*الحب زهرة ناضرة لا يفوح أريجها إلا إذا تساقطت عليها قطرات الدموع
.........البارت السادس....(ألم اللقاء)...
....أستلقت دورا على السرير وهي تفكر بماذا سوف تكون ردة فعل آيدن عندما يراها
غداً في الجامعة هل سيفرح لهذا الشيء أم أنه سيغضب...فقالت دورا بنفسها"بل سيغضب هذا أكيد"..
ثم أخرجت دورا من تحت سريرها دفتر مذكراتها الخاص الذي تخفيه عن الجميع وتكتب
فيه كل شيء تشعر به بصدق لذلك هي تخفيه عن الجميع ثم كتبت فيه جميع أحاسيسها ومشاعرها هذه الليلة..
وعندما غلبها النعاس في ساعة متأخرة من الليل أوت إلى سريرها ثم نامت ولم تستيقظ إلى على
صوت مارلين وهي توقظها"دورا هيا انهضي فلقد تأخر الوقت.."
فاستيقظت دورا بكسل شديد وقالت وهي لا تكاد تفتح عينيها من شدة النوم"مارلين أرجوكِ دعيني أنام فلم أنم البارحة إلا في ساعة متأخرة من
الليل..ثم لماذا توقظيني في هذا الصباح الباكر؟"
مارلين بحزم"أنسيتي أنكي سوف تذهبين إلى الجامعة هذا اليوم.."
عندها قفز قلب دورا وطار النوم من عينيها وقالت بقلق"ماذا تقولين؟؟"
مارلين"الذي سمعتيه...هيا أنزلي بسرعة للأسفل كي تتناولي فطورك أنا أنتظرك هناك لاتتأخري"
فخرجت مارلين من الغرفة فنزلت دورا من السرير واستحمت ثم أخرجت من دولابها فستاناً زهرياً وعندما أرتدته لم تستطيع أن تغلق سحاب فستانها الذي يوجد في جانبها الأيمن فابتسمت دورا
وقالت"يبدو أن بطني كبر قليلاً..إذاً يجب أن أذهب إلى السوق لشراء ملابس الحمل"
ثم بدلت هذا الفستان وأخرجت فستاناً سكرياً فضفاضاً يصل إلى منتصف ساقيها بدت فيه أصغر
من عمرها بكثير...ثم أخذت وشاحاً أبيض من الصوف كي تحتمي من البرد الذي
كانت صوت رياحه تصدر صوتاً مخيفاً على نافذة غرفتها...
ثم نزلت بعد ذلك للأسفل بهدوء واضح على خطوات قدميها المتقاربة فأستقبلتها مارلين بسعادة
وقالت"تبدين جميلة هذا اليوم لو كنت رجلاً لفتنت بك.."
دورا بخجل"كفي عن هذا الكلام وقولي لي أين أمي؟"
مارلين"لقد ذهبت منذ وقت إلى عملها فلقد أخبرتني أن لديها أجتماع مهم هذا الصباح..وأخبرتني أيضاً
أن أعلمها بكل شيء يحدث معكِ هذا الصباح"
دورا وهي تذهب نحو الباب"لا داعي لكل ذلك الحرص...إنه يوماً عادياً بالنسبة لي" ثم أكملت في نفسها وقالت"بل أنه أصعب يوماً في حياتي"
مارلين"لكن إلى إين تذهبين؟"
دورا وهي ممسكة بمعصم الباب"إلى الجامعة"
مارلين"لكنكِ لم تتناولي فطورك؟"
دورا"سوف أتناوله هناك.."
مارلين"حسناً كما تشائين..ولكن ألا تريدينني أن أقود السيارة بدلاً عنكِ؟"
دورا"لا شكرا لكِ..أستطيع قيادتها"
فاقتربت مارلين من دورا وقالت"دورا ركزي فقط على دراستك..ولا تأبهي بأي أحد..مهما يكن"
دورا بابتسامة وهي تعلم أن المقصود بهذا آيدن"لا تقلقي..إلى اللقاء.."
مارلين"إلى اللقاء.."
فخرجت دورا من المنزل وما إن خرجت حتى أخذ الهواء البارد يداعب خصلات شعرها التي
التفت على وجهها فقالت دورا وهي تزيح شعرها عن وجهها"يبدو أن الجو بارد هذا اليوم.."
ثم اتجهت نحو سيارتها السوداء وركبت بها وعندما همت بأن تشغلها أنتابتها رهبة من القادم ومالذي
سوف يحدث به...لكنها تذكرت كلام مارلين"دورا ركزي فقط على دراستك..ولا تأبهي بأي أحد..مهما يكن"
فلقد كانت كلمات مارلين بمثابة دفعه معنوية لها..
فاستقلت دورا سيارتها وذهبت إلى الجامعة..
أما كورا فلقد ذهبت إلى جيانا في منزلها كي تقلها إلى الجامعة فركبت جيانا معها وقالت"أمر غريب لم تتأخري هذا اليوم علي.."
كورا"لأن تسريحة شعري هذه لا يأخذ تسريحها مني سوى بضع دقائق"
فنظرت جيانا إلى شعر كورا الذي كان منساباً على كتفيها بطريقة ناعمة بينما تعلو جبهتها قصة كلاسيكية فقالت جيانا"شعرك جميل جداً.."
كورا بغرور"لست بحاجة إلى شهادتك..أعرف ذلك.."
جيانا باستياء"كنت أمزح شعركِ ليس جميل.."
فضحكت كورا وقالت"يجب أن نذهب إلى الجامعة فلو جلسنا على هذه المنوال فسيأتي الليل ونحن لم
ننتهي بعد.."
فضحكت جيانا وقالت"أنتي محقة..."
ثم ذهبتا بإتجاه الجامعة فوصلتا قبل أن تصل دورا لأنهما قريبتان من الجامعة..
فدخلن الجامعة وهناك كان بيتر بإنتظارهم فقال عندما رأهم"أهلاً وسهلاً بكما.."
ثم نظر إلى جيانا وقال بصوت حنون"كيف حالك؟"
جيانا بتململ"بخير.."
عندها أتى مات من الخارج فعندما رأته كورا قفز قلبها وأحمرت وجنتاها...
مات"صباح الخير"
جيانا وبيتر بصوت واحد"صباح الخير"..لدرجة أنهما نظرا إلى بعضهما بتعجب لتطابق أصواتها..
أما كورا فلم تجب من شدة خجلها كما ظنت أن مات لن يأبه إذا ردت عليه التحية أم لا لكن مات
لم يلقي التحية إلا لأجل أن يسمع صوتها الساحر بالنسبة له...
فقال لها صوت هاديء"صباح الخير ياكورا"
كورا "صباح الخير"
مات وهو ينظر إلى شعرها"نعم هذه التسريحة المناسبة لوجهك الجميل"
فابتسمت كورا بخجل وقالت"شكرا..."
بيتر"أحم أحم...نحن موجودين لم نذهب إلى الأن"
فشعر مات بالحرج وقال مغيراً للموضوع"آيدن لم يأتي إلى الآن؟"
بيتر وهو ينظر إلى ساعته"الوقت مازال مبكراً وآيدن لا يأتي إلا في وقت متأخر"
مات"أنت محق.."
عندها دخلت دورا الجامعة بقلق واضح على نظرات عينيها التي تذهب بهماً يميناً ويساراً..
جيانا بصوت مرتفع"أنظروا أنها دورا.."
فنظر الجميع إلى دورا فقال مات بهشة"لا أصدق هذا.."
فابتسمت كورا وقالت"الحمد لله أنها عادت للدراسة"
ثم قالت بصوت مرتفع"دورا تعالي إلى هنا.."
فنظرت دورا إلى بيتر وجيانا وكورا ومات الذين كانوا مجتمعين في أحد أركان الجامعة فذهبت إليهما بهدوء وهي تضم كتبها إلى صدرها ..
فقالت عندما وصلت إليهم"صباح الخير"
الجميع"صباح الخير"
فأمسكت كورا بيد دورا وقالت بسعادة"أهلاً بك دورا أخيراً عدتي..لقد أشتقت إليكِ كثيراً"
دورا بقلق يغلفه الهدوء"وأنا أيضاً.."
بيتر"هذا صحيح فلقد أشتقنا إليكِ كثيراً فلم نراكِ منذ ثلاثة أشهر...ولكن لا أخفيكِ فلقد أزدتي جمالاً عن
أخر مرة رأيتك فيها.."
فشعرت جيانا في هذه اللحظة بالغيرة من دورا عندما سمعت كلام بيتر عنها وهي لا تعلم لماذا آتاها ذلك الشعور..
مات"لقد فاجأتينا جميعاً بقدومك سوف يسعد جميع الطلبة لهذا..
فهمس بيتر بأذن مات وقال"ولكن لا أظن أن هذه المفاجأة سوف تسعد آيدن.."
مات"وما أدراك ربما تسعده.."
بيتر"لا أعتقد ذلك.."
عندها قالت دورا"لماذا لا ندخل إلى المحاضرة الآن فلقد تأخر الوقت.."
في هذه اللحظة أتى آيدن الذي بدا أنيقاً كعادته وهو يرتدي بنطلوناً من الجينز وسترة بيضاء
اللون أرتدى عليها معطف من الجلد الأسود..
بيتر"هذا رائع فلقد أتى آيدن لكي يذهب برفقتنا إلى الجامعة.."
وعندما سمعت دورا أسم آيدن تجمدت في مكانها ولم تستطيع حتى الألتفات إليه مثلما فعل الجميع..
آيدن بلكنته المشابهة للكنة الأمريكيين بخلاف لكنة الجميع التي تبدو بريطانية خالصة"صباح الخير"..
بيتر "صباح الخير... ولكن ألم تلاحظ المفاجأة؟
فنظر آيدن إلى تلك الفتاة الشقراء التي تعطيه ظهرها فعرفها على الفور..
أما دور فالتفتت إليه وقالت وهي تشعر بحرارة تغزو جسدها"أهلاً بك آيدن.."
آيدن ببرود"أهلاً..."
ثم نظر آيدن إلى بيتر وقال"هيا فلنذهب إلى المحاضرة"
فذهب لجميع خلفه سوى دورا التي بقيت في مكانها وهي تُسقط الدموع الحارقة فهي لم تتوقع من آيدن
ذلك الأستقبال البارد فقالت وهي تبكي"لما يا آيدن...لماذا لم تغضب لوجودي..لماذ؟..هذا أفضل من أن تستقبلني بهذه الطريقة..فهذا يعني أنه
لا وجود لي في حياتك.."
عندها رأت دورا كورا وهي تتجه نحوها فمسحت دموعها بسرعة كي لا تراها كورا...
كورا"دورا ماذا بكِ؟"
دورا"لا شيء"
كورا"حسناً إذاً تعالي فالمحاضرة على وشك أن تبدأ"
فذهبت دورا مع كورا لحضور المحاضرة وبعد أن انتهت خرج الجميع من بينهم دورا التي ذهبت
إلى خارج الجامعة وهي حزينة فالجميع كانوا يتحدثون بعد خروجهم إلا هي فلقد كانت وحيدة"
فشعرت بالأسى قليلاً لكنها ذهبت واستقلت سيارتها وذهبت بإتجاه منزلها..
وخرجت أيضاً كورا ومعها جيانا لكي توصلها إلى المنزل...
وفي منتصف الطريق لاحظت كورا على جيانا ملامح الحزن كما أنها لم تتفوه بأي كلمة منذ
أن رأت دورا فقالت لها"جيانا ماذا بكِ؟"
جيانا"لا شيء.."
فصمتت كورا قليلاً ثم قالت"هل أنتي حزينة لأن دورا عادت للدراسة؟"
جيانا"لا إطلاقاً..بل أنا سعيدة لهذا الشيء.."
كورا وهي تحرك كتفيها تناغماً مع الموسيقى التي أشغلتها"هذا ليس واضح..فلم أراكي حزينة بهذا الشكل سوى اليوم"
فالتزمت جيانا الصمت ولم ترد عليها...
فأردفت كورا قائلة"لكن لا تخافي بشأن دورا فيبدو لي أن آيدن مسح دورا من قلبه.."
جيانا"هذا لا يعنيني.."
كورا"بل يعنيكِ.."
جيانا بعصبية"كورا...إذا لم تصمتي الآن فسوف أنزل من سيارتك.."
كورا"ماذا بكِ كنت أمزح"
أما دورا فلقد وصلت إلى المنزل وفتحت الباب فوجدت مارلين في غرفة الجلوس فذهبت
دون أن تكلمها حتى وصلت إلى الدرج فخطت الخطوة الأولى ولم تكاد تخطو الخطوة الثانية حتى
سقطت باكية على الدرج..
فذهبت مارلين مسرعة إليها وجلست بجانبها على حافة الدرج وقالت"هل قال لكي آيدن كلاماً سيئاً؟"
دورا"ليته فعل...إنه لم يأبه حتى بوجودي.."
فأخذت دورا تبكي فأسندتها مارلين على كتفها وقالت"لا عليكِ المهم هو أن تدرسي"
فوقفت دورا ثم ذهبت بهدوء أثار غرابة مارلين التي ظلت ترقبها حتى سمعت وقع باب
غرفتها ثم قالت"كان الله في عونك.."
فاستلقت دورا على السرير وأخرجت دفتر مذكراتها من تحت سريرها وأخذت تكتب
به فالكتابة هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع دورا أن تعبر فيها عن كل ما يختلج في صدرها
فهي ملاذها الوحيد لكي ترتاح في النهاية ..
وبعد مضي وقت وهي تكتب غلبها النعاس ونامت بعد أن وضعت مذكراتها بين كتبها الدراسية..
أما بربارا فلقد عادت من عملها وطمئنتها مارلين على دورا وأكدت لها أن أمورها سارت على مايرام..
وفي صباح اليوم التالي ذهبت دورا إلى الجامعة بعد أن ارتدت فستاناً أسود يعبر عن ما في داخلها من حزن وأسى وكانت تريد أن تتغيب هذا اليوم
لكن مارلين أصرت عليها أن تذهب فذهبت في وقت متأخر...
وعندما وصلت إلى الجامعة شاهدت أحد الباعة المتجولين الذي كان يبيع الورود فوقعت عينيها
على تلك الورود البيضاء فتذكرت على الفور ذلك المشهد:
((آيدن بصوت مرتفع"دورا..دورا تعالي هنا"
دورا وهي تركض نحوه"نعم ماذا هناك؟"
فأخرج آيدن من خلفه ورود بيضاء وقال"هذه لكي..."
فأخذتها دورا وقالت بتعجب"ورود بيضاء..!"
آيدن"نعم ...فليس هناك أجمل من الورود البيضاء التي تعبر عن الصدق والنقاء..إنه اللون المفضل بالنسبة لي"))
فابتسمت دورا وذهبت باتجاه البائع وأخذت إحدى الورود البيضاء وقالت"أريد شراء هذه.."
البائع"حسناً..أدفعي يورو.."
فدفعت دورا إليه بالمال وذهبت باتجاه بوابة الجامعة وهي تداعب تلك الوردة بيدها
الناعمة التي لن أبالغ إذا قلت بأنها أنعم من الوردة نفسها...
وعندما همت بأن تدخل شاهدت دفتر مذكراتها بين كتبها الجامعية فقالت"أوه نسيت أني وضعته بين الكتب..لكن لا بأس.."
ثم دخلت الجامعة وعندما أرادت أن تصعد السلم الذي يؤدي إلى مكان المحاضرة قالت"ياترى
هل سيقبل آيدن بهذه الوردة إذا أعطيتها أياه...أتمنى ذلك..."
فصعدت حتى وصلت إلى نهاية السلم عندها سمعت وقع خطوات على السلم فنظرت خلفها فإذا
هو آيدن يريد الذهاب إلى المحاضرة فقفز قلب دورا عندما رأته ...
وعندما وصل إليها آيدن أراد أن يواصل مسيره غير آبهاً بها كعادته لكن دورا أستوقفته قائلة"آيدن..."
فتوقف آيدن وقال وهو لم يكلف نفسه بالألتفات إليها"نعم ماذا تريدين؟"
فأخرجت دورا الوردة وفالت"تفضل.."
............................................
سوف أترك التسائل لكم....
تحياتي"فتـــاة مـــن الخيـــــال" الصدمة مفاجأة ولكنها تحطمنا ...
......البارت السابع.....(الصدمة)....
....فأراد آيدن أن يواصل مسيره غير آبهاً بها كعادته لكن دورا أستوقفته قائلة"آيدن.."
فتوقف آيدن وقال وهو لم يكلف نفسه حتى بالنظر إليها"نعم ماذا تريدين؟"
فأخرجت دورا الوردة وقالت"تفضل.."
فأخذ آيدن الوردة بأستخفاف وأخذ يحدق بها ثم رماها خلفه وقال"الذي قال لكي أني أحب الورود فهو مخطئ..."
فنظرت دورا إلى وردتها الملقاة على الأرض وشعرت بأن مشاعرها التي ألقيت وليست الوردة
فقالت بإنفعال وفي عينيها دموع حائرة على وشك السقوط"أنت لست بشراً...أنت متوحش..."
فابتسم آيدن بسخرية ثم ذهب من أمامها فأخذت الدموع تنهال على خدي دورا فسقطت كتبها من يديها دون أن تشعر بها فنزلت مسرعة من السلم ودموعها تهبط على خديها بحرقة وألم يعتصران في قلبها..
فكان منظر آيدن وهو يرمي الوردة خلفه بلا مبالاة يتردد في ذهنها باستمرار ليزيد من ألامها ..
فوصلت إلى سيارتها وهي لم تشعر بتلك المسافة التي قطعتها حتى وصلت إلى هنا
فركبت السيارة وهي لا تكاد ترى شيئاً من شدة دموعها المنهمرة على خديها فوضعت رأسها على المقود وأخذت تبكي بحرقة ثم قالت وهي تضرب
بيدها على المقود"لما...لما....."
فمضت نصف ساعة ودورا على هذه الوضع الأليم وعندما جفت دموعها وأحست بصداع طفيف برأسها أشغلت سيارتها وذهبت باتجاه منزلها..
فوصلت إلى هناك وفتحت الباب بهدوء فتوقفت مارلين عندما رأتها وهي التي كانت تريد أن
تصعد للأعلى فشاهدت مارلين وجه دورا الشاحب
وعينيها التي أثقلتها الدموع فقالت بقلق"دورا ما الذي حدث لكي؟"
فذهبت دورا نحوها فسقطت دموعها قبل أن تتحدث فقالت وهي لا تستطيع النظر إلى مارلين من شدة بكائها"لقد عرفت كل شيء"
فشعرت مارلين بالقلق من كلام دورا وقالت وهي تحاول أن تبدو عادية"وما الذي عرفتيه؟"
دورا وهي تذرف الدموع"عرفت وكفى..لا أعلم ما الذي فعلته كي أستحق ذلك.."
فانهارت باكية على الأرض فجلست مارلين بجانبها وقالت وهي تغالب دموعها"أرجوكِ دورا سامحيني أعرف أنه كان يجب أن أخبرك قبل أن تعرفي ولكني ترددت قليلاً..."
دورا وهي تمسح دموعها"لا عليكِ أنتي لا شأن لكي"
مارلين"بل لي شأن كان يجب أن أخبرك أن آيدن بريء من قتل شقيقك وأن ذلك مجرد خدعة من
والديك كي يجعلانه ينشغل بطلاقك عن ترشيح نفسه لرئاسة الشركة التي يعمل بها أبيك الآن..دورا أنا حقاً آسفة.."
فقامت دورا كالمصعوقة وقالت بدهشة"ماذا تقولين؟..لا أصدق هذا..لا..لا"
فوقفت مارلين وقالت بتوتر"لماذا ألم يكن هذا الأمر الذي عرفتيه؟؟"
دورا بانفعال"أي أمر تتحدثين عنه أنا لم أعلم بهذه الحكاية سوى الآن"
فوضعت مارلين يدها على فمها بخوف وقالت بقلق"أرجوكِ دورا تفهمي الأمر بهدوء.."
دورا بعصبية ودموعها تنزل بحرارة"أي هدوء الذي تتحدثين عنه...حطمتم حياتي وتقولين لي أهدئي..جعلتماني أتهم آيدن بذنب لم يرتكبه وتقولين لي أهدئي...ماهو الشيء الذي يدعو لي الهدوء؟..."
فأخذت تهز مارلين وتقول"هيا قوليه لي...."
فلم تستطيع مارلين الرد عليها وبأي وجه سوف ترد عليها لذلك ألتزمت الصمت وهي تنظر إلى الأرض بحزن..
فوضعت دورا يدها على رأسها وهي في حالة أنهيار تام فهي لا تستطيع تقبل ذلك الخبر الذي
نزل عليها كالصاعقة فقالت بصوتها المبحوح الذي قتله الحزن وألامته الدموع"أكرهكم..أكرهكم جميعاً.."
ثم ركضت مسرعة باتجاه الباب فأمسكت مارلين بيدها وقالت وهي تبكي"دورا أين تذهبين؟"
فأنزلت دورا يدها من يد مارلين وقالت بشدة وقالت"هذا ليس من شأنك.."
ثم خرجت من المنزل ولم تستطيع مارلين إيقافها..
ذهبت إلى سيارتها وأستقلتها وهي لا تعلم إلى أين تذهب فالحزن والألم يحيطان بها من كل جانب
..ليس هناك صدر مفتوحاً يسعها..يخلص لها يبعدها من هذا الألم...لم تجد أحداً...
ذهبت بسيارتها مسافات ومسافات قطعتها دون أن تعلم فشعورها بالذنب تجاه آيدن سيطر عليها حتى أنها توقفت أمام أحد الجسور المعلقة تريد أن تلقي
نفسها منه لكي ترتاح لكنها تذكرت ذلك الطفل الذي تحمله وأنه ليس له أي ذنب في كل هذا..
أتكأت على الجسر ودموعها لا تكف عن الهطول عندها سقطت قطرات المطر عليها فنظرت إلى
السماء فإذا هي تمطر...فأخذ المطر يهطل بغزارة ودورا متكئة على الجسر لا تحرك ساكناً وشعرها
قد تبلل تماماً بفعل المطر..
أخذ المطر يزداد ويزداد حتى بلل دورا بالكامل فشعرت بالبرد قليلاً لأن المطر كان مصحوباً بهواء
بارد فكادت دورا أن تتجمد من شدة البرودة التي تجدها فذهبت إلى سيارتها لكي تحتمي بداخلها..
لكنها تفاجأت أنها أغلقت الباب على مفاتيح سيارتها ولا تستطيع فتحها فشعرت دورا بالقلق خصوصاً
وأنه لا أحد يمر من هنا إلا نادراً ومع المطر فلا أحد سوف يمر لأنهم يخشون من الفيضانات لوجود
هذا الجسر تحت بحر...
فعادت دورا إلى مكانها وقالت وهي تبكي ودموعها لا يكاد أحد أن يفرق بينها وبين قطرات المطر"يا إلهي..يبدو أني سوف أموت هنا.."
فانثوت في زاوية على الجسر تبحث عن الدفء المعدوم والبرد يكاد يجمد جسدها الذي يرتجف
من شدته...أخذ المطر يهطل بغزارة عليها وقطراته تتساقط من شعرها..أحست بأن أقدامها بدأت تبرد..حاولت تدليكها قليلاً بيدها ولكنها لا تستطيع تحريك يدها من شدة البرد..
أستسلمت للقضاء ولم تستطيع المكوث وتحمل ذلك المطر الغزير وهوائه اللاذع الذي بلغ ذروته
في جسدها...أحست بأن لسانها أنعقد عن الكلام حاولت تحريكه بدون فائدة شعرت بأنها لا تستطيع حتى التنفس وأخيرا سقطت على الأرض كالجثة الهامدة...
أما مارلين فقلقت على دورا كثيراً فأخذت الهاتف لكي تتصل على بربارا لتخبرها بأمر أبنتها لكنها
لا تجيب حاولت مراراً لكن بدون فائدة..
حاولت الأتصال على السيد ألفيس لكنه لا يجيب هو الأخر..فجن جنون مارلين وقالت"إذا بقيت هنا دقيقة واحدة فسوف أجن..."
خرجت إلى المنزل ونظرت إلى السماء التي كانت تمطر بغزارة فقالت بقلق"أشك بأن شيئاً ما حدث لي دورا...ألطف يارب.."
فبحثت عن دورا بنفسها في كل مكان لكنها لم تجدها وعادت إلى المنزل بخيبة أمل فجلست
تنتظر عودة السيدة بربارا لعلها تجدها...
أما آيدن فلقد خرج من المحاضرة وعندما هم بأن ينزل للأسفل لكي يخرج رأى مجموعة كتب متناثرة عند بداية السلم فحدق بها قليلاً فعرف
أنها كتب دورا فأراد أن يذهب فلفت إنتباهه دفتر وردي مزين بالورود فنظر حوله وإذا الطلاب لم
يخرجو من المحاضرة إلى الآن فأخذ الدفتر
وقرأ الذي كتب عليه(مذكرات دورا) ثم وضعه بين كتبه ونزل مسرعاً للأسفل وما إن خرج حتى
وقعت قطرات المطر عليه ثم قال"إنها تمطر..إذا سوف يكون الطريق الرئيسي مزدحماً يجب أن أذهب مع طريق الجسر المعلق.."
فركب آيدن سيارته بعد أن وضع كتبه في المقعد الذي بجانبه وسلك الطريق المؤدي للجسر..
أما جيانا فخرجت من المحاضرة برفقة كورا
فشاهدت كورا كتب دورا الملقاة على الأرض فجمعت كورا الكتب وقالت لي جيانا بقلق"ما الذي
حدث؟؟"
جيانا بدهشة"لا أعلم ولكني أشك أنه حدث أمراً سيئاً"
أما آيدن فأخذ يسير على طريق الجسر بسيارته فشاهد من بعيد فتاة ملقاة على الرصيف والمطر
يهطل عليها فأسرع بسيارته نحوها إلى أن وصل
إليها فنزل من سيارته حتى أقترب منها فعرفها وقال بقلق"دورا...."
فركض مسرعاً إليها وأمسك بيدها الباردة التي بللها المطر وقال"دورا هل تسمعينني؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
_ماذا سوف يحدث؟
_هل وصل آيدن في الوقت المناسب أما لا؟
_وماهي ردة فعل بربارا عندما تعلم بالذي جرى لأبنتها؟
كل هذا في البارت القادم الذي سوف يكون بعنوان
(عندما يعصف الحب بالأقدار)..
تحياتي |