الموضوع: صاحب المعاهدة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-26-2011, 01:27 AM
 
Smile صاحب المعاهدة


لم يؤمن في يوم من الايام ان حياته سوف تسطر في دفتر ...
كان على علم ان الحياة بتفصيلاتها و تناقضاتها لا يمكن ان تطوى بين غلافي دفتر
لذلك اطلق كل ذلك في الفضاء الرحب الواسع ... لعله قادر على استيعابها
الوفاء .. الحب ... العطاء .. ثوابت اطلقت ... واثناء ذلك خـُـطت معاهدة من شروطها
ان لا ينتظر مقابلها شيء من البشر ... و لكن احتسابها عند رب البشر
فعاش صاحب المعاهدة شمسا بين البشر ... لــِ يعمي عيون الغدر و الكذب و الخيانة

و ظــفر صاحب المعاهدة بقلب شفاف .. احترم من الناس من يستحق الاحترام ..

صمت صاحب المعاهدة في مواقف ... تبين لاحقا ان الصمت فعلا فيها كان السلاح الامثل
و الذي لم و لن يندم اطلاقا على استخدامه ... بعكس الاسلحة الاخرى

صاحب المعاهدة يهوى مصارعة امواج بحر الحياة بكل ما اوتي من قوة .. حتى لو رمته
مئات المرات الى الشاطىء .. يعود من جديد لينير اعماق ذلك البحر ..

صاحب المعاهدة لا يغادر ابدا الى مغامرته الا و في جيبه بوصلة ... بوصلة ترسم له طريقا
نحو اهدافه ... فالسير دون هدف كالسير مغمض العينين

صاحب المعاهدة لم تكن ايامه كلها مشرقة ... فقد عاش مثله مثل غيره .. ايام مظلمة .. باردة
و لكنه كان واثق ان الايام المظلمة طريق لابد منه للوصول الى الهدف ...
كان يرفع شعار " لا طعم للحياة دون مصاعب .... "
فكان اذا اغلقت السبل .. و أطفئت الشموع .. و حل الظلام ... قام بكل ما عنده من قوة
ليتحسس من حوله بحثا عن مخرج ... اصراره .. و اندفاعه .. اشعل نورا في داخل قلبه اقوى من نور مئة شمس أنساه الظلام الذي حوله .. و بعدها يصل الى بوابة الكهف العميق
ليعود النور من جديد .. ذلك النور الذي لم يفارقه اصلا ...

هكذا يتم تحدي الحياة ...
الدموع ... لا أنكر اطلاقا انها تعطينا راحة النفس ... و لكن كل شيء اذا زاد عن حده
اصبح ضارا ... إتباع كل دمعة بمسحة للوجنة ثم الوقوف و المحاولة من جديد هو الجوهر

الله سبحانه و تعالى جـهـّـزنا و اعطانا القدرة لمواجهة الحياة .. لا للجلوس و التحسر
و الانشغال بالحزن ...
فــ ثق تماما ان لديك ما يلزم للمواجهة .. و لكن عليك النهوض اولا
فالخوف من المواجهة اشد من الخوف نفسه
رد مع اقتباس