في تلك الامسية الصماء والتى تنسج خيوط حزنها ونسيم جرحها على محيطك كالشرنقة قد تخرج منها او تبقيك في لبها ودفئها المسموم
شارد الذهن ساكن الاوصال ممعن بنظر في مكان جلوسي بصورة ثابتة ليس اعجاب او تركيزا في أشكالها وألوانها بل الصدفة من رمتني لها في لحظة تفكير وتذكر ألتحم نظري فيها فلم اعد قادر لتحريكه وأخذني سيل الذكريات
جاء الصديق (قلمي) وبجانبه الجريح (قلبي) ولاتخلو الجلسات بالحكيم (العقل)
ثلاثة انا رابعهم ثلاثة انا جامعهم ثلاثة انا بيتهم ومسكنهم
او قد أكون انا سلطانهم ولكن لكل واحد منهم رأيه الخاص
انعقد اللسان والذي جبن امام حضرة القلم وأسرعت العين لتفيض من خيرها وتنست لحكايات الجريح وتهيئت اليد والتى لاتفارق الحكيم أبدا تمسح وتلف وتغطي الوجه باكمله
هذا يشكي والاخر يمدح ويثني والاخر يعاتب ويرثي
الصديق يمشي على أرضه لاتفوته نقطة ولاحرف الا دونها لتذكرها يازمن لتذكريها يا أيام
أخذتني أنفاسي وأستأذن بعدها الجريح ليحكي ويسرد مابداخله
ينتابني انقباض لجدراني وألم عندما اذكرها ويبقى هذا الالم الا ان يجف الدمع من العين او تغلق العين أسوارها وتستسلم للنوم كسبيل للنسيان
وأبقى على هذا الحل أصبحت منبوذ من صاحبي وقل أكله وضعف بدنه وزاد شروده ونكسر ظهره ولم اعد ملكه بل أسير من أخذني منه
فكيف السبيل لأراحته وذهاب همه انا لا .....
قاطعه الحكيم بزئير كعادته ناقما
أأنت قلب رجل ؟ أأنت لبه ومعدنه ؟؟ أأنت صاحب المشاعر ورفيق الرجولة والشهامة
أيصل ضعفك لتركه ؟ كيف تستسلم للحب وكيف تنهار للمشاعر
دع الامور للعقلاء وانعكف على أحزانك وترك ما تدعيه الا شيئ ينسيك
شيئ يرجع كرامتك ورجولتك واستفق من سكراتك فبل ان تكون سكرات موتك
فالحياة صفحات بيدك تقليبها لترى بياضها وتنقش فيه من جديد
انسى ماضيك وتركه للذكريات موعظة وعبر