.
ومن عظم شأن التوحيد وجلال قدره وعظيم مكانته، أن جعله الله روح دينه، وجعله فرض عين لا ينعقد إسلام المرء ما لم يؤديه بتمام شروطه، فمن مات وهو تارك لفريضة التوحيد، مات على غير ملة الإسلام، وإن نطق الشهادتين وأدى الفرائض الأربع وجاء يوم القيامة بأعمال صالحة حجمها كالجبال، لقوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) أي، أنهم سجلت لهم أعمال صالحة أتوا بها، ولكن الله أحبطها ونثرها كالرماد في يوم عاصف، لماذا...؟ لأنهم خرجوا من الدنيا وهم تاركي فريضة التوحيد، أي، أنهم خرجوا من الدنيا وهم على غير ملة الإسلام.
.