صحيح أني قد أقفلت با العشق وأوصدته بأقفال كتب عليها لاعشق بعد اليوم ولكني أعجبت بسؤال ونظمت عليه بضع اسئلة لعلي أرتاح من سؤال القلب الحيران الذي يسألني في كل لحظة وفي كل أَن فالسؤال يقول:
ماذا لوكان الذي يمسح دمعك هو الذي أبكاك؟ فأجبته وقلت : لاتأسفن على غدر الزمن!
وكانت الأسئلة التي نظمتها على شاكلته تقول:
ماذ لوكان الذي يضمد جرحك هو الذي كان بالسهنم قد رماك ؟
ماذا لوكان الذي يريد أن يعتذر هو الذي قال لك سوف أنساك ؟
فتذكرت قولان جميلان لعلهما يكونان إجابة لأسئلة القلب المجروح من الحب وإن كان يسمى في الزمان القريب الولهان،
فأول قول يقول:
أريد أن أعتذر عن كل شيء إلا الهوا فليس له عندي إعتذار
أريد أن أعتذر عن كل شيء إلا الجراح فليس لها سوى الصبر
والقول الثاني:
إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا فدعه ولاتكثر عليه التأسفا
ففناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا خير في خلن يخون خليله ويلقاه من بعد المودجة بالجفا
فسلام على النيا إن لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصف
ا
فوجدت القلب قد أرخى سمعه لقولي وكان يبكي فقال لي:
ماكل مايتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
وقال بعدها (وأنا له مستمع): أتدري أن الحب قاتل الفتى ، فقلت له: نعم فقال : فماذا يصنع من بالحب كان مولع ، فقلت له : يدري هواه ثم يكتم سره ويخضع في كل الأمر ويخشع، فقال القلب (وهو حائرآ): بالله عليك كيف يصبر وهو يفيق على الحب ثم إذا نام به يحلم ، فقلت له : فإن لم يجد صبرآ لكتمان سره فليس له سوى الموت أنفع
فقال لي: أليس ظلمآ أن يموت ولم يحظى بلحظة مع من أحيب، فلت له: أهو يدري أن الذي يحبه كان له في الحبِ صادقَ؟!، فقال : بالله عليك لاتكن سهمآ يخترق الجسد ويجعله ينزف حتى يقضي على كل رمق ، فقلت له: قل لنفسك حديث يضمد كل الجراحِ وتلتئم وقل لنفسك قول رب العباد وهو بعباده أعلم وأرحم فقل لها قوله عزوجل : "وعسى أن تكرهوا شيئآ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئآ وهو شر لكم"صدق الله العظيم
فقال القلب بعد أن مسح دمعه: "إنا لله وإنا إليه راجعون"صدق الله العظيم .