بسم الله الرحمن الرحيم
نساء يعملن طوال الليل
الشاعرة
ليّ مراكل
من مواليد كندا" فانكوفر" 1950
تحمل تراث قبيلة ميتس-ساليش.
شاعرة وروائية , كاتبة مقالات ومحررة
الشاعرة لا تتوقف عند حدود قريتها وتاريخ شعوبها
بل تأتي إلينا إلى شعاب وخيام الشعب الفلسطيني
وتصور أحوال النساء والأطفال
ورجال المقاومة
وتستشف النصر القادم
لهذا الشعب العظيم
وتصف وقع الحرب
فكتبت عام 1979
الشاعرة أم وجدّة
وحفيدة شاعر الهنود المعروف
بالزعيم «دان جورج».
بعنوان
نساء يعملن طوال الليل

النساء الفلسطينيات يهزّنّ أسرّة أطفالهن
على إيقاع القنابل الأميركية/الاسرائيلية
فيما الرياح الصحراوية تمزّق الخيام
والرمل يصفع وجوه الباحثين عن ماء
**
تحت وابل الرصاص في الشوارع
والقرى المستوية مع الأرض
أمواج المقاومة
تضرب جيوش الغزاة
**
**
*
في ورشات عمل تحت الأرض
شيّدتها أياد متواضعة
نساء يعملن طوال الليل
على ابتكار أسلحة من أجل فلسطين
...
..
.
ورياح التغير الحارة
تتنفس نقاء نكهة النصر
بجانب شواطئ بيتي القائم
(1979)
********
نقرأ التاريخ يا سادة
الفلسطينيون والعراقيون والهنود الحمر
وما تمارسه إسرائيل من وحشية وقتل وتنكيل للشعب الفلسطيني
كانت تقوم به أمريكا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، وبنفس السيناريو
في العراق وغيرها .. وإن اختلفت الطرق والوسائل
فهل سيكون مصير الفلسطينيين والعرب
هو نفس مصير الهنود الحمر؟
أساليب أمريكا في إبادة الهنود الحمر
بدأت
بالاحتلال
ثم القمع والقتل
والتجريد من السلاح
وإرغامهم على الهجرة
ومن تبقى يعيشون عيشة
أقل ما توصف بأنها مزرية
****
لم يكن لفظ الإرهاب موجوداً
في قواميس السياسة في ذلك الوقت
فلو قتل أمريكي بسهم هندي أحمر
كانت تباد قرية بالكامل
ولو اعتقل أمريكي في قرية لأنه أعتدي على فرد منها أو سرق شيئاً
كانت القوات الأمريكية تحاول بكل الطرق والوسائل الإفراج عنه
ثم تقوم بعد ذلك بدك القرية بالمدفعية
ولم يكن الهنود الحمر يحملون سلاحاً غير النبال والسهام
يدافعون بها عن أطفالهم ونسائهم وشيوخهم
كما أن الفلسطينيون لا يحملون سلاحاً غير الحجارة
ويواجهون بها أحدث الأسلحة.
******

ذبحوا الهنود الحمر وعاملوهم بوحشية
لمجرد إنـهم يدافعون عن بلدهم ووجودهم
فاعتبرهم الأمريكان متوحشين وإرهابيين
وكوّن الأمريكان جيشاً متقدماً جراراً
مزوَدًا بأحدث الأسلحة من بنادق ومدافع
في حين أن الهنود الحمر
كانوا يحاربون بالسهام والنبال والرماح
وابتاعوا السلاح وحصلوا عليه بكل الوسائل
لكي يحاربون الجيش المدرب بمعداته المتقدمة
رغم ذلك
هُزِموا في حروبـهم
بالرغم من شجاعتهم التي يحكي التاريخ
قِصصاً يشيب لها الولدان
*****
إذن فقد أباد المحتلون سكان البلاد الأصليين
ليأخذوا زمام البلاد ويحكموها
*****
كان عدد الهنود الحمر 120 مليون
الآن فقط ربع مليون
***
هل سيكون مصير العرب والمسلمين في بلادهم
كمصير الهنود الحمر الآن في أمريكا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لسنا الهنود الحمر
وقد خاب فهمكم
ويا ويلهم منا
***
بعيداً عن التزييف
نحن من سلالة كل الأنبياء والرسل
لغتنا هي
لغة القرآن الكريم
ولغة الملائكة
ولغة أهل الجنة
نحن العراقة والتاريخ والأصالة
نحن فجر الانسانية
نحن ضد الظلم والطغيان والظلام
نحن عرب ومسلمون
وننتمي
لهذا العالم الإنساني
الذي كرمه الله تعالى
" (69)
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
(70)
**
نحن ممن كفلهم الله تعالى
من أعدائهم
و أعطاهم الله كفالة
البقاء والإستمرار
"
لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى
وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ
"
ثُمَّ لَا تنْصَرُونَ
"
نحن ممن وعدهم الله تعالى
بالنصر والتمكين في الأرض
"
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ
وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا
يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ
يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
(4)
فرعون
وأي فرعون
وفرعون هذا الزمان
أمريكيا والصهاينة على الظلم ومن حالفهم
عندما تكن هذه أفعالهم
علواً في الأرض وظلم
طغياناً وقتل
تتدخل الإرادة الإلهية
"
وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
(5)
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
"
نحن مستسلمون لله ومن أهل الله
نأتمر بأوامر الله
وننتهي بنواهي الله
وأمر الله تعالى نافد
"
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
"
والذي تخافونه منا
سيريكهم الله
سنن التاريخ
والتي تتكرر عبر الأزمان
وكل الأحوال
"
وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا
مِنْهُمْ
مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ
(6)
"
أيها الظلمة الغزاة
هذه موعودات الله تعالى لنا
**
وهذه شاعرتكم
وكاتبتكم الكندية
من أصل الهنود الحمر
تنذركم بالهزيمة
وتبشرنا النصر القادم بإذن الله