12-31-2010, 01:48 AM
|
|
المرأة...أكرمكم الله! من المؤكد أن الجميع أصبح يعلم بما سُمّي بظلم اللغة العربية للمرأة لأنّه لا تمر مناسبة خاصة بها إلاّ ويتطوع ظريف ليذّكرها بالحيّة والنائبة والمصيبة والقاضية...الخ، حاولت الاستظراف انا الأخرى واكتشفت ان اللهجة الجزائرية من باب "اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها" أيضا ظلمت المرأة، حيث أن هذه الأخيرة في الجزائر عندما تتحدّث عن زوجها لمن لا ينتمون للعائلة فتقول بدل زوجي : مول الدّار...بمعنى سيد البيت. أما مؤنث هذه العبارة: مولات الدّار فتعني بلهجتنا: الجنية المزعوم أنها تسكن كل بيت ! وحتى وإن كانت غير ذلك فلا أعتقد أن الرجل ينصف المرأة بهذه التسمية، ذلك الرجل الذي كان في زمن ماض يُتبع كلمة امرأة بكلمة "حاشاك"، ذلك الرجل الذي يخجل أن يُنسب المرأة ) زوجته ( إليه فلا يتجرأ على قول امرأتي أمام الآخرين ويكتفي ب " المْرَة" هذا في أحسن الأحوال، وقد شكّلتُ الكلمة مخافة ان تُقرأ " المُرّة" فيكون ظلم آخر ينضم لما سبق ! أمّا في أسوء الأحوال فهي "المضّمرة" أو "الجدارمي )العسكري( " أو الحكومة أو أو أو... في حين المرأة لا تنفك تحشو كلامها بكلمة مول الدّار أو راجلي أو كما تقول المتعلمات أو شبه المتعلمات : "mon mari" ...تقولها والفخر والإعتزاز يكاد يقفز عليك من عينيها حتى وإن كان زوجها هذا كما نقول بالعامية "عرّة الرجال" وياريت اقتصر الموضوع على الكلام فقط، لكن هناك ظواهر كثيرة تحط من قيمة المرأة في بعض مجتمعاتنا التي مازالت تعيش في جاهلية ما قبل الإسلام فتجد أن الأب لا يجتمع بالابن وزوجة الإبن في نفس الزمان والمكان! تجد الزوج ينادي زوجته بأي شيء آخر غير اسمها كأن اسمها عورة! وعلى الجانب الآخر وباسم الثقافة والوعي نبقى نتحدّث ونتحدّث عن انجازاتها كأنها تحدّت عجزها! أو خرجت عن المألوف بذلك حتى أنّني من فترة قريبة كنت أتابع برنامج عن دور المرأة الجزائرية في ثورة التحرير فتساءلت هل هي جزائرية أو فلبينية ؟! أليس من واجبها الدفاع عن بلدها ؟ كل هذا ويقولون ماذا تريد المرأة بعد؟ وأن الرجل هو من عليه المطالبة بحقوقه في هذا الزمن بعد أن أخذت كل حقوقها منذ الثامن من مارس لا أذكر من أي سنة في القرن الفائت مع أن الإسلام أكرمها بتلك الحقوق منذ قرون كثيرة، ذلك الثامن من مارس الآخذ شهرة واسعة بالجزائر ولا اعتقد أن أي بلد عربي آخر يهتم بهذا اليوم كما تهتم به بلدي، كيف لا وفيه تجد الشوارع مليئة بالنساء يحملن ورودا اشترينها لأنفسهن! وذلك بسبب إجازة نصف يوم التي تمنح لهنّ ! احتفالا بذكرى انتفاضة المرأة وبالحقوق التي أُعطيت لها في السنوات الأخيرة! لكني مازلت أتساءل، المساواة في العقول المتحجرّة كيف نحقّقها ؟ وتلك التفاصيل، هل نستطيع معالجتها بسنّ قوانين؟ |