قصة فتوى فقهية اعتبرت الجنود الأمريكيين مجاهدين في سبيل الله جابر العلواني يرد على انتقادات لزاويته في جريدة "الأهرام" دبي - فراج اسماعيل قال المفكر الاسلامي العراقي د. طه جابر العلواني إنه لم يسع للكتابة في جريدة الأهرام المصرية وأن كتابا في الجريدة غير اسلاميين وراء استكتابه رغم عدم رغبته في ذلك ويتمنى لو يتوقف. ورد في حوار مع "العربية.نت" على انتقادات وجهت لادارة تحرير الجريدة شبه الرسمية والأكثر نفوذا في مصر لاستكتابها مفكرا عراقيا مقيما في واشنطن على حساب مفكرين وكتاب مصريين غير مسموح لهم بذلك. ونفى أنه موظف في الجيش الأمريكي أو متعاقد معه للوعظ والافتاء لجنوده المسلمين، مؤكدا أنه لم يفت مطلقا باعتبار ذهاب هؤلاء الجنود إلى أفغانستان جهادا في سبيل الله، فهو لا يتعرض للافتاء ولا يريد أن يكون واحدا من المفتين الذين تمتلئ بهم القنوات الفضائية حاليا. وقال د.طه جابر العلواني: لم أقدم طلبا للكتابة في الأهرام، ولكن إدارة تحريرها أرادت التجديد في الصفحة الدينية، فاتصلت بكتاب عديدين جدا وليس أنا فقط، وكل ما هنالك أنني استجبت، وأنت تعلم أن الأهرام لا تدفع مقابلا ماديا، ولا أكتب إلا ما يتناسب مع وضعها كصحيفة قومية، ومع مستوى القارئ العادي لمثل هذه الجرائد من حيث القضايا الملائمة له التي تنسجم مع صفحة دينية تخاطب المتدين العادي. وأضاف: لا أعرف لماذا هم منزعجين، فإذا كانوا زعلانين من أني أكتب فلا مانع من أن أرضيهم وأمتنع عن الكتابة، وليتهم يقولون هذا لجماعة الأهرام حتي يريحوني فأنا لست متطلعا للكتابة أصلا. أفضل أن أعكف على تأليف كتاب أو بحث أو دراسة وليس من شغلي المقالات السيارة ولا اتقنها. أنا ضيف مؤقت في مصر وأوضح أنه في القاهرة بصفة مؤقتة ليكون بجانب زوجته المصرية الجنسية التي تمر حاليا بوعكة صحية.. "فأنا ضيف هنا وسنعود لواشنطن بعد شفائها باذن الله، وعندما علم بعض أصدقائي في الأهرام بوجودي ومنهم الكاتبان السيد ياسين، ود.جابر عصفور، وهما ليسا من المثقفين الاسلاميين، اقترحوا على إدارة تحرير الأهرام استكتابي، وعندما طلب مني ذلك لم أمانع وقلت: أهلا وسهلا. وتابع: أنا ليس عندي اهتمام بالصحافة، وعندما أكتب أختار مجلة دورية نصف أو ربع سنوية حتى أخذ راحتي في الكتابة، بينما في الأهرام مقيد بخمسمائة كلمة تقريبا للزاوية، قد لا تتسع للموضوع أو تعرضه بشكل مبتسر، لكن إذا كان هذا ما يريدون فانني أحاول أن استجيب. وقال د.العلواني: لست موظفا لدى الجيش الأمريكي أو الحكومة الأمريكية كلها، فأنا استاذ جامعي، كنت أقوم بالتدريس في جامعة "جورج تاون" وفي جامعات أمريكية مختلفة. وقمت بادارة جامعة أسسها بعض المسلمين وكنت ولا زلت واحدا من هيئة التدريس فيها، حيث يأتينا الأمريكان ونقوم بتدريسهم دون تفرقة بين مسلم وغير مسلم لأن القانون هناك يعاقب على التمييز، ولذلك نرحب بأي طالب سواء كان من الجيش أو من الموظفين أو الطلبة العاديين، أو كان أبيض أو أسود، رجلا أو إمرأة. الخ. وتابع: هناك قواعد وأسس للقبول في هذه الجامعة لست مسؤولا عنها، فأنا أدخل لأعطي الدرس ثم أمشي. لست موظفا عند الجيش أو الحكومة ولا اتقاضى راتبا من أي منهما، ولعنة الله على من عنده وثيقة بعكس ذلك ولا يبرزها، بل لو عنده وثيقة تثبت أنني مجرد متعاون ولست موظفا. لو حدث لكنت رئيسا للعراق وقال د.العلواني: ليس عندي أي تعاقد مع الجيش الأمريكي ولم اتعاقد معهم اطلاقا. لو كان عندي ذلك أو مرضيا عني لكنت حاليا رئيسا لجمهورية العراق أو في قمة السلطة وفي طليعة الموجودين في بلدي، فأنا جذوري عراقية وسني وعربي. فما هذا الكلام "الفاضي" الذي تقوله. وبخصوص فتوى اعتبار الجنود المسلمين مع الجيش الأمريكي مجاهدين في أفغانستان التي وجهت له انتقادات بشأنها في العالم الاسلامي وقيل إنه قام بتعميمها في بداية الغزو الأمريكي لأفغانستان لازاحة حكم طالبان، رد د.طه جابر العلواني: أنا لم أفت بشئ، فقد جاءني استفسار وكنت في ذلك الوقت رئيسا للمجلس الفقهي، فبعثته للمجامع الفقهية في الشرق الأوسط ومنها مجمع الفقه الاسلامي في جدة، ومجمع البحوث الاسلامية ولجنة الفتوى في الأزهر وعدة لجان أخرى مختلفة متخصصة، فهناك من قال ممنوع ذهاب هؤلاء الجنود وهناك من قال نعم ورفض الافتاء آخرون، ثم ارسلت باجاباتهم إلى السائلين ليس إلا. واستطرد العلواني: لو كنت كما قال هؤلاء الذين أشرت إليهم، لتصديت لذلك وعندي المؤهلات التي تسمح لي لو أردت أن أقول فيها قولا، ولكني لم أفعل حتى هذه اللحظة. لست مفتيا ولا أحب الفتوى وأضاف: بخصوصي أنا شخصيا قلت إنني لست مفتيا ولا أحب الفتوى ولا أحب أن أمارسها، وحينما أفعل ذلك يكون في إطار بحث علمي تكون الفتوى نتيجته وليست مقدمة له. واستمر قائلا: خلال مسيرتي العلمية كلها لم أفت بفتوى واحدة. أنا أكتب بحثا في خلاصته أو نهايته أقول إن البحث قادني إلى أن أرى كذا. فقد كتبت في حقوق المتهم في الاسلام وفي الاجتهاد وفي الردة، لكن أن أكون أدليت بفتوى بمعناها الفقهي، فهذا لم يحدث. ولا أقول هذا تواضعا، لكن نفرة، فأنا أنفر من أن أجعل نفسي في موقف فتوى، لأنني أرى حال الافتاء ومفتيي الفضائيات والاذاعات وغيرها، ولا يعجبني أبدا أن أكون من هؤلاء، لا في أمريكا ولا في غيرها. وفي إطار حديثه عن نفس الموضوع استطرد العلواني: عندما سألتني عدة أجهزة إعلامية أمريكية مختلفة عن رأيي.. رددت عليهم بأني لست مفتيا وليس عندي رأي في هذا، وهو موضوع خارج دائرة اهتمامي في الوقت الحاضر، ولو جاء لدائرة اهتمامي سأكتب فيه بحثا ولا أصدر فتوى. لا أفكر في العودة لوطني وقال د. طه جابر العلواني إنه منذ ترك العراق قبل 38 عاما لم يعد إليها حتى الآن ولا أفكر في العودة إليه في الوقت الحاضر رغم وجود أهلي وناسي وكل شئ فيه، ممتنعا عن ذكر الأسباب وراء ذلك. وقال: استقلت من رئاسة المعهد العالي للفكر الاسلامي في أمريكا من عام 1996 وله الآن رئيس وجهاز آخر، ولم يعد لي فيه أي أمر أو نهي. وعبر عن امتعاضه من الحالة الاسلامية حاليا بقوله: هل هناك أحد يحمل شيئا من الحس يستطيع أن يبدي ارتياحه لها. شأني شأن بقية الأمة من الناس العاديين لا يمكن أن استريج بينما تعاني الأمة تراجعا وفي حال لا تحسد عليه. يذكر أن د. طه جابر العلواني المولود في العراق عام 1935 كان رئيسا للملجلس الفقهي الاسلامي لأمريكا الشمالية منذ عام 1988 ورئيسا لجامعة العلوم الاسلامية والاجتماعية SISS بهرندن في فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وحاصل على الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1973. عمل استاذا في أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض منذ عام 1975 حتى عام 1985 وفي عام 1981 شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الاسلامي في الولايات المتحدة، كما كان عضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة، و هو عضو في مجمع الفقه الاسلامي الدولي في جدة، هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983 حيث ترأس جامعة قرطبة الإسلامية، ويقيم في فيرجينيا. منقول اخوكم ابوخالد |