوانبها ويحاول تدارك كل المخاطر المتوقعة هناك...... أما دوني فكان على غير العادة مفعما بالنشاط ويتدرب...... وجاكي كان يجلس وحيدا في الفناء الخلفي...... " أعتقد بأن الموقف يزداد تعقيدا..... لا أظن بأن ميري قد ترغب بمسامحتي بعد كل ما حدث.... لقد منحتني فرصتا لأكون صديقا لها وللجميع..... ولكن بسبب غروري ..... واعتقادي بسخافة هذه الأمور.....خسرت فرصة لا تعوض..... وموقف اليوم أثبت لي ذالك..... فهي كانت تفكر في الاعتراض عن فكرة أن أكون أنا وهي ثنائي مشتركا....آه.....لا أصدق بأنني كنت أنانيا إلى هذا الحد..... هي حاولت وأنا أفشلت محاولتها......يجب أن أب......" .........:-ما الأمر يا بني ؟ إلتفت جاكي إلى مصدر الصوت من خلفه وتفاجأ بوجود المدرب...الذي إتجه وجلس بجانبه على الأرجوحة.....ووضع يده على كتف جاكي....وقال..... المدرب:- ما المشكلة ياجاكي؟ تنهد جاكي بحزن ولم يرد على سؤال المدرب....... المدرب:- أعلم تماما يا بني أنك تفكر في الخطأ الذي ارتكبته.... وتفكيرك المتواصل في هذا الخطأ يدل على ندمك......وندمك يا بني يغفر لك زلتك.... لا تبأس لأنك أخطأ.....ولا تحول حياتك إلى جحيم لأجل ساعة غضب....ولا تكره نفسك لأنك زللت في عمل خاطئ ....بل بالعكس...عش حياتك وتعلم من أخطائك....ولا تستمع لما يقوله الناس .....و لا تعتقد بأنهم مثاليون و معصومون من الخطأ....كلنا نخطأ ياجاكي... ومهما كانت أخطائنا كبيرة .....المهم أن نندم عليها..... وأن لا نعود لارتكابها مرة أخرى.....ومن هنا....نستطيع أن نكون راضين عن أنفسنا......فهل فهمتني....؟؟ كان جاكي يفكر في كلام المدرب...." أين كنت قبل هذا الوقت يا معلمي.....ليتك كنت موجودا في ذالك الموقف.....ذالك الموقف الذي اضطرني إلى كره كل من هم محيطون بي....ذالك الموقف الذي غير حياتي وقلبها رأسا على عقب......أين كنت يا معلمي قبل الأن...؟؟ أين .....؟؟ عندما قتل والدي!! ... أين كانت هذه الكلمات...عندما وقف الناس متفرجين ...وهو يحتضر....أين كانت هذه العبارات...!!كيف كان بإمكان طفل في العاشرة من عمره أن يتصرف.....!! لو كانت هناك كلمة واحدة من هذه الكلمات في تلك اللحظة لما مات أبي مقتولا.....أين كنت؟؟؟" .........:- وكيف لا أفهم...!! قال جاكي عبارته همسا وبصوت يائس مليء بالهموم.....كان قلبه يعتصر ألما كلما تذكر والده الراحل........ "أعلم بأنك تعاني.....وأعلم بأنه ليس من السهل أن تمحى تلك اللحظات من ذاكرتك....لكن سيأتي يوم ياجاكي..... وستدرك كل شيء....!!" كان المدرب ينظر إلى جاكي.....شاعرا بالأسى لأجله...ثم ابتسم محاولا إبعاد الحزن عنه ....قائلا..... المدرب:- على الرغم من كل ما حدث ياجاكي..... فإنني أثق بك...وأثق بأنكم ستنجحون في هذه المهمة جميعا....وخاصة أنت ياجاكي......!!.....أنت ستكون شعلتهم.....وستدرك معنى كلامي هذا لاحقا...... إستغرب جاكي من التشجيع الذي قدمه المدرب إليه...فقال.... جاكي:- ولما أنا بالأخص؟؟ المدرب:- لأن خلف هذه الملامح .... أرى تلميذ وإبنا مخلصا..... أرى شابا لديه عزيمة وإصرار كبيرين...... أعلم بأنك ستكون عند حسن ظني....وأعلم أيضا بأنك ستوقد في قلوبهم الأمل إن شعروا باليأس.....لذالك عليك أن تثق أيضا بأن بعض الجراح العميقة ....سيكون سهلا عليها أن تندمل من جديد ..... إن وجدت الترياق الذي يشفيها......وستجد هذا الترياق قريبا...صدقني.....والغضب الذي بأعماقك لن يثور مرة أخرى...إلا لأجل شخص عزيز.....! ابتسم جاكي من عبارات المدرب....وشعر براحة أكبر.....لأن كل حرف قاله المدرب....جعله يستمد الأمل من مكان مجهول..... ........:- أعدك بأن أكون عند حسن ظنك....!! قال جاكي عبارته إلى المدرب...وفي نبرة صوته....أمل وإصرار..وهنا شعر المدرب بأن هذه النصائح قد جنت ثمارها.... وبعدها غادر المدرب...... @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
__________________ واثــــــــــــــــــق الخطـــــــــــوة يمشـــــي ملكــــــــــــــا لــن يتبقّـى منّــا إلا مـاقدّمنــاه لقلوب مَـن حولنـا
فإحرصوا على أن تقدمـوا الورد و الجوري . |