الطائفة اليزيدية
اليزيديين أو الإيزيديين (بالكردية: Êzidî) هم أتباع طائفة دينية في الشرق الأوسط ذات أصول قديمة.ويعيش أغلبهم قرب الموصل في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في سوريا ، تركيا ، إيران ، جورجيا وأرمينيا. ولم يحدد اصل واضح لليزيدين فهم يتكلمون بالاغلب الكردية والعربية والسريانية وازيائهم الرجالية عربية وازيائهم النسائية سريانية ومن الاراءان اصولهم اشورية بسبب وجود تماثيل ورموز في ديانتهم مشابها لما موجود بالديانة الاشورية القديمة وان اماكن سكناهم الحالية حول مكان عاصمة الاشوريين الاثرية نينوى. وكما تجد ان هناك الكثير من الامور المشتركه بينهم وبين السريان.
وهناك ادعاءات بارتباط أسمهم بيزيد بن معاوية من قبل بعض القوميين العرب الذين فاتهم أن تاريخ الأيزيدية سبق ولادة وموت يزيد الأموي بأكثر من ألف سنة . ويقدر تعدادهم بنصف مليون بالمجمل.
لليزيدين كتابان مقدسان هما:
* "كتاب الجلوة" للشيخ الصوفي عدي بن مسافر
* "مصحف رش" اي (الكتاب الاسود) وهو كتاب احدث .
وهم يقدسون مرقد الشيخ عدي بن مسافر البعلبكي وكذالك يقدسون متصوف عراقي اخر هو الحسن البصري ويعتقدون بالكواكب السبعة التي كان يقدسها قدماء العراقيين مع تغير اسماء الالهه الرافدينية إلى اسماء الملائكة المسيحية السريانيه.
في المعتقدات اليزيدية عناصر من المانوية، الزردشتية ،المسيحية ، اليهودية، الاسلام و الغنوصية ومعتقدات عراقية (رافدينية) سبقت الإسلام. قد يكون الدين مبنيا كذلك على المعتقدات القديمة للأكراد.
في حدود عام 1162 ، قام الشيخ عدي ابن مسافر بتغييرات جذرية على الديانة ، ولذلك يعتقد البعض ان الشكل السابق كان عمليا دينا يختلف عن الإعتقاد الحالي. كما ان للعشائر المختلفة تفسيرات مختلفة .
من مقدساتهم الطاووس أو ملك الطاووس الذي يعد على شكل طاووس مصنوع من البرونز أو الحديد. وهو حسب اعتقادهم يحكم الكون بمعية سبعة من الملائكة. وهذه الملائكة السبعة خاضعة للرب الأعلى.
اليزيديون ينكرون وجود الشر وجهنم، وإن انتهاك حرمة القوانين السماوية عندهم يكفر عنه بطريق التناسخ والذي يؤدي بالتدريج إلى صفاء الروح. ويدعون أن إبليس تاب عن تكبره أمام الله وقبل الله توبته وعاد إلى منزلته السابقة كرئيس للملائكة.
اثارت ملاحظة للنائب الكردي الايزيدي حيدر قاسم ششو في الجمعية الوطنية العراقية, يوم الاربعاء العاشر من اغسطس 2005، توجه بها إلى رئيس الوزراء ابراهيم الاشيقر (الجعفري)، طالباً منه مراعاة مشاعر الايزيديين بعدم التعوذ من الشيطان الرجيم في كلمته أمام الجمعية، انتباه بعض الأوساط ووكالات الأنباء، التي ذهب بعضها لتعريف الديانة الايزيدية (اليزيدية) باعتبارها ديانة تقول بعبادة الشيطان، وان الايزيديين هم عبدة الشيطان!
ومن المعروف عن اليزيدين أنهم يكرهون اللعن، ولا يحبذون جمع حرفي الشين والطاء، ويتجنبون ذكر الشيطان، ويحرمون البصاق على الأرض علناً, وإذا رسمت على الرمل حلقة حول يزيدي لا يستطيع كسرها.
لقد تعرض تاريخ اليزيدين الحديث للكثير من اللغط بسبب الصراعات السياسية ذات الطابع الاثني وبسبب غموض تاريخهم بحيث بدا يتحول الاسم الذي يطلقونه على انفسهم وهو اليزيدين إلى الايزيدين عن طريق (الباحثين الاكراد) ذوي التوجة القومي (وذلك لتقريب الفض من ازدان لاثبات الاصل الاري للطائفة). وشاركت للترويج للاسم الجديد وسائل الاعلام. كما حاول النظام السابق اسباغ الهوية العربية عليهم وكذالك يحاول القوميون الاشوريين ايضا بمحاولة لدمجهم بالتاريخ الاشوري وكانهم جزء من الاشوريين.
ولكن كل ذلك لا يمكن ان يغير من حقيقة تكوينهم الاثني المستقل وبنفس الوقت عراقة وجوده بالمنطقة. بحيث يستطيع الباحث ان يجد ملخص لتاريخ الاديان و الثقافات التي مرت بالمنطقة. وللعلم فأن الاكراد في الاصل كانوا يدينون بالأيزيدية ثم تحولوا بعد الفتوحات الاسلامية إلى الاسلام.
اليزيديون قوم يسكنون غالبا في شمال العراق ، في سنجار وعين سفني المسماة الشيخان ، وبعض المناطق الاخرى ، اليزيدية ، بقايا ديانة شرقية قديمة ، تحتفظ بعقائد وعادات من الحضارات القديمة في وادي الرافدين وكردستان وغيرها ، كعبادة الشمس والقمر ، ووضع إله للكثير من الظواهر الطبيعية ، كالرياح والعواصف والبرق ، واليل والنهار... وإله لكل نوع من أنواع الأمراض والعاهات. هذه الظاهرة ليست فريدة عند اليزيدية ، فقد يلاحظ ذلك عند شعوب ومجتماعات أخرى كاليونانيين القدماء مثلاً.
ويعتقد اليزيديون بتناسخ الأرواح ، وان لهم زعماء دينيين في كل القرون والعصور لروح خالدة وروح بشرية تمثلها على الأرض. هذه الفكرة الدالة على استمرارية قوة وجبروت الدين ، والأعمال الخارفة التي تقوم بها شخصية غيبية قد تظهر لتخليص الناس والمجتمع من المآسي والفساد وهي الفكرة التي تحاول تطهير الروح من السيئات ونهي الناس عن ارتكاب الخطايا ، وبخلاف ذلك تدخل روح الآثم في جسم حيوان لتتعذب إلى الأبد...
ويبدو على الأرجح أن كلمة يزيدي (ايزيدي) مقتبسة من كلمة يزت التي تعني الأرواح المجردة ، وأشهر من يمثل الروح المجردة لدى اليزيدية سبعة ( ملك شيخ سن ، ملك فخرالدين ، سجادين ، بابادين ، آمادين ، ناسردين ، شيخ شمس اي إله الشمس) وكل واحد منهم موكل بيوم من أيام الأسبوع. وينقسم هؤلاء "الأرواح المجردة) إلى قسمين: سماوي وأرضي. وطاوؤس ملك هو في اعلى طبقة السماويين ، كما أن (الشيخ آدي) في مقدمة الأرضيين ، والسبعة المذكورون من طبقة السماويين أيضاً ، وهناك من يمثلهم على الأرض. واليزيدية ديانة توحيدية تعترف بوجود الله ، وما الملائكة الأخرى إلا معاونون له لتمشية أمور الأرض والدنيا.
كما تنظر اليزيدية بعين التقديس للعناصر الأربعة (النار ـ التراب ـ الهواء ـ والماء). ولكل يوم من أيام الأسبوع (إله) ، ويوم ألأربعاء من الأيام المقدسة لديهم ، يحتفلون فيه كل عام حسب التقويم الشرقي الغريغوري بعيد رأس السنة الجديدة. ولليزيدية نظام طبقي ديني معقد جداً ، وان ذلك دليل كاف لاختلافه عن الدين الاسلامي. وهذا الموضوع بحاجة إلى دراسة خاصة ومعمقة. ويطغي على الديانة اليزيدية الكثير من تعاليم ومبادئ الديانة الزرادشتية. وثمة سؤال آخر: هل اليزيدية امتداد للزرادشتية واسم اخر لها ، ام ديانة اقدم منها وقائمة بذاتها؟
لقد عبد الاكراد النار والشمس قبل ما يقارب (4000) سنة ق.م. وقبل ظهور زرادشت ، وقد آمن الكرد أن أصلهم يرجع إلى النور والشعاع ، والقصة الدينية التي ترويها اليزيدية حول الكيفية التي خلق فيها الله طاوؤس ملك من النورمتداولة ومعرفة ، كما أنهم يطلقون لحد الآن لقب النوراني على أوليائهم امثال (شيخ عدي النوراني ـ شيخ شمس النوراني . . . الخ) وتشعل النار إلى أيامنا هذه في الأماكن المقدسة وبيوت رجال الدين اليزيدين ، أيام الأربعاء والجمعة والأعياد ، وبما أن الشمس والقمر والنجوم تبعث النور والشعاع فقد قدسوها ايضاً. ويمقت اليزيديون الظلام وكل ما يمت اليه بصلة ، ربما يكون هذا هو سبب كرههم اللون الأزرق وعدم لبسه.
__________________ Age of time Looking through the windows It's the age of time Travelling through the world Leaves no room for longing For a love like blood in me a love like blood that never dies |