صدق شكسبير عندما قال: *ما أقوى الحب ، فهو يجعل من الوحش إنساناً ، واحياناً يجعل الإنسان وحشاً .......البارت الرابع...(شيء غير متوقع).....
....فنزل آيدن من سريره ثم أرتدى حذائه ونزل للأسفل كي يفتح الباب...
أما دورا فكانت قلقة جداً من ردة فعل آيدن ..هل سيساعدها أم أنه يجعلها تعود إلى أدراجها؟..
وازداد قلقها أيضاً عندما سمعت خطوات أقدام آيدن وهو متجه لفتح الباب ففكرت بالتراجع والهروب
من المواجهة قبل أن يفتح آيدن الباب لكنها تشجعت وسيطرت على كافة مشاعر القلق والتوتر التي
بداخلها ووقفت أمام الباب تنتظر آيدن لكي يفتح الباب...
ففتح آيدن الباب وعندما رأى وجه دورا تبادر على الفور في ذهنه ذلك المشهد:
((دورا بصوت مرتفع"آيدن...آيدن.."
آيدن وهو يجري نحوها"نعم ماذا هناك عزيزتي؟"
دورا بعصبية"طلقني حالاً أيها المجرم..أكرهك..أكرهك..أكرهك.."))
فأخذت أصداء هذه الكلمة تتردد في أذني آيدن وهو ينظر إلى دورا فأحس بغضب وألم يعتصران في قلبه لكن آيدن كبت كل هذا بداخله ولم تتأثر بها
ملامح وجهه فقال ببرود"نعم ماذا تريدين؟"
دورا بارتباك"في..ال..بداية..أهلاً بك."
آيدن بنبرة حادة"قلت لكي ماذا تريدين؟"
فشعرت دورا برغبة عارمة بالبكاء عندما سمعت لهجته الحادة تلك التي لم تعتد على سماعها منه لكنها
تماسكت وقالت بتوتر"أنا..أنا..أريد أن تذهب غداً إلى المستشفى لكي...لكي تمنع امي من إجهاض طفلي.."
آيدن بنفس بروده السابق"أها مبروك..ولكن بأي صفة تريدينني أن أذهب إلى هناك؟؟"
فنظرت دورا إلى الأسفل وقالت بصوت خفيف"بصفتك والد ذلك الطفل.."
فظهرت على ملامح آيدن الدهشة لكنه سرعان ما عاد إلى حالته السابقة وقال"ولماذا تودين
الاحتفاظ به فكلما ترينه سوف تتذكرينني وأظن أن هذا الشيء لا يعجبك.."
دورا "بل يعجبني.."
فرفع آيدن أحد حاجبيه وقال"ماذا..؟؟"
دورا بارتباك وهي تنظر إلى الأسفل فهي لا تستطيع أن تضع عينيها بعيني آيدن"أقصد أنه..هل تستطيع مساعدتي..؟"
آيدن"أنا آسف..فليس لدي وقت لهذا وأنصحك بأن تأخذي بنصيحة أمك فلقد أخذتي برأيها في كل شيء إذاً لماذا تعصينها هذه المره.؟؟"
ثم أغلق آيدن الباب بوجه دورا فسقطت من دورا دمعات حارقة ثم ركضت مسرعة إلى السيارة وهي تبكي...
مارلين وهي تنظر إليها بحزن"رفض..أليس كذلك؟"
فأخذت دورا تهز برأسها وهي تبكي بمعنى" نعم"
مارلين"كنت متوقعة ذلك.."
ثم التفتت إلى السائق وقالت"هيا عد إلى المنزل"
فعاد السائق بهما إلى المنزل وما إن فتحت مارلين باب المنزل حتى صادفت بربارا أمامها
التي قالت على الفور"أين ذهبتما؟"
مارلين بارتباك"لقد..لقد ذهبت للتنزه مع دورا فهي تريد الخروج من المنزل لأنها سئمت من المكوث فيه.."
بربارا وهي تنظر إلى دورا بسعادة"هذا رائع أنكي تودين الخروج أخيراً فبعد أن أنفصلتي عن آيدن
وانتي حابسة نفسك بالمنزل.."
وما إن سمعت دورا اسم آيدن حتى عاودت البكاء مرة أخرى ثم صعدت إلى غرفتها ..
بربارا وهي تنظر إليها بتعجب"ماذا بها؟"
مارلين بتوتر "لا تقلقي إنها فقط غاضبة لأنكي سوف تتخلصين من طفلها.."
فصمتت بربارا قليلاً ثم قالت وهي تذهب إلى غرفتها"انا آسفه ليس بيدي حيلة.."
بعد ذلك صعدت مارلين إلى الأعلى وحاولت فتح باب غرفت دورا ولكنه مغلقاً فطرقت عليها الباب
لكنها لم تفتح الباب فسمعت مارلين صوت شهقات بكائها وقالت بأسى "مسكينة دورا لقد انخدعت من قبل الجميع.."
فاتكأت على الحائط وقالت"حتى أنا لم أستطيع أن أكون وفية لها.."
وفي صباح اليوم التالي ذهب الجميع للجامعة ومن بينهم جيانا التي جلست عند بوابة الجامعة تنتظر قدوم كورا فهي غاضبة جداً منها..
وما هي إلا دقائق حتى أتت كورا وذهبت دون أن ترى جيانا فأمسكت جيانا بيدها ثم سحبتها إليها
وقالت بغضب"لماذا لم تأتي هذا الصباح لكي تقليني إلى الجامعة..ألم نتفق على ذلك؟؟"
كورا"لقد أتيت إليكِ في المنزل وأخبرتني أمك أنكي ذهبتِ "..
جيانا"نعم فلقد استقليت سيارة أجرة فلقد تأخرتي كثيرً.."
كورا بمكر"لا تخافي فحبيب القلب لم يأتي إلى الآن فلم أرى سيارته في الخارج.."
فضربتها جيانا بخفة على كتفها وقالت"كفي عن قول مثل هذا الكلام..وقولي لي لماذا تأخرتي؟"
كورا وهي تمسح على شعرها بغرور"لقد كنت أسرح تسريحة شعري الجديدة..!"
فنظرت جيانا إلى شعرها الذي كان متطاير إلى الأمام بطريقة مضحكة فقالت وهي تضحك"ياإلهي مالذي فعلتيه بنفسك..؟"
كورا بتعجب"لما الضحك إنها تسريحة جديدة أعجبتني وقصصت شعري مثلها"
جيانا وهي تمسك ببطنها من شدة الضحك"إنها أضحك تسريحة شاهدتها بحياتي..!"
كورا بغضب"كفي عن الضحك هكذا إنكِ تجرحين مشاعري.."
في هذه اللحظة آتى مات بيتر وشاهدا كورا وجيانا وهي تضحك فقال بيتر عندما رأى تسريحة كورا
"ما هذه التسريحة المضحكة؟..إنها أشبه بالديك الذي شاهدته أمس بحديقة الحيوانات "
كورا بعصبية"هذا ليس مضحكاً.."
ثم ذهبت كورا إلى حديقة الجامعة وهي تبكي وأراد مات الذهاب فأمسك بيتر بيده وقال"إلى أين تذهب؟"
مات"لقد نسيت مفتاح سيارتي في داخلها سوف أعود لأخذه.."
بيتر"ألم يأتي آيدن إلى الآن؟"
مات"لا... أتوقع أنه لن يحضر هذا اليوم طالما أنه تأخر إلى هذا الحد.."
فقالت جيانا بنفسها"هذا مؤسف.."
لكن مات لم يذهب لإحضار مفتاح سيارته بل كان المفتاح في جيبه بل ذهب إلى كورا التي
كانت تبكي في الحديقة فجلس بجانبها وقال بصوت حنون"لماذا البكاء؟؟"
كورا وهي تبكي"أما سمعتهم كيف يسخرون من تسريحة شعري؟!.."
فوضع مات يده على شعرها وقال"تسريحتك رائعة لكنها لا تليق بفتاة رقيقة مثلك"
فنظرت كورا إلى مات بتعجب وهي تقول في نفسها"كيف يقول عني رقيقة والجميع يقولون عني أني ساذجة وغبية وأني أشبه المهرج..كيف يقول
عني رقيقة وانا أسرح شعري بتسريحة لا تمت للرقة بصلة..كيف يقول عني رقيقة وأنا لست كذلك..كيف..كيف؟؟"
ثم نظرت كورا للأسفل بحزن فلقد جاوبت على
تلك الأسئلة بأنها مجاملة لا أكثر..
فقال مات"هيا ابتسمي كما كنتِ ودعي الحزن جانباً"
لكن كورا لم تلتفت إليه واستمرت تفكر بحزن..
فنظر مات يميناً ويساراً فلم يرى أحداً فاقترب من
كورا وقبلها على خدها ثم قال"والآن هيا ابتسمي.."
فتغير لون وجه كورا وأخذ يحمر ويصفر وشعرت بخجل
شديد فقالت"لما فعلت ذلك؟"
فوقف مات وقال وهو ذاهب"أحزري..."
فنظرت كورا إلى الأسفل وقالت"أوه..كم هذا محرج"
أما بيتر وبعد أن ذهب مات أرادت جيانا أن تذهب هي الأخرى فهي تتحاشى
أي موقف يجمعها ببيتر
أمسك بيتر بيدها وقال"إلى أين تذهبين؟"
فأنزلت جيانا يدها من يده وقالت بضجر"إلى المحاضرة"
بيتر"هل تسمحين لي أن أحدثك قليلاً؟"
جيانا وهي تقلب كتبها التي كانت تحملها"آسفه فلدي أعمال كثيرة أهم.."
بيتر"أهم مني.."
فذهبت جيانا من أمامه وهي لم تعر أنتباهاً إلى سؤاله..
فقال بيتر"لا أعلم لماذا تعاملني هكذا..؟"
أما دورا فلقد أستيقظت من نومها الكئيب فلم تستطيع
النوم إلا في ساعة متأخرة من الليل
ثم أخذت حماماً دافئاً كعادتها وارتدت فستاناً أسود يصل
إلى ركبتيها ويبدو ضيقاً عليها ثم ارتدت عليه معطفاً أبيض يكاد يغطي فستانها
فالجو بارد هذا اليوم إنه أول أيام فصل الشتاء ثم ربطت شعرها
للخلف بربطة سوداء ثم نزلت إلى
الأسفل فوجدت أبيها وأمها ومارلين يتناولون طعام الإفطار فقالت عندما وصلت إليهم"هيا يا أمي
فأنا جاهزة للذهاب إلى المستشفى"
بربارا"لكنك لم تأكلي شيئاً.."
دورا"ليس لدي رغبة بذلك..أرجوكِ أمي هيا بسرعة"
فوقفت بربارا وقالت"حسناً هيا بنا.."
دورا"هيا يا مارلين فسوف تذهبين معنا.."
فوقفت مارلين وقالت "حسناً.."
دورا"إلى اللقاء أبي"
ألفيس"إلى اللقاء أبنتي..وأتمنى تعودي إلينا بصحة جيدة"
فذهب الجميع إلى المستشفى وهما في الطريق إلى الطبيب
قالت بربارا وهي تمسح على شعر دورا"أنا سعيده لأنكي وافقتي على الأجهاض ولم تعاندي.."
فرسمت دورا إبتسامة مموهة على شفتيها وقالت"أنا سعيدة لأن هذا يسعدك..ولكن أتمنى أن تسعديني أنتي أيضاً.."
فأخذت الجملة الأخيرة تتردد في ذهن بربارا إلى أن وصلن إلى الطبيب فجلسن في مكتبه فقالت
بربارا"أظنك تعرفنا فلقد أتيناك بالأمس.."
الطبيب"نعم صحيح..هل تريدين مني أن أطمئن على حمل أبنتك؟"
فابتسمت بربارا وقالت بحرج"لا..فأنا أريد منك أن تجهض الطفل.."
الطبيب بدهشة"لكن لماذا؟؟"
بربارا"أظن بأني لست مجبرة على ذكر السبب.."
الطبيب بانفعال"هذا صحيح ولكنها في الشهر الرابع والاجهاض في هذه المرحلة خطر جداً.."
فقالت مارلين لبربارا"أرجوكِ لا تدعيها تجهض طالما أن هذا خطر عليها.."
بربارا"أرجوكِ مارلين لا تتدخلي.."
فالتفتت بربارا للطبيب وقالت"أنا سوف أتحمل أي نتيجة محتملة ..والآن أريد منك أن تجهضها حالاً"
فصمت الطبيب قليلاً ثم قال"حسناً كما تشائين.."
ثم أخرج ورقة من مكتبه وقال"وقعي على هذه"
فوقعت بربارا على الورقة ثم نادى الطبيب إحدى الممرضات وقال لها وهو يشير إلى دورا"خذي
هذه الآنسة إلى غرفة الأجهاض وجهزي كافة الأدوات اللازمة لذلك.."
فأخذت الممرضة بيد دورا وذهبت بها إلى الغرفة فسقطت من عيون مارلين بضع دمعات عندما
رأت دورا تذهب مع الممرضة والأسى مرسوم على وجهها فقالت بربارا"لما البكاء إنها عملية إجهاض لا أكثر"
أما دورا فلقد استلقت على السرير الأبيض ودموعها تنهمر من عينيها بحرارة فكلما تذكرت
أنها سوف تفقد جنينها بعد ساعات يحترق قلبها
وتنزل دموعها على وجنتيها بحرارة وإذا تذكرت كيف صدها آيدن تشعر بحزن شديد يعتصر في
جوانب قلبها المليء بالهموم والأوجاع لكنها أستسلمت للأمر واكتفت بالدموع..
فقالت لها الممرضة"هل تريدينني أن أعطيكِ مخدر كامل أم موضعي؟"
فقالت دورا على الفور"كامل.."
فهي تريد أن تنام لوقتٍ طويل ولو كان بيدها لنامت في هذه اللحظة العمر كله فهي لا تستطيع أن تتخيل
نفسها عندما تستيقظ وقد انتهى كل شيء..
فأحضرت الممرضة المخدر ووضعته على أنف دورا لكي تستنشقه..
عندها أتى الطبيب وارتدى قفازاته البلاستيكية أستعداداً للعملية..
وعندما شعرت دورا بالضعف والرغبة في النوم جراء تأثير المخدر أتت أحدى الممرضات من الخلف وقالت بصوت مرتفع"توقفو فلقد أتى
قرار بمنع إجراء هذه العملية"
.............................................
_لماذا أتى هذا القرار وبفعل من؟
_ماذا سوق تكون ردة فعل بربارا؟
_ماذا عن مات وكورا هل نستطيع القول إن الذي
بينهم هو الحب أم أنه كما قالت كورا مجرد مجاملة؟
كل هذا في البارت الخامس من الرواية الذي سوف
يكون بعنوان(قلبي معلق به)... عندما نتلقى الكلام الجارح من شخص جرحناه يوما...هل سوف نتأثر بذلك؟ |