الموضوع: روائع العرب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2007, 12:20 AM
 
روائع العرب

سئل بعض البلغاء أيما أشرف : العرب أو العجم ؟

فقال : العرب أحلى وأحلم , وأعلى وأعلم , وأقوى وأقوم , وأنكى وأنكر , وأذكى وأذكر , وأعطى وأعطف , وأحصى وأحصف , وأبلى وأبلغ , وأسمى وأسمح , وأشرى للفخار وأشرف , وأنفى للعار وآنف

قيل لبعض الحكماء : أيما أفضل الأدب أو المال

قال : الأدب
قيل له : فما بال الأدباء يأتون أبواب الأغنياء , ولا تأتي الأغنياء أبواب الأدباء ؟

قال : ذلك لعلم الأدباء بمقدار فضل المال , وجهل الأغنياء بمقدار فضل الأدب وقال الشاعر :

من كان يملك درهمين تعلمت
شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الإخوان فاستمعوا له
ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي في كيسه
لرأيته أسوا البرية حالا
إن الغني إذا تكلم بالخطا
قالوا صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفقير أصاب قالوا كلهم
أخطأت يا هذا وقلت ضلالا
إن الدراهم في المواطن كلها
تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن اراد فصاحة
وهي السنان لمن اراد قتالا





قالت العرب : من طلب الرياسة , فليصبر على مضض السياسة

وقال بزرجمهر : العقل حديقة سياجها الشريعة , والشريعة سلطان يجب لها الطاعة , والطاعة سياسة يقوم بها المللك , والمللك راعٍ يعضده الجيش , والجيش أعوان يكفلهم المال , والمال رزق تجمعه الرعية , والرعية سواد يستعبده العدل , والعدل أساس به قوام العالم

ويقال : ينبغي للملك أن يعمل بخصال ثلاث
تأخير عقوبة المسيء , وتعجيل ثواب المحسن , والعمل بالأناة فيما حدث له , فإن في تأخير امكان العفو , وفي تعجيل ثواب المحسن , المسارعة بالطاعة , وف الأناة انفساح الرأي وإتضاح الصواب .

وسأل المأمون رسول الروم , لم قدم عليه , عن سيرة ملكهم ,
فقال : بذل عرفه وسل سيفه , فاجتمعت عليه القلوب رغبة , ولجأت إليه رهبة , سهل النوال حزن النكال , فالرجاء والخوف معقودان في يده
قال له : فكيف حكمه ؟
قال : يردع الظالم , ويحنو المظلوم , فالرعية إثنان "
راض ومتغبط
قال : فكيف هيبته فيهم ؟
قال : يتصورفي القلوب فتخشع له الابصار
فقال له المأمون : لله أبوك , لقد احسنت فيما وصفت

قال حكيم : الدنيا تطلب لثلاثة أشياء :
للغنى وللعز وللراحة , فمن أستغنى , ومن زهد فيها عز , ومن قلّ سيعه إستراح


قال الأصمعي : قلت لغلام من أبناء العرب :
أيسرُّك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنت أحمق ؟
قال : لا والله
قلت : ولم ؟
قال : أخاف أن يجني علي حمقي جناية تذهب مالي ويبقى حمقي