السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُسعدني أن أكون من ضمن المُشاركين في هذا الطرح الجيّد .
القلم يُعبّر عن حالةِ صاحبه ، والحالة هنا هي أفكاره وأحاسيسه ومن وجهة نظري يترك انطباعاً لدى القارئ ولو كانَ طفيفاً عن صاحبه .
القلم يخذلني في بعض الأحيان ، وخصوصاً عند كتابة المواضيع العاطفيّة ، حيث نحيا في زمن انعدم فيه الحبّ الصادق إلا ما رحم ربي ..
أحياناً أُخذَل عند الكتابة عن الوطن ..
رُبّما هيَ انتكاسة مشروعة للقلم في بعض المواقف .
قلمي يجرح بالفعل من أظنّهُ يتسحقّ أن يُجرَح ، وتلك صفة إيجابيّة للقلم لا سلبيّة .
كتبتُ شيئاً ذات يوم عن حالةِ عصيان أعلنها قلمي يطالبني أن أكفّ الكتابة عن حالات الحزنِ والقهر والكبت .. ويدفعني نحو الحب
طأطأ رأسه ..
قلتُ : تكلّم
قال : اكتب يوماً للحب
فلتكتب عن قلبٍ نابض
يعشقُ أنثى تحمل قلب
ثم اوصفها ، لا تتردّد
فلتكتب عن قيس وليلى
جميلُ بُثينة ..
اكتب عن عنترِ كلمات
كي يُهديها لـ عبله ..
هيّا اكتب ما معنى الحُب ..
وليس القلم هو من ينصاع للكاتبِ دوماً ، ففي بعض الأوقات ينصاع الكاتب للقلم ..
أمسكتُ بهِ رغم جراحاتي
وبدأتُ أُسطّرُ كلماتي :
يا حُبّي الأوحد في الدنيا
أعشقُ فيكِ السحر الغامض
أعشقُ فيكِ كلّ كيانك
شئ يجذبني كي أغفو في أحضانك
أنتِ الأجمل في أيامي رغم ( الحزن )
حتى في انصياعي لأوامره تظهر حالتي الدفينة بكلمةِ حُزن ..
فيعترض قائلاً :
فلتستبدل كلمة " حُزن "
حتى في هذا مُكتئبٌ
ومداهُ قد ملأ الكون
قلتُ لهُ : واصل ما تكتب
لا تسألني عمّا أكتب
فسألني :
لكَ آخر فرصة
هل تقبلها ؟
لكنّي أعلنت الرفض ..
رُبمّا تُفسّر بأنّها دكتاتورية الكاتب مع القلم ..
لكنّها في الحقيقة اجتناب للخوض في الأكاذيب .
لن أنسى منظرهُ المُحزن
ينفثُ ما فيهِ من حبر
ثمّ تلوّى ، وقع صريعاً
قلتُ لهُ والدمعُ بعيني :
ما أقساها من لحظات
تموتُ شهيداً باسمِ الحُب
وآخر ما خطّتهُ يداك
كلمةُ .. حُزن ..
تلك هيَ العلاقة بيني وبين قلمي ، في صراعاتٍ دائمة
ودائماً ما أراهُ رؤوفاً بي ..
فهو يعلم أنّ مصيرهُ البقاء ، ومصيري الفناء
آسف للإطالة
دمتم بخير