الموضوع: مفتاح النجاح
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 01-25-2011, 05:51 PM
 
الركب، وقصة الزمن، وأعجوبة الدهر، فصاحة ونباهة وعلواً...
ومن أهل الهمم القوية والعزائم المرضية السلطان نور الدين محمود زنكي، الإمام العادل الخاشع العابد، الزاهد المجاهد الصوام القوام، الذاكر الشاكر الصابر الفريد، صاحب الرأي السديد والنهج الرشيد، عدل في الرعية وحكم بالسوية، وهجر الدنيا والدنية، ورزقه الله الشهادة بعد عمر حافل بالصالحات والخيرات...
ومنهم صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس وهازم الصليب، وناصر الملة، ومقيم العدل، مع تقوى وديانة وخشية وأمانة، رفعه الله بالإخلاص ونصره بالصدق، وفتح عليه في الجهاد دوخ الأعداء ونشر الملة السمحاء، وجد في طلب العليا بهمة علياء...
ومثلهم مضى القادة الفاتحين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بجمعهم الهمة والصبر، مع صدق العزيمة وقوة الإرادة وسمو القدر...
ومنهم مجدد الإسلام في هذا الزمان الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي جدد الله به دينه، ونصر به شرعه، وأعلى به كلمته وهو الذي دعا إلى التوحيد، وهدم الأوثان، وأزال الشركيات، وصحح المعتقد، وجاهد في الله حق جهاده بعزم أمضى من السيف، وهمة أقوى من الدهر، وصبر عظيم وإخلاص وتضحية، حتى رفع الله محله، وأعلى قدره، ورفع ذكره، وكبت أعدائه، فاستحق كلمة الثناء، ومنزلة الإمامة، ورتبة الربانية...
وممن عاصرنا ورأينا وجالسنا وعرفنا سماحة الإمام العالم العامل الشيخ عبد العزيز بن باز جامع الميمات الثلاثة، ميم العلم وميم الحلم وميم الكرم ، وكان إماماً في السنة على هدي السلف، محدثاً فقيهاً عالماً مربياً رفيقاً بالناس رحيماً متواضعاً صبوراً يقوم بأعمال يعجز عنها نفر من الرجال .. فكان يعلم ويفتي ويراجع الكتب ويرسل الرسائل للأفاق، ويشفع ويضيف وينصح، ويعظ ويحاضر ويحضر المؤتمرات، مع زهد وخلق وسماحة، وذكر وتهجد وصدقات، وإصلاح بين الناس وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصبر على أذى وشفقة على المساكين، ورحمة بالفقراء وحب لطلبة العلم...
ولا ننس الإمام الفقيه العلامة الزهد محمد بن عثيمين كان فقيهاً ذكياً ألمعياً عالماً، علم وأفتى ودرس بصبر وحكمة ورفق، وأتقن عدة فنون شرعية، وواصل التعليم والإفتاء حتى طبق اسمه الآفاق، مع صدوف عن المناصب وزهد في المراتب، وإعراض عن الدنيا، وترك طلاباً نجباء وكتباً هي غرة عيون العلماء، صحة في المعتقد، وقوة في الحجة، وجمالاً في الأسلوب...
وكذلك محدث العصر وعلامة السنة في زمانه، الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، صاحب المصنفات المشهورة، والرسائل النافعة، قضى عمره كله ليله ونهاره في خدمة السنة، تصحيحاً وتضعيفاً وجرحاًَ وتعديلاً، وكان على هدى السلف مع اهتمام بشؤون المسلمين وقضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها...
ومحمد الأمين الشنقيطي، الإمام الحافظ الأصولي المفسر النظار اللغوي، حافظ وقته، وكان يلقي الدرس ارتجالاً فيأتي بالعجب العجاب، لجودة ذهنه وصفاء خاطره، وقوة حفظه، حتى انبهر منه العلماء وصار مضرب المثل للأذكياء...