الموضوع: مشهد غرامي
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12-19-2010, 11:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب إنسان مشاهدة المشاركة
بعد غروب الشمس بقليل ، ركبتُ الحافلة عائداً إلى المنزل بعد عمل يوم شاق ومرهِق .
في العادة عندما استقلّ الحافلة لا ألتفت يميناً وشمالاً ، ليست سوى حالة من الشرود الذهني حتى لحظة الوصول للبيت ، وطالما أن لكل قاعدة شواذ فالمُلفت للنظر يجعلك تنظر إليه من باب الفضول البشري القبيح .
على يساري مقعد مزدوج يجلس عليه شاب وفتاة يبدو عليهما أنهما جامعيّان .
المُلفت للنظر أمور عديدة استطعت ببسالة تجاوز البعض منها وفشلت في البعض الآخر.
لن أتحدث فقط عن طريقة تصفيف شعر الشاب ، بل تجاوزت الواقع إلى عالم الخيال فقمت بفصلِ شعره عن وجهه فبدا لي كـ القنفذ ، لا أقول ذلك مازحاً بل حقيقة صعبة للغاية .
أما باقي الوجه فـلهُ حكاية أخرى ..
الحاجبان رُسما ببراعة ، وأدركتُ متأخّراً أن الشُبّان يتّبعون هذا النظام التجميلي ، ومع ذلك فهو مُلتحي ..
لا أقصد تلك اللحى في الإسلام ، بل هذهِ الدارجة في هذهِ الأيام ، مهما تحدّثت عنها لن أستطيع وصفها ولكنك تائهٌ لا محالة في دهاليزها واستراحاتها ،تلك هي اللحية العصرية .
قطعةٌ كبيرة من اللبان تملأ فمه وفكّيه في هبوطٍ وصعودٍ دائمين.
سلسلة ذهبية تحيط برقبته وهو حريص تماماً أن يراها الآخرون ، ربما هيَ انعكاس لتلك الحريّة التي يتمتع بها .
حتى في طريقة اختياره للثياب التي يرتديها .. غير لائقة .

على كلّ حال ، أدرك تماماً بأنني أقحمت نفسي في خصوصيّاته الظاهرة بما يكفي .

أما الفتاة ..

سأبدأ من حيث انتهيت بذلك الشاب ، وأُراهن العالم أجمع أن ثيابها وثيابه من نفس النوع والتصميم ، والفرق يكمن في المقاس واللون فقط ، مثيرة ومقزّزة في آنٍ واحد .
في عالم الجمال لمسة بسيطة تُضفي للفتاة رونقاً خاصاً بها .
في عالمها الجميل جمعت كل اللمسات لتُشعرك بوجودك في معرض فنّي صاخب بالألوان .
وفي عالم الإيمان طبيعة الفتاة هي الأجمل بلا إضافات تُذكر .

هذهِ الكلمات ليست سوى نظرة خاطفة ، لم تكن سيئة بأكملها ، هناك أمر رائع أحبّه شخصيّاً كان متواجداً معهم .. ( الكتاب )
مجموعة من الكتب والدفاتر على أحضانهما تبدو أنيقة للغاية ، ربما لكي تتوافق مع المظهر الخارجي لهما وفق ما يعتبرونه أناقة .

" يا لكَ من فضولي .. دعكَ من الآخرين"
هكذا قلتُ في نفسي .

ولكن الفضول غلبني مرة أخرى ، فنظرتُ لهما للمرة الأخيرة .
الشاب يبتسم ويميل برأسه نحوها ، وهي كذلك ، يقتربان أكثر ، يضع يدها في يده ، يتبادلان الأحاديث بصوت خافت لم أسمعه جيّداً ، وفي النهاية قُبلة خاطفة .. جعلتني أبتسم .

في تلك اللحظة ابتعدت عن فضولي المُشين .

بعد ابتسامتي تلك ،عدتُ إلى حالة الشرود التي تكتنفني ، اسئلة عديدة تدور برأسي :

* هل وصلنا إلى هذا الحدّ من الإنحلال ؟

* هل هذا مثال الشباب الجامعي المثقّف ؟

* هل تلاشت ثقافة العيب في هذهِ الأيام ؟

* هل هذا نموذج الحرية التي نسعى اليها ؟

* أهل الفتاة ، لماذا سمحوا لها بالتبرّج ؟

* شخصية وهوية الجيل الصاعد ، إلى أين ؟


اسئلة عديدة راودتني ، لم أستطع الإجابة عليها !!
وفي نهاية المطاف ، وجدت تبريراً جعلني أكفّ التفكير عن كلّ هذا

( أنتَ مُتخلّف .. ليس إلا .. )













قلب إنسان
هو شخص تائه

وهى انسانه لا تعرف معنى كلمه (إحترام النفس )

نماذج متبعثره الآن نراها

الشيء ونقيضه

الافراط والتفريط

وما بينهما ....هو ما يجب ان نكون عليه

شكرا قلب انسان

وننتظر إفادات اخرى من نفس الحافله

فصدقني وسائل النقل قد تنقل لنا انطباعات وصور لانماط لم نكن نتصور وجودها

موفق
__________________
هنعيش فــــــــــــــ الدنيا مره واحده بـــــــس

فــــــــــــ لازم نعيشها صـــــــــــح !

.

.
رد مع اقتباس