مــاتَ الــشــبــاب .....
مــاتَ الــشــبــاب ....
ما عاد فينا أيّ ذرةِ كبرياء ....
ما بالُ هذا الكوكب الأرضيِّ تعلوهُ النّساء ....
مــات الــشــبــاب....
أين الإرادةُ والعزيمةُ والإباء....
قد كنا نحسبُ أنّ هذا الليل يقشعهُ الضياء....
لكنّ ليلَ الظُلمِ طال .... وجاء يقرنهُ الشقاء ....
إن كانَ داءُ الموتِ فينا .... فماذا يجدينا الدواء ....
مــات الــشــبــاب ....
أين الرجولةُ والشهامةُ والعطاء ....
ولِم السكونُ , ولمَ الركونُ , ولمَ الرياء ....؟!
ولمَ النفاقُ , ولم المِراء ....؟!
ولمَ تفرِّقنا الخصومةُ والدماء ....؟!
ولم نكسِّرُ كلَ أضواءِ المساء ....؟!
ولم نصفّقُ كلَ يومٍ للشقاء ....؟!
مــات الـــشــبــاب....
ماتَ الضميرُ.... وماتَ كلُ الأوفياء ....؟!
أينَ الأخوّةُ والوفاء ....؟!
أين السماحةُ والصفاء ....؟!
أين الخشوعُ ؟ وأين تقوى الأتقياء ....؟!
أين المهابةُ والضّراعَةُ والبكاء ....؟!
مــات الــشــبــاب....
قد كانَ صوتٌ يستغيثُ , ألا مُلبي للنداء....
قد كانَ يعلوهُ الرجاء....
قد كان يبحثُ عن رجالٍ , عن نقاء ....
ولا مُلبي للنداء ....
قد كنتُ أعلمُ أنّ للحقِ البقاء ....
لا زلت أعلمُ أنّ للحقِ البقاء ....
مــات الــشــبــاب....
قَتَلَ الشباب .... فريقُ ذُلٍ أشقياء ....
قد عمَّ هذا الكونُ صوتٌ كالعواء ....
خنقوا الحياةَ وكم أراقوا من دماء ....
وسيعلمُ المكر الذي صنعوهُ ربُّ الأبرياء ....
أنــتــم شـــبـــاب....
قوموا وهبوا للبناء ....
منْ يزرعُ الوردَ الجميلَ .... فسوف يدركه النّماء ....
فالصيفُ يعقبهُ الشتاء ....
أوْ كلما قلنا .... تنادوا للجهادِ وللإباء ....
قلتُم لنا : أنّ الهوانَ هو القضاء !!
لَّبوا وهبوا للبناء ....
فالصيفُ يعقبهُ الشتاء ....
فالصيفُ يعقبهُ الشتاء ....