لست امي آيات فتاة صغيرة لم يتعدى عمرها السادسة وكان لها اربعة اخوة وهي الفتاة الوحيدة وكانت اصغرهم , وكانت تعيش مع عائلتها في بيت كبير في امريكا وهي من اصل لبناني ,وفي يوم من الايام كانت هناك حفلة صغيرة في بيتهم فجاء الحضور وقاموا بالاحتفال في منتهى الهدوء وكان الاطفال في غرفهم ولم يشعروا باي ضجة لان الحفلة لم تكن الا عبارة عن عشاء عمل , وعند الساعة الثانية عشر وعندما انصرف الجميع , سمع الاطفال صوت صراخ وكان ذلك صوت امهم وهي تبكي فهرع الاطفال الى مكان الصوت فوجدوا اباهم وتلك لم تكن المرة الاولى التي يضربها بها ولكن المرة كانت الاعنف ولم يستجب الاب لصراخ اطفاله ,وقد كان سبب ضربه لزوجته مشاهدة احد المدعووين وهو يكلم زوجته وملاحقته اياها من مكان الى آخر ,حيث كان شديد الغيرة عليها بسبب جمالها الفاتن للنظر , حيث يبهر اي شخص بجمالها حين يراها اول مرة ,وكان جمالها سبباً لعذابها , وعندما ارتمت الام من كثرة الضرب ,انصرف الاب الى غرفته فهجم الاطفال على امهم واخذوا يبكون , وعندها فتحت الام عينيها وقالت:لا تبكوا فانا بخير , ولكن اريد ان اقول لكم اني احبكم كثيرا ومهما بدر مني فاني ساظل احبكم. تلك الكلمات لم يفهمها احد من الاطفال حينها. بعد ذلك اخذت الام تتوكا على اطفالها والسير حتى وصلت الى احد الكنب فاستلقت عليها وطلبت من اطفالها الذهاب لغرفهم ,لكن الفتاة الصغيرة رفضت , فضمت الام طفلتها ونامت من شدة التعب والدموع على خديها. وفي الصباح وبعدما انطلق الاب الى عمله حيث كان يهم بالسفر الى دبي لاجراء بعض الصفقات قامت الام بسرعة واتصلت بميري وهي اعز صديقاتها وطلبت منها المجيء,وهرعت الام بسرعة الى غرفتها وحضرت حقيبتها , وبعد نصف ساعة حضرت ميري وهي مذعورة حيث لم تعجبها تلك النبرة في صوت صديقتها, وعنما شاهدت صديقتها سالتها عما جرى , فقالت لها الام: لا وقت للشرح الآن ساخبرك التفاصيل فيما بعد ,والان تكلمي مع مايكل وقولي على لساني انه قد حان الوقت ولا تساليني عن شيءٍ الآن.وبالفعل قامت ميري ذلك وفي تلك الاثناء ذهبت الام الى غرف اطفالها وقامت بتقبيلهم ومن ثم ذهبت الى طفلتها الصغيرة وقبلتها وهي تبكي وكانت هي الوحيدة المستيقظة فسالتها: الى اين تذهبين ماما. فقالت الام وهي تبكي: لن اطيل الغياب حبيبتي ساذهب واشتري لك لعبة وآتي فانتظريني, ولكن اريدك ان تعديني انه اذا سالك احد عن شيء فقولي انك كنت نائمة ولم تري شيء.
فقالت الصغيرة: حاضر ماما.وانطلقت الام مسرعة الى الخارج ولم تتفوه باي كلمة. وانطلقت ميري وراءها. وبعد عشرة ساعات اتصل الاب وسال عن زوجته فاخبرته الخادمة انها ليست في البيت وانها لم تكن موجودة حين خرجت, فاقفل الاب السماعة دون اي تعليق. وبدا الاب بالاتصال كل ساعة ولكن دون فائدة . وفي اليوم الثاني عاد الاب حيث الغى جميع المواعيد لانه قلق كثيراًلان زوجته لم تعد للبيت منذ البارحة. وعندما عاد قام بالاتصال في كل الاماكن وفي المستشفيات ودوائر الشرطة دون جدوى. وعندها بدا الشك يسيطر على الاب بان تكون زوجته قد هربت, فلماذا امرت الخادمة ان تذهب للسوق في مثل هذا الوقت من الصباح الباكر , وحينها لم يكن امامه الا ان يطلب من احد المفتشين المختصين بالبحث عن زوجته وحتى تلك الفكرة لم تنفع , ولم يياس الزوج واستمر بالبحث عنها ولكن دون فائدة. وبعدها اتصل الزوج باخوان زوجته المقيمين في امريكا واخبرهم بضرورة الاجتماع في بيته. وبالفعل اجتمع الاخوة في بيت اختهم التي لم تكن حاضرة في ذلك اليوم وجلسوا جميعاً في غرفة الضيوف وبعدما خيم السكون على تلك الغرفة وعلامات التساؤل على وجوه الجميع . قام الزوج باخبارهم : انا وبعد تفكير عميق ادركت بان زوجتي قد هربت حيث ان مشكلة صغيرة قامت بيننا ولم اكن اتصور بان تلك المشكلة الصغيرة التي قد تحدث بين اي زوجين قد تحملها على الهرب والآن وانا اشعر بالندم اريد من اي شخص فيكم ان كان يعرف مكانها ان يخبرها بذلك . وكان الزوج يوجه الكلام لعامر حيث كان الاقرب اليها وكان يشع غضبا لانه كان يعلم بان كلام زوج اخته غير صحيح ولكنه تمالك نفسه . وقال لا اظن ان احدا منا سيعلم مكانها ويخفيه عنك. فقال الزوج:ارجو ذلك.فقام اسماعيل عن كرسيه وقال :اريد ان اطلب منك طلبا.فقال الزوج:تفضل.فقال اسماعيل:اريد ان آخذ آيات معي لحين عودة امها ,فانت تعلم كم خالتها مريم متعلقة بها وهي الآن تحتاج لمن يرعاها.وقد كان اسماعيل عقيما وكانت زوجته تتمنى ان ترزق بطفلة وكانت تحب آيات كثيراً.فقال الزوج والغضب يخرج من عينيه لان الوقت ليس مناسبا لمثل هذا الكلام :لا نريد ان نفصل الخوة عن بعضهم.فقال اسماعيل :ومن قال هذا. فقاطع الخال الاكبر معتصم الحديث وقال :ان الفتاة ضعيفة جدا وتحتاج لمن يرعاها في هذه الفترة ,ولا يوجد افضل من مريم للقيام بذلك.واما الاولاد فسوف يرون اختهم كل شهر مرة حالياً لبعد المسافة بينهم وسوف سوف تقوم زوجتي بالاعتناء بهم في حال كنت مسافرا,وقد كان الزوج يحترم معتصم كثيراً حيث انه صديق طفولته ولم يرغب بمعارضته.وبالفعل طلب الزوج من الخادمة ان توضب الحقيبة لابنته الصغيرة وبعدما تناول الجموع الغداء هموا بالرحيل فحمل الاب ابنته وقبلها ونادى اخوتها وقال لهم ان اختهم سوف تذهب مع خالهم لحين عودة امهم.فقال الاخ الاكبر ايهم وكان على يقين من عدم عودة امه:وان لم تعد. وقال نضال وهو الثاني في ترتيب اخوته وكان اكثرهم تعلقا باخته الصغيرة :استحرمونا من اختنا كما حرمنا من امنا. فقال لهم خالهم اسماعيل: من قال ذلك اولا امكم ستعود ان شاء الله واختكم ضعيفة تحتاج الى عناية خاصة واعدكم انكم سترونها ولن اجعلكم تشتاقون لها.فودع الاولاد اختهم الصغيرة واطلق الخال في سيارته ومعه آيات البيته. للامانة قصة منقولة
__________________ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17) |