عرض مشاركة واحدة
  #1148  
قديم 12-08-2010, 07:31 PM
 
.


















.




ربما انتظر البعض منكم النهاية وتشوق إليها ومنكم من تمنى أن تطول لأمد لا أستطيع أن أكون حاضرة به فلكل شخص غياب قد لا يحضر بعده وفي كلا حالاتكم أقد لكم نهاية كل شيء في الفصل الأخير من "جريمة حب".....
الحب زهرة جميلة إذا لم نسقيها كل يوم دفئاً وحناناً فإنها لن تكبر وستموت....



.......الفصل الأخيــر.

....(نهاية كل شيء)....





.... وبعد فترة تفكير وصمت وهو ينظر بعينيه التي تغطيهما نظارة واسعة لكلوديا النائمة قال"أستطيع علاجها لكن بشرط..."
جاكلين بلهفة"وما هو..؟؟"
الطبيب"أن تنسى كل شي له علاقة بالعصابة....وأولهم زوجها المدعو ويليام..."
دهش الجميع وعلى رأسهم جاكلين"ماذا؟..."
روبرت وهو بدهشة هو الآخر"مستحيل تترك كلوديا ويليام..هذا في ضرب الخيال!"
الطبيب"يحب أن تنسى كلوديا كل شيء له علاقة بماضيها في العصابة ولن تستطيع ذلك مع وجود أشخاص يذكرونها بهذا الماضي خصوصاً زوجها الذي تبين لي أنه من دخلت بفضلة العصابة وتعذبت لأجله"
لم يقتنع روبرت الذي وقال باعتراض"لكن كلوديا تحب ويليام..."
الطبيب"مع هذا يجلب لها الألم وهنا يحدث تناقض يزعجها ويزيد حالتها النفسية سوءً...ألم تقل لي بنفسك أنها ترتعد عندما تراه ويخف ذلك عندما يخرج؟"
روبرت"نعم..ولكن هي مسألة وقت فقط"
الطبيب"لا أظن ذلك..."
اقتنعت جاكلين بكلامه وقالت بحزن"سأفعل كل شيء بسبيل عودة كلوديا إلى ما كانت"
الطبيب بابتسامة"هذا أفضل وستلاحظين كيف ستتحسن كلوديا"
ثم أخرج من حقيبته ورقة ليعبئ بيانات كلوديا...أستفسر من جاكلين عن أسمها وعملها وعمرها وعندما ذكرت له جاكلين تاريخ ميلادها قال بسعادة"إذا عيد ميلادها غداً..."
جاكلين بنبرة حزينة"نعم..ولكن للأسف لن تستطيع الاحتفال به هذه السنة"
الطبيب"بل تستطيع ويجب أن تستطيع..هذا سيغير من نفسيتها المكتئبة ويبعث السعادة بقلبها"
جاكلين وقد امتزجت نبرتها الحزينة بتعجب"كيف وهي في هذه الحالة؟..."
الطبيب"ستقومون بتحضيرها لها وهي ستشارككم بها..."
جاكلين وقد تحمست للفكرة وأعجبتها"حسناً سأقيمها..."

أمام المرأة كانت بليث تنظر لنفسها, لشعرها الأشقر الحريري وبشرتها الصافية وهي تسرح بتفكيرها بعيداً في الأمر الذي جعل مايك يحجم هذا اليوم عن الاتصال بها وهو الذي لا يكف كل يوم عن الاتصال بها وهي بالطبع لا ترد....وجدت أنها سخيفة عندما فكرت مجرد التفكير في عدم اتصاله هذا اليوم وهي التي قررت نسيانه....جلست على السرير بملل فتذكرت كارين التي أرادت أن تتصل بها أمس فكرت بالاتصال عليها اليوم,تناولت هاتفها النقال وضغطت على رقم كارين وانتظرت الرد..
أتى صوت كارين جافاً وحزيناً"آهلاً بليث..."
قلقت بليث من نبرتها هذه وقالت"كارين ماذا بك؟...لما يبدو صوتك هكذا؟"
سمعت بليث شهقة باكية منها فقلقت أكثر ووجدت نفسها تقول بفزع"هل حدث لي مايك شيء؟"
كارين بعد أن كفت عن البكاء"لا...لقد مات أبي البارحة وكذلك..سـ...ساندرا"
ثم بكت وترقرقت عينا بليث بالدموع وهي تقول بذهول"وكيف ذلك؟...كيف ماتا سوياً؟"
كارين بصوت جعله البكاء من الصعب فهمه"لقد انتحرت ساندرا وعندما علم أبي بذلك أصابته نوبة قلبيه ومات"
ثم أغلقت كارين الهاتف فهي لا تستطيع الكلام من شدة بكائها.....أقفلت بليث الهاتف أيضاً والحزن يسري في دمها وعيناها تذرف الدموع ببطء كانت تبكي على كارين أكثر من بكائها على ما حدث فكيف تتحمل فقد والدها وشقيقتها بيوم واحد...."هذا مؤلم...مؤلم جداً" قالتها بليث وهي تقطب حاجبيها بشفقة....



بالونات بمختلف الألوان وورود تزين السقف وكل مكان في المنزل وكعكة كبيرة على طرفيها شموع برتقالية كتب عليها بالخط الأحمر "عيد ميلاد سعيد"...كان الجميع يقفون أمام الطاولة التي تحوي على الكعكة والمرطبات من بينهم كلوديا التي كانت ترتدي فستاناً قصير بلون الكرز يصل لما أعلى ركبتيها بقليل بلا أكمام وما زال وجهها بشحوبه المعتاد لكن هناك ابتسامة على شفتيها خففته أطلقت هذه الابتسامة رغماً عنها وهي تسمع هتافات الجميع وحرصهم على سعادتها خصوصاً براين الذي كان يطلق النكات المضحكة بهذه المناسبة لدرجة أظهرته كمهرج!.....براين الذي حرص على الحضور بالرغم أنه لم تصله دعوة الحضور لكنه رغب بشدة في حضور عيد ميلادها وجلب هدية لها....
قدم الجميع لكلوديا هداياهم على أنغام أغنية متفائلة تؤجج السعادة بالقلوب بدأً من كلوديا ونهاية بروبرت وهي تستقبلهم هداياهم بابتسامة تنتهي بعبوس....في الأثناء رن جرس الباب فسمعه براين بينما لم يسمعه الباقون بسبب صخب الموسيقى والكلمات.....فذهب براين وفتح الباب فرأى عاملان يحملان شيئاً كبير وثقيل مغطى بقماش أسود قال أحدهم"هذه مهداة للسيدة كلوديا بمناسبة ميلادها..."
نظر براين للهدية بفضول وعرف أنها بيانو ثم سمح للعاملان بالدخول فوضعوا البيانو بركن قريب ثم ذهبا فاستوقف براين أحدهم"ممن هذه الهدية؟"
الرجل"لا علم لي" ثم ذهب وأغلق الباب خلفه...
وذهب براين لإعلام كلوديا بالأمر وهو يتساءل عن صاحب هذه الهدية....
أقترب من كلوديا وهمس بأذنها"تعالي معي...هناك شيء بانتظارك"
ذهبت كلوديا معه ولم يبالي البقية بذهابه معه ظناً منهم أنه يريدها بموضوع على انفراد....أخذ براين كلوديا للركن الموجودة به البيانو وقال لها"لقد وصلت كهدية لكي من شخص مجهول.."
ابتسمت كلوديا ابتسامة جميلة وهي تنظر لمفاتيح البيانو فذهبت إليها ولمست مفاتيحها برقة فذهب براين ووقف أمام البيانو الجميل وأخذ يتفحصه بإعجاب فلمح ورقة به فسحبها وقرأ:
{عيد ميلاد سعيد حبيبتي....ويليام دينلسون}
نظر براين بعدها على الفور لكلوديا التي كانت تعزف بصوت منخفض وبشكل عشوائي وعليها طيف ابتسامة رقيقة...براين لم يسمع كلام الطبيب النفسي بالأمس لذلك قال"كلوديا...هل تعلمين من أرسل هذه الهدية؟"
أبعدت كلوديا نظرها عن البيانو ونظرت إليه باستفسار فرد"إنها من ويليام..."
بهت طيف ابتسامتها وحل الحزن مكانها وانسابت يدها بنعومة على البيانو لا شعورياً وعزفت معزوفة حزينة توقف عندها براين المهووس بالموسيقى وكذلك من في غرفة الجلوس...


حشد كبير من الناس جالسون بانتظام على كراسيهم والكلام بينهم لا يتوقف في ذلك المكان الكبير مصدرين همهمات مزعجة بأصواتهم....توقفوا فجاءه عندما نطق أحد القضاة وهو يضرب على الطاولة بمطرقة وبصوت جهوري"محكمة..."
ثم وقفوا جميعهم عندما دخل كبير القضاة بهندامه الأسود وجلس على أكبر كرسي في الطاولة الكبيرة وعلى جانبه القضاة وأمر الجميع بعد أن جلس بالجلوس...قلّب القاضي بعض الأوراق أمامه ثم قال بصوت مسموع"بدأت الجلسة..."
فوقف شاهد الادعاء وتقدم المحامون استعداداً للدفاع وألقى الشاهد كلمته ثم بدأ المحامون بالدفاع...
في الصف الأول من القسم الأيسر من المحكمة كان لويس يصغي للأقوال باهتمام وقلق وترقب وبجانبه ويليام يجلس بهدوء وهو مسند مرفقه على طرف الكرسي وقبضته على فمه وكأنه ينظر للمحامين بعمق لكن في الواقع كان بعمق آخر وبأحاسيس وأفكار لا علاقة للمحاكمة بها....أكثر ما كان يزعجه وهو في وضعه هذا فلاشات الكاميرا التي ُتسلط عليه وتصوره فلقد ازدحم المكان بالصحافيين والإعلاميين وهذا ما أربك المحامون قليلاً....
بعد أن أدلى المحامون بكافة أقوالهم وتشاور القضاء سوياً وقف كبيرهم وقال"بعد خمس دقائق سيصدر الحكم..."
انقبضت قلوب جميع من يجلسون في صف ويليام وهم الأغلبية من الحكم الذي يتوقعونه سيئاً خصوصاً بعد دفاع المحامي الذي لم ينال على استحسانهم....أما في الصف المعارض كانوا جميعهم ينتظرون ذلك الحكم السيئ...كل هذا وويليام لا قلق على وجهه ولا خوف ولا توتر ولا حزن فقط شظايا حب ويأس مطبق من هذا العالم وتلك الدنيا....
،


،
بعد خمس دقائق اكترث بها الجميع سواه خرج كبير القضاة وذهبت أنظار الجميع إليه تنتظر ما يقوله بخوف وترقب...
تنحنح ثم قال"بعد أن أطلعت على كافة الأقوال والإدعاءات فإني....." ارتفعت صدور الجميع بانتظار ما يقوله عندما توقف ثم أكمل"فأني أعفو عن المدعو ويليام دينلسون بسبب خدمته للشرطة في القبض على عصابته....رفعت الجلسة"
الدهشة هي العلامة الوحيدة التي ارتسمت على وجه ويليام بينما هتف الجميع وصرخوا بفرح بعد العفو وأحدثوا لغط كبير في أرجاء المحكمة فوقف لويس وعانق ويليام بسعادة وعينيه تكاد تدمع من شدة الفرح..وويليام يعانقه حاول أن يبتسم..يجرب الفرح بعد كلوديا كان طعم الابتسامة مراً بعدها والأمر هو الحياة بعدها....ويليام الذي تمنى أن يدفن اليوم بدلاً من العيش مجدداً بقبر واسع لا وجود للحياة به...

عندما أظلم الليل وغابت شمس الحزن وانطفأت أعين اليائسون وفي منزل كلوديا كانت الوحيدة المستيقظة بهذه الساعة المتأخرة كان الجو بارداً وممطراً وصوت الريح مخيفاً وهو يرتطم بالنوافذ كان من سوء حظها أنها لم تستطيع النوم فالجو كئيب يقبض القلوب وينذر بالنهاية.....أجفلت عندما رن جرس الباب فذهبت لفتحه بعد أن غطت نفسها بوشاح قطني كي لا يصلها البرد وحبات المطر عند فتحه...
فتحت عينيها على مصراعيها بهول عندما رأت ويليام يقف على الباب وقد تسربل بالماء وهو بحالة مزرية أدركت كريستين من تنفسه السريع إنه أتى على قدميه فقالت"ويليام أدخل حالاً ستصاب بالبــ....؟"
قاطعها ويليام عندما أمسك بذراعها وقال برجاء وشفتاه ترتعشان من البرد"طائرتي بعد خمس ساعات من الآن...أرجوكِ أريد رؤية كلوديا قبل أن أرحل"
تذكرت كريستين قول الطبيب ونظرت إلى أصابع ويليام التي تضغط على ذراعها برجاء فاحتارت لكنه تذكرت أن كلوديا نائمة فقالت"حسناً...تفضل"
دخل ويليام ثم أغلقت هي الباب ومشت معه لغرفة كلوديا....
فتح ويليام الباب ونظر لجسد كلوديا المغطى بالغطاء وإلى وجهها النائم معزوفة حزينة مزعجة تجلجلت برأسه ورماد ذكريات تبعثر مع الريح وذهب بعيداً أعاده شكلها الناعم...كل شيء فيها كان له به ذكرى...أقترب منها وعاد الرماد أكثر وعادت الذكريات...أراد دفئها وهو يشعر بالبرد يقطع أوصاله فانحنى عليها يريد ضمها لكن كريستين أمسكت به"ستستيقظ...."
تراجع ويليام للخلف وتراجع معه الرماد وغاب وربما مات....نظر نظرة أخيرة عليها وهو يشبع عينيه بها ثم لم يحتمل خريطة الفراق التي بدأت ولحن الوداع الذي بدأ يعزف فخرج بسرعة وتفجرت دموعه وهو يثني قبضته على الحائط أحس بالذبول وأنه لم يعد شيئاً يذكر كان يريد أن يعود لكلوديا ينهرها يعنفها على كسرها له...لكن كيف يعنف ما كان مكسوراً؟....
خرجت كريستين من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء على كلوديا فمسح ويليام دموعه بسرعة قبل أن تراها ونظر إليها وقال"شكراً....سأذهب"
كريستين بقلق وهي تنظر لمظهره"لا يمكن أن تخرج في هذا البرد بملابسك هذه...يجب أن تبدلها...ستمرض!"
ليتني أموت أراد أن يجيبها لكنه قال"لا داعي...سأذهب"
ذهبت كريستين بسرعة للباب وأغلقته وأخذت المفتاح وقالت باستبداد"لن تذهب...ستبقى هنا لحين موعد إقلاع طائرتك"
ليس بوسع ويليام المعارضة وهو يشعر بأنه لو جلس على المقعد لنام من التعب كما أن كريستين لم تترك له فرصة المجادلة عندما ذهبت لغرفة كلوديا وفتحتها بحذر واتجهت للدولاب بهدوء وأخرجت منه ملابس لويليام ثم تناولت لحاف شاغر من على السرير وخرجت ببطء وبذلك البطء أغلقت الباب وذهبت لويليام المتجمد بمكانه وناولته ما بي يدها وقالت"تفضل...نوماً مريحاً على الكنبة"
قالت جملتها الأخيرة بمرح لتضفي جواً مرحاً على هذا الليل الكئيب بكل تفاصيله لكن ويليام لم يبتسم,فقط أخذ ما بيدها,أرادت أن تسأله الكثير من الأسئلة لكنها احترمت تعبه وقالت"تصبح على خير.."وذهبت ثم ارتدى ويليام ملابسه التي جلبتها له وسط ظلام المكان حتى أنه شك وهو يرتدي سترته العلوية أنها مقلوبة هي لم تكن كذلك وهو لم يبالي بذلك ثم جلس على المقعد وتمدد عليه وغطى نصفه السفلي بالغطاء الذي لا يكفي لتغطيته طوله الفارع بالكامل ابتسم وسعد وهو يرى بأن كريستين أحضرت له الغطاء الخاص بكلوديا هذا يعني أن كلوديا تلتحف بلحافه الآن...!
نظر لساعة يده فوجد أن باقي عن موعد أقلاع ساعته أربع ساعات وثلاثون دقيقة بالضبط فوقت ساعته المزودة بمنبه على هذا التوقيت ونامت عينيه بعد أن فارقت النوم طويلاً فقط أريجها الذي يستنشقه بالمكان وتقينه بأنها موجودة بمسافة لا تزيد عن بضعة أمتار أراح عينيه وطمئن قلبه...
استيقظت فجاءه عندما هبت الريح وعصفت زجاج نافذتها بزخات المطر المحمولة بالثلج ونظرت حولها ووجدت نفسها وحيدة كالعادة أحست بالخوف من صوت الريح فحملت نفسها وخرجت من الغرفة, كانت لا ترتدي سوى فستان نوم أبيض خفيف يكشف عن ساقيها ويديها ضمت عضديها لجسدها وهي تشعر بالبرد وتحدق بعنين زمردية جميلة تخترق ظلام غرفة الجلوس بلمعة خوف وهلع....سارت عدة خطوات في غرفة الجلوس حتى انتبهت لذلك الجسد العريض المغطى نصفه بالرداء كشف البرق عندما برق على النافذة وجهه فعرفته شيئاً ما أبعد الخوف عنها وحنين قديم جرها إليه وحب صادق قد أفاق....اقتربت منه حتى لا مست أرجلها الكنبة التي يجلس عليها ثم نظرت لوجهه الذي أمكنها الآن رؤيته كان رمشه يتوسد الآخر بهدوء وشفتيه النحيلة مطبقتان براحة,عصفت الرياح أكثر وأقشعر جسدها من البرد فأخذت لها مكاناً على الكنبة بجانبه لن تسعها معه لذلك استلقت بحضنه وأحاطت يده التي كان يثنيها على بطنه عليها ودست نفسها معه في ذلك الغطاء الصغير وهي تخبأ نفسها بصدره أكثر وأكثر تبحث عن الآمان والدفء...
شعر بملمسها الناعم على جسده فأفاق تدريجياً ونظر لذلك الكائن الذي يلتمس الدفء منه انتفض قلبه وهو يراها مختبئة معه باللحاف لا يرى منها سوى شعرها الحريري المسترسل,رائحتها الزكية,ملمسها الناعم,شعرها الناعم,طفولتها,برودتها...جميعها أشياء جعلت النوم يغدو من عينيه ويقلق عليها فلربما كانت تشعر بالبرد أو خائفة من شيء ما وهذا استنتجه من جسدها الذي يحفر بجسده حد النحت!
فأزاح اللحاف عن وجهه بهدوء ورأى هدوء العالم في وجهها وهي على وشك النوم فقال بهمس"كلوديا..."
لم ترد ثم أغمضت عينيها فجاءه وارتخى جسدها عن النحت فعرف ويليام من دقات قلبها والتأوه الخفيف الذي تصدره أنها نائمة....فقبل جبينها وكم اشتاق لقبلة عليه ثم أعطاها نصيبه من الغطاء وضمها إليه ليدفئها أكثر وهو يتمتم"حبيبتي الصغيرة..."
peahen
When I Need you
I just close my eyes and Im with you
And all that I so want to give you
Its only a heartbeat away

When I Need love
I hold out my hands and I touch love
I never knew there was so much love
Keeping me warm night and day

Miles and miles of empty space in between us
The telephone cant take the place of your smile
But you know I wont be travel in forever
Its cold out, but hold out, and do I like I do
When I Need you
I just close my eyes and I'm with you
And all that I so wanna give you babe
Its only a heartbeat away

Its not easy When the road is your driver
Honey that's a heavy load that we bear
But you know I wont be traveling a lifetime
Its cold out but hold out and do like I do
Oh, I Need you

When I Need love
I hold out my hands and I touch love
I never knew there was so much love
Keeping me warm night and day

When I Need you
I just close my eyes
And youre right here by my side
Keeping me warm night and day

I just hold out my hands
I just hold out my hand
And I'm with you darlin
Yes, I'm with you darlin
All I wanna give you
It's only a heartbeat away
Oh, I need you darling


كل شيء كانت كلوديا بحاجة إليه ربما أكثر من الذي بكلمات هذه الأغنية وبقي ويليام مستيقظ يراقب ملامحها التي ستغدو...

استيقظت لكن ليس ككل مرة تستيقظ بها للمرة الأولى تشعر بأنها نامت فعلاً وأنها وهي تحاول فتح عينيها بالتدريج أنها تفتح عينيها على حياة أخرى وجنة جديدة....شيئاً ما كان يدغدغ قلبها بفرح وهي تتذكر أنها نامت بجانبه مساء البارح فنظرت على الفور لمكانه فوجدته خالياً ووجدت أنها وحدها على الكنبة فخيل لها أنها كانت تحلم وتحطمت السعادة بداخلها.....أسعفتها كريستين عندما دخلت عليها آتية من المطبخ وهي ترتشف قهوتها الصباحية فقالت على نحو سريع"كريستين أين ويليام؟"
ذهلت كريستين وكادت أن تسقط كوب القهوة من يدها عندما سمعت صوت كلوديا الذي تاقت إليه فكررت كلوديا بصوت مرتفع"كلوديا أين ويليام؟....هل كان هنا البارحة أم كنت أحلم؟"
لأول مرة تسأل عنه ولأول مرة تنطق بعد ما حدث وتر كريستين هذا الشيء وردت بقليل من الارتباك"ل..لقد رحل للتو..."
"مـــاذا؟!!....رحل!" ردت بذهول وخيبة ثم نهضت بسرعة واتجهت لكريستين وأمسكت بذراعها وقالت برجاء وهي تبكي"أرجوكِ قولي أنك تمزحين...ويليام لم يرحل....نعم...وإن رحل سألحق به وأمنعه...نعم سـألحق به"
كانت لمستها لذراعها هذه هي نفس اللمسة التي لمسها بها ويليام مساء البارحة حزنت لتعاستهما وردت على كلوديا بأسى"لا يمكن كلوديا....عندما ذهب قال أنه تأخر عن الذهاب أي من المؤكد أن طيارته مقلعة الآن"
كلوديا بصراخ وهي تشهق باكية"لا....لا....لم يسافر...سألحق به...سألحق"
ثم هرعت إلى الباب لتفتحه فهرعت كريستين هي الأخرى وأمسكت الباب عنها وقالت"كلوديا...لن تلحقي به...أهدئي أرجوك"
فدفعتها كلوديا بعيداً عنها"ابتعدي...سأذهب"
ثم فتحت الباب بسرعة وخرجت ورددت كريستين بدهشة وهي على الأرض بعد أن ألقتها كلوديا"مجنونة....مجنونة....كيف ستخرج بملابسها هذه ومظهرها هذا!...يجب أن الحق بها"
ثم نهضت بسرعة وأخذت مفاتيح سيارة روبرت التي كانت على المنضدة وخرجت بسرعة قصوى تبحث عن كلوديا فتعثرت بكومة ثلوج كانت على الباب لكنه استقامت قبل الوقوع ورأت كلوديا تبحث لها عن سيارة أجرة وهي تتخبط في الطريق كالمجنونة فنادتها"كلوديا...كلوديا...تعالي سأوصلك إلى هناك"
ركضت كلوديا بقدميها الحافية التي فقدت الإحساس بهما من شدة البرد والركض على الثلوج وركبت السيارة التي ركبت كريستين بها وما إن أغلقت كلوديا الباب حتى انطلقت السيارة كانت كريستين واثقة من أنها لن تجد ويليام ولكن فعلت هذا لتقنع كلوديا بالحقيقة المرة وطوال الطريق كانت كلوديا تحث كريستين على السرعة بطريقة أفقدتها أعصابها...
كلوديا"أرجوك كريستين...أسرعي أكثر...أسرعي"
كريستين وهي تسير بمقدار180"ألا تريني أسرع...لقد تجاوزت إشارات المرور بسببك..."
بعد صمت دام دقيقة نظرت كريستين نحو كلوديا ورأتها تشيح نظرها بكافة الاتجاهات والقلق بادياً عليها وشفتيها ترتعشان بقوة فقالت"ملابسك خفيفة جداً....هل تشعرين بالبرد؟"
كلوديا وهي تتنفس بسرعة"لا يهم...لا يهم...أسرعي فقط.."
بعد خمس دقائق وصلت السيارة للمطار ونزلت كلوديا قبل أن تطفئ كريستين المحرك ولحقت كريستين بها لكنها لم تصل لها لسرعة كلوديا....
كانت كلوديا تركض وهي لا تشعر بنظرات الجميع المستغربة منها ومن ملابسها وقدميها الحافية شعرت بشيء واحد هو الموت...نعم الموت الذي ينتظرها إن لم تجده...
وصلت للأخر مكان يقف عنده المسافرين قبل رحيلهم كان مكتظ بالمغادرين فأخذت تجول بنظرها بينهم تبحث عنه تفتش عنه بين المئات من البشر الذين تغطي أعينهم دموع الوداع وفرحة اللقاء....انقبض قلبها عندما لم تره وسقطت من عينيها التي تفتش عنه دمعة يأس وخوف من القادم وكره من ذلك المستقبل الذي ستعيشه من دونه....كريستين لم تستطيع الوصول إليها من شدة الزحام حاولت اختراق الصفوف لتلحق بها لكن رجل الأمن كان لها بالمرصاد.....
كانت كلوديا تقف متحجرة والناس يتوافدون من يسارها ويمينها وخلفها وأمامها كانت تراقب وجوههم بعينيها الممتلئة بالدموع....اتسعت عيناها وشهقت بقوة وفجرت شرايين قلبها أمل جديد عندما رأته يمشي مغادراً بالباب المؤدي للطائرة التي تنتظره فنادت بأقوى صوت تمتلكه ُبح صوتها بعده"ويليــــــــــــــــــــــــــام....."
التفتت جميع الأنظار إليها عندما أطلقت كلمتها التي دوت بالمكان وتردد صداها والتفت هو إلى هذا الصوت الذي تحركت له كل خليه من خلاياه.....فركضت كلوديا وهي تبكي إليه وارتمت عليه حتى كادت أن تسقطه للخلف وهي تضمه بأقوى ما ملكته يديها وتردد"لا ترحل وتتركني...لا ترحل"
وضع ويليام يده على كتفها بهدوء في مشهد وقف الجميع لمشاهدته وبعد أن هدأ بكاء كلوديا صفق الجميع ونظرت كلوديا إليهم وإلى نفسها بحرج وهي تتمنى لو تختفي عن أنظارهم فدست نفسها خلف ذراع ويليام وهي تقول بعفوية"هذا محرج جداً...."
ابتسم ويليام"أظن بأن سنصبح مشهورين وأنتي السبب..."
ضحكت كلوديا وكم أشتاق ويليام لضحكتها هذه الممزوجة بخجل جميل...
فأتى رجل آمن من بعيد وقال"سيد ويليام تفضل واصعد الطائرة...ستقلع!"
فأمسكت كلوديا بويليام بشدة وهي تترجاه بعينيها فنظر ويليام إلى عينيها ثم إلى عيني الرجل وقال"أظن بأني سأؤجل رحلتي ريثما تنتعل زوجتي حذائها..."
ابتسم رجل الآمن ثم ضغطت كلوديا على ذراع ويليام بحرج"لماذا تحرجني...سترى!"

في منزل لويس استيقظت بليث من نومها مفزوعة من حلم رهيب لكنها تنفست بعمق وسعدت عندما أدركت أنه حلم فهمت بالنزول من على السرير ولم تلامس قدميها الأرض حتى رن هاتفها فأخذته بكسل ووضعته على أذنها على الفور وقالت بصوتها الخامل"مرحباً....."
رد بسرعة قبل أن تغلق الخط"بليث...أنا آسف...أسمعيني أرجوك...أنا كنت غبياً و......"
لم يكمل لأنه بليث أغلقت الهاتف وأرسلت له رسالة قبل أن تحضر رقمه نهائياً كتبت فيها:
[أودعك بغير دموع...فلا أسمح لدموعي بالنزول لأجلك....ففراقك كان حلماً وتحقق....ومستحيل وأصبح الآن حقيقة.....وبحر كنت أتمنى أن أكون به غريقة....وداعاً يا معذبي بلا عودة ولا لقاء.....فأنا سأفارق ذلك المساء الذي جعلتني به كئيبة.....وسأودع أيام العناء التي كانت لي رفيقة....وسأغيب عن ذلك الشاطئ الممل الذي شهد حب زائف خلت أنه حقيقة.....سأغيب محبطة لكني سأعود مجدداً بعنفواني....وسأسطر قصة حب جديدة لوجداني ولا أسمح لك بأن تكون البطل فيها....شكراً قلبي...يامن أدفأتني وأنا أتلقى سعير خيانته...وربت علي حتى نسيت الألم وجعلتني أودعه بسعادة مثلما قابلته أول مرة....جعلتني أودعة غير آسفة على رحيله....وجعلتني ألوح له بانتصار وكأني أنا التي خنته....وداعاً يامن ظننت أنه الرجل المميز....وداعاً يامن بخيانته لي تميز....وداعاً دموعي فقد كنت لي خير صديقة....وداعاً أيتها الزهور العتيقة...التي كنت أرسلها لك مع رسائلي البريئة...التي سأذيب حبر قلمها بالماء وأصبح بعدها عن الحب عمياء....ولا تظن أنك أنت من أعميتني عنه بوداعك....أنا فقط حكمت قلبي وعقلي....فودعك أمر جاءني قبل أوانه....وداعك يا عزيزي كنت أنتظره منذ زمن!]
ثم أغلقت الهاتف وهي مرتاحة البال....

على ذلك الشاطئ وعلى تلك الرمال الذهبية كان ملقي نفسه عليها وهو يرتدي ملابس مريحة عبارة عن قميص الداخلي الذي بلا أكمام وسروال أسود فضفاض وحذاء رياضي وكانت هي مستلقية على بطنها بجانبه تصنع منزل صغير من الطين تحركت ذراعيه وهدمت منزلها بدون قصد فقالت بعصبية مصطنعة"لقد هدمت منزلي....سأريك!"
فنظر لمنزلها وابتسم ثم قال"بل أنا الذي سأريك على الأيام السوداء التي جعلتني أعيشها..."
ابتسمت كلوديا بدلال"كي تعرف قيمتي..."
قطب ويليام حاجبيه مدعياً الغضب"يبدو أني فعلاً سأريك..."
فوقفت كلوديا وركضت وهي تطلق ضحكاتها الجميلة وركض هو خلفها للإمساك بها لم يكد يمسك به لركضها الشديد لكنه في النهاية أمسك بها وضمها لصدره بقوة وبعاطفة صادقة نطق"أحبك..."
كلوديا بمرح"ابتعد عني يا مجرم"
ابتسم ويليام ابتسامة أذابت قلبها ثم قال"نعم....مجرم...وحبك آخر جريمة لي"
جلس ويليام على الرمال وأجلسها بحضنه وقالت كلوديا وهي تداعب شعره"هل حبنا فعلاً جريمة يا ويليام؟"
قبل ويليام رأسها"ربما...."
كلوديا وهي ترفع حاجبيها بدهاء"إذن أنت المجرم به...."
ابتسم ويليام ثم أشار بسبابته على قلبها"بل قلوبنا الصغيرة" ثم أشار على عقله"وعقولنا الكبيرة"
ابتسمت كلوديا وهي لم تعي ما يعني بعد ثم قبلت خده وقالت"ويليام استعمل حاستك وخمن كيف يكون مستقبلنا؟"
ضمها ويليام أكثر إليه وقال"تصدقين أن حبك أفسد حاستي!"
ضحكت كلوديا وعانقها هو عناق لا ينضح حنانه للأبد وقبلها قبلة لن يذهب دفئها أبداً....
،
،
النهاية...

وبهذا سأغلق كتاب الرواية وأودعــكـ.....أكره الوداع لذلك أقول لكم إلى اللقاء ولا أطمح للمزيد من الروايات فأنا مشغولة بدراستي...

في النهاية أشكر كل من كتبت رد على روايتي صدقوني ستبقى أسمائكم محفورة بقلبي قبل عقلي شكرا لما ساندني خصوصاً ايكو وسارا شكرا جزيلاً للجميع
ولا تنسو تخبروني عن رأيكم في الرواية والنهاية وأيضاً الخاطرة التي تضمنت النهاية لأنها أيضاً من كتاباتي...
وتذكروا جيداً أن الحب زهرة إذا لم نسقيها دفئاً وحناناً فلن تكبر وستموت...!
وأذكر جميع الحقوق محفوظة لي أناpeahen
ولا أسمح لا أحد بنسب الرواية لنفسه وكذلك تغيير صور وأسماء شخصياتها...

إلى اللقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــاء .
..




.



















.

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 03-27-2014 الساعة 01:46 PM