شهداء الـبُـرُلُّـس
كانت في سنة 54هـ معركة البرلس بين العرب و الروم التي حدثت بمنطقة البرلس بمحافظة كفر الشيخ بمصر ، فاستشهد بها 12صحابي فقط من العرب ، و كان أكثر قتلى المعركة جنود الروم
و جاء بمعجم البلدان لياقوت الحموي : ذكر أبو بكر الهروي صاحب المدرسة والقبر بظاهر حلب : أن بالبرلس اثني عشر رجلا من الصحابة لا يعرف اسم أسماؤهم . قلت : و إن بحثنا بكتب التاريخ و التراجم فسنجد ان ليس كلهم مجهولين ، بل إن البعض منهم تُعرَف أسماؤهم ، و هُم :
غانم بن عياض الأشعري
و هو حفيد الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه"معلومة سمعتها غير مؤكدة" ، و ضريح الأمير غانم معروف بقرية برج البرلس إلى الآن يُزار
عائذ بن ثعلبة بن وبرة البلوي
صحابي من أصحاب بيعة الرضوان ممن بايع تحت الشجرة . و شهد فتح مصر سنة20هـ و اختط بها و سكنها إلى أن أستشهد بها سنة53هـ على أيدي الروم بمعركة البرلس
راجع الإصابة(ترجمة4445) _ أسد الغابة ج3 _ در السحابة(ترجمة143)
أبي رقية اللخمي
ذكره ابن عبد الحكم بفتوح مصر فيمن أستشهد بالبرلس
و بحثت في الكثير من التراجم فلم اجد له ذكر ، لكني وجدت صحابي شهد فتح مصر و اسمه ثعلبة بن أبي رقية اللخمي فلعله ابنه و شهد مع ابيه فتح مصر و الله أعلم
و تجب الإشارة إلى أن هناك فرق بين أبي رقية اللخمي هذا دفين البرلس ، و بين أبي رقية اللخمي المشهور بتميم الداري دفين فلسطين
ثم إن تميم الداري لم تكن له إلا بنت تسمى رقية و ليس له ذرية سواها ، و هذا ما أكّد ايضا الفرق بين أبي رقية شهيد البرلس و بين أبي رقية دفين فلسطين
وردان مولى عمرو بن العاص
تابعي من الطبقة الثانية . كان روميّاً مُسلما ، و شهد فتح مصر و اختط بالفسطاط دارا له ، و كان صاحب راية عمرو بن العاص بفتح مصر و خادمه و مولاه ، و عاش إلى أن أستشهد بالبرلس سنة54هـ و دفن بها
ذكره ابن سعد بكتاب الطبقات الكبرى في الطبقة الثانية من تابعي أهل مصر ، فقال : ((وردان مولى عمرو بن العاص ويكنى أبا عبيد الله وقد روي عنه أيضا وبه سميت السوق التي بمصر سوق وردان))
و قصة خربة وردان مشهورة . قال ابن عبد الحكم في فتوح مصر : ((ذكر خراب خربة وردان . قال : وكان عمرو حين توجه إلى الاسكندرية خرّب القرية التي تعرف اليوم بخربة وردان ، قال عبد الرحمن : واختلف علينا في السبب الذي خربت له ، فحدثنا سعيد بن عفير : أن عَمرا لما توجه الى نقيوس لقتال الروم ، عَدِل وردان لقضاء حاجته عند الصبح قريبا من خربة وردان فاختطفه أهل الخربة فغيبوه ففقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره فوجدوه في بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها . حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، قال : كان أهل الخربة رهبانا كلهم فغدروا بقوم من ساقة عمرو فقتلوهم بعد أن بلغ عمرو الكريون فأقام عمرو ووجه إليهم وردان فقتلهم وخربها فهي خراب إلى اليوم . حدثنا أبي عبد الله بن عبد الحكم ، قال : كان أهل الخربة أهل توثب وخبث فأرسل عمرو بن العاص إلى أرضهم فأخذ له منها جراب فيه تراب من ترابها ثم دعاهم فكلمهم فلم يجيبوه إلى شيء فأمر بإخراجهم ثم أمر بالتراب ففرش تحت مصلاه ثم قعد عليه ثم دعاهم فكلمهم فأجابوه إلى ما أحب ثم أمر بالتراب فرفع ثم دعاهم فلم يجيبوه إلى شيء حتى فعل ذلك مرارا فلما رأى عمرو ذلك قال : هذه بلدة لا تصلح إلا أن توطأ فأمر بإخرابها ، والله أعلم)) .و قرية أو خربة وردان هذه الظاهر أنها قرب الإسكندرية
و أما عن الخطة التي اختطها وردان بالفسطاط ، فقد قال ابن عبد الحكم في فتوح مصر : ((من اختط حول المسجد الجامع مع عمرو ...فذكر منهم : فاختط وردان مولى عمرو القصر الذي يعرف بقصر عمر بن مروان وإنما نسب إلى عمر بن مروان أن "أنتناس" صاحب الجند وخراج مسلمة سأل معاوية أن يجعل له منزلا قرب الديوان فكتب معاوية إلى مسلمة بن مخلد يأمره أن يشتري له منزل وردان ويخط لوردان حيث شاء ففعل فأخذ "أنتناس" المنزل وبعث مسلمة مع وردان السمط مولى مسلمة وأمره أن يقطعه غلوة نشابه فخرج معه حتى وقفا على موضع مناخ الإبل وكان ذلك فناء يتوسع فيه المسلمون فيما بينهم وبين البحر فقال السمط لوردان لنعلمن اليوم فضل غلام فارس على الروم وكان السمط فارسيا ووردان روميا فمغط السمط في قوسه ونزع له بنشابه فاختطها وردان فلما مات أنتناس أقطعت عمر بن مروان ويكنى وردان بأبي عبيد ويقال أن قصر عمر بن مروان من خطة الأزد فابتاع ذلك عبد العزيز بن مروان فوهبه لأخيه عمربن مروان وذلك أن ذلك الزقاق من قصر عمر بن مروان إلى الأصطبل والإصطبل من خطة الأزد))
قلت : كما يوجد حاليا قرية تسمى على أسمه و هي قرية وردان التابعة لمحافظة 6أكتوبر و كانت في السابق تابعة لمحافظة الجيزة