باريس-كوبنهاغن-اف ب نشرت صحيفة "فرانس سوار" الباريسية في عددها الاربعاء 1-2-2006 مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرت في 30 سبتمبر/ايلول في صحيفة دنماركية واثارت استياء كبيرا في العالم الاسلامي الذي اعتبر انها مسيئة للنبي محمد.
واوضحت الصحيفة الفرنسية انها اختارت نشر هذه الرسوم التي تثير جدلا متصاعدا منذ ظهورها في الدنمارك "ليس لهدف الاستفزاز المجاني بل لانها تشكل موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديموقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
وقالت الصحيفة ان "هذه الرسوم الـ 12 قد تبدو بدون قيمة ولا تنم عن ذوق رفيع ومهينة ووقحة" لكن نشرها الذي "كان يهدف بالتحديد الى اختبار حدود حرية التعبير في الدنمارك اثار موجة من الاستياء والغضب في العالم الاسلامي".
واوضحت الصحيفة في افتتاحيتها انه "لا يوجد في الرسوم موضوع الاتهام اي نية عنصرية او رغبة في تحقير اي مجموعة. بعضها طريف وبعضها ليس كذلك وهذا كل ما في الامر. ولهذا السبب اخترنا نشرها".
ودانت "فرانس سوار" في الوقت نفسه عدم التسامح من قبل "الاخوان المسلمين وسوريا والجهاد الاسلامي ووزراء داخلية الدول العربية و(منظمة) المؤتمر الاسلامي"الذين يدعون"مواطني المجتمعات الديموقراطية والعلمانية الى ادانة 12 رسما كاريكاتوريا اعتبرت مهينة للاسلام".
واضافت "لن نعتذر ابدا لاننا احرار في التحدث والتفكير والاعتقاد (...) وبما ان هؤلاء الذين يقدمون انفسهم على انهم اساتذة في الايمان ويجعلون القضية مسألة مبدأ, علينا ان نكون حازمين".
واكدت "يحق لنا رسم صور كاريكاتورية لمحمد ويسوع المسيح وبوذا ويهودا وكل اشكال الالوهية. هذا يسمى حرية تعبير في بلد علماني".
الدنمارك تتخوف من فتوى من صدور ضد جنودها بالعراق
من جهته، اعرب وزير الدفاع الدنماركي سورين غاد الثلاثاء عن تخوفه من فتوى قد تكون صدرت ضد الجنود الدنماركيين المنتشرين في العراق. وقال الوزير "ان وزارة الدفاع تعتبر الخطر فعليا لان مصدرها موثوق, الا انها لم تتاكد بعد" من المعلومة.
واضاف الوزير الدنماركي "ان الفتوى قد تكون عبارة عن دعوة الى المقاطعة كما قد تكون تهديدا ... الا ان كتيبتنا قررت التعاطي مع هذه المسالة بجدية". ونقلت الوكالة الدنماركية معلومات من العراق تفيد بان تظاهرات تحضر احتجاجا على موقف الدنمارك في منطقة انتشار الكتيبة الدنماركية.
وتنشر الدنمارك 530 جنديا في العراق بينهم 500 في البصرة يأتمرون بقيادة بريطانية. وكانت مجموعة مسلحة مجهولة قدمت نفسها باسم "جيش المجاهدين" في العراق طلبت في الثلاثين من كانون الثاني/يناير في بيان نشر على الانترنت, من جميع ناشطيها "استهداف ما يمكن استهدافه" من مصالح للدنمارك والنروج ردا على الرسوم الكاريكاتورية.