السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كنت قد طلبتُ منكم واجبا منزليا .. بعضكم أصاب .. وبعضكم أجاب بنصف اجابة .. أما أنا فتأخرت عليكم .. ولكم الشكر على كل حال .. وبعد : قال الله تعالى :" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " في اثبات لصفة الوحدانية .. والمعنى في هذه الاية الكريمة : لو لكان في هذا الكون آلهة غير الله سبحانه وتعالى لفسدت الارض وذلك لأن الجمع من الآلهة قد يولد الخلاف والشقاق .. وهذا معيب في حق البشر فكيف يكون في حق الآلهة ...!! ف كلمة " إلا " هنا في الآية ليست بمعنى الحصر .. أو الاستثناء لأنها لو كانت كذلك .. لأصبح المعنى فيه كفر صريح ..! اذ المعنى سيكون .. لو كان في السموات والارض آلهة الا الله لفسدت السموات والارض ولكن لو كان معهم الله_ تعالى عن ذلك _ لصلحت السموات والارض بوجودهم جميعا ..!! فكلمة " إلا " في الاية ليس أداة حصر ولا استثناء وإنما هي بمعنى " غير " واعراب الاية كاملة : (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (فيهما) جار ومجرور متعلّق ب (كان) ( آلهة) اسم كان (إلّا) اسم بمعنى غير. وهي ولفظ الجلالة صفة لآلهة، وظهرأثر الإعراب في لفظ الجلالة لأن الصفة توافق الموصوف في الحركة .. وحركة الالهة الضم .. ويجب ان يظهر ذلك على كلمة " إلا " ولكن لم تظهر .. لأن الالف حرف علة لا تظهر عليه الحركة .. فانتقلت الحركة الى الكلمة التي بعدها وهي لفظ الجلالة " الله " فأصبحت مضمومة .. و حركة لفظ الجلالة " الله " هي الكسر وهي مضاف اليه مجرور بالكسرة . وجملة:" فسدتا " لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. .. وأعتذر عن التأخير فالله المستعان سنتابع باقي المحاضرات بحول الله وقوته فكونوا معنا ..
__________________ .. المغالطة الرابعة في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " المحاضرة العشرون .. |