مُحَمَّد بن أبي بَكرٍ الصِدّيق ، أبي القاسم القُرَشي التيمي
ولادته و نشأته و كنيته : هو محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي وُلِدَ في الخامس من شهر ذي القعدة سنة 10هـ _ و مات في صفر ببداية سنة 38هـ وأمه هي السيدة أم معبد بنت الحارث المعروفة بالسيدة أسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها ، و قد تزوجها سيدنا أبو بكر بعد مقتل زوجها الاول "جعفر بن أبي طالب" ... فأنجبت منه : محمد ابن ابي بكر ، و كان ذلك في وقت الاحرام في حجة الوداع سنة 10هـ ، عندما خرجت امه حاجة فوضعته في طريق المدينة إلى مكة عند الشجرة بالبيداء "موضع بين مكة و المدينة قُرب ذي الحليفة" . انظر " مسند الشافعي " 2 / 4، و " صحيح مسلم " (1218) في الحج: باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتى أبو بكر رسول الله في ذلك ، فقال النبي لأبي بكر : أمرها بالاغتسال والإهلال وأن لا تطوف بالبيت حتى تطهر . فأمرها أبي بكر بذلك ففعلت قال ابن الأثير في أسد الغابة : ((أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربان بن شبة النحوي بإسناده : عن يحيى بن يحيى : عن مالك : عن عبد الرحمن بن القاسم : عن أبيه : عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء ، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله فقال : مُرها فلتغتسل ولتهلل)) . و البيداء كما قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرف أمام ذي الحليفة و قال البخاري في التاريخ الكبير برقم(369) : ((وقال لنا بن سلام أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة : أن أسماء نفست بالشجرة . وقال لنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن يحيى بن سعيد سمعت القاسم يحدث عن أبيه عن أبي بكر الصديق قال خرج حاجا مع النبي صلى الله عليه وسلم فولدت أسماء بالشجرة محمد بن أبي بكر)) و قد انجبت السيدة اسماء بنت عميس سابقا من جعفر قبل استشهاده ثلاث ابناء : عبد الله و محمد و عون
و لما احتضر سيدنا ابو بكر الصديق وقت وفاته ..أوصاها ان تغسله فغسلته ، و كان ذلك سنة13هـ
ثم لما توفى سيدنا ابو بكر تزوجها بعده سيدنا علي بن ابي طالب فأنجبت له : يحيى و عون
قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((وهو - اي محمد بن ابي بكر - أخو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأمه وأخو يحيى بن علي بن أبي طالب لأمه)) فلما كان الإمام علي زوجها ، تربى محمد و نشأ في حجره و هو صغير فهو بذلك ربيبه و كان ذلك بالمدينة المنورة ، فقد ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل : ونشأ محمد في حجر علي لأنه كان تزوج أمه
و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه : ((فتزوجها الإمام علي أمير المؤمنين عليه السّلام، فأصبحمحمد ربيبه وخريجه، وجارياً عنده مجرى أولاده .. إلى أن قال : فلم يكن يعرف أباً له غير علي عليه السّلام، ولا يعتقد لأحدفضيلة غيره، حتّى قال علي عليه السّلام: « محمد ابني من صلب أبي بكر »، وكان يكنّىأبا القاسم، وكان من عُبّاد المسلمين ونسّاكهم، وكان يثنى عليه لفضله وعبادتهواجتهاده)) و ذكر ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب في معرفة الأصحاب _ ج3 _
366،1367 : ((وذكر أبو حاتم الحنظلى الرازى حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثى قال كان محمد بن ابى بكر قد سمى ابنه القاسم فكان يكنى بأبى القاسم وإن عائشة كانت تكنيه بها وذلك فى زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأسا)) و جاء بكتاب الإستيعاب لأبن عبد البر _ ج3 _
371 : ((وقال أبو راشد بن حفص الزهرى : أدركت أربعة من أبناء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم كلهم يسمى محمدا ويكنى أبا القاسم : محمد بن على و محمد بن أبي بكر و محمد بن طلحة و محمد بن سعد بن أبي وقاص)) قلت : ((وُلِد محمد لأبي بكر فتربى قليلا في حجره و مات ابي بكر ، فتربى و نشأ و تعلم و تفقه باقي عمره في حجر ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب أقضى الصحابة ، و قد خلّف محمد ابن ابي بكر طفل صار اسمه يلمع في سماء المدينة (القاسم بن محمد) و كان من اكابر علماء المدينة المنورة لكنه تربى ايضا في حجر ابيه محمد قليلا و بعد ذلك كفلته السيدة عائشة ... و هذه سلسلة أشراف علماء وارثين عن بعض .... أبي بكر و علي بن ابي طالب أخذوا عن النبي ص ... و محمد بن ابي بكر تعلم من علي و أبيه أبي بكر ... و القاسم بن محمد تعلم من عائشة و أبيه محمد بن ابي بكر ... فتربية أبي بكر و علي لمحمد دلت على عظم شأنه ، و عظم منزلة ابن محمد (القاسم) دلت على حسن اخلاق و تربية محمد لأبنه مما دل على اخلاقه و عبادته نفسه و كذلك السيدة عائشة ربت ابنه القاسم بعد وفاة ابيه . هذا غير أن أبيه الذي ورث الصفات الأبوية عنه هو أفضل الخلائق بعد الأنبياء (أبو بكر الصديق) ... و أخوانه جميعا صحابة : عبد الله و عبد الرحمن و ام كلثوم و اسماء و عائشة زوج النبي ... و الذي رباه على بن أبي طالب و امه الصحابية اسماء بنت عميس .... و بعد كل هذا الجو الإيماني العلمي الذي تربى في وسطه محمد بن ابي بكر فلا شك انه سيكون خير خلف لخير سلف . و قد صدق مَن قال : و من الطاف الله على محمد بن ابي بكر ان جعل ذريته موصولة الرحم بذرية رسول الله صل الله عليه و آله)) زواجه : قلت : و اما عن من يقول بأن محمد بن أبي بكر تزوج من عاتكة بنت زيد النوفلية و قدمت معه مصر حتى ماتت بها و قبرها الظاهر بحي الخليفة بالقاهرة . أقول : هذا خطأ لأن الذي تزوج عاتكة هو اخوه عبد الله لكن اختُلِط فيه فلذلك قيل انه محمد أخوه ، وإلى زائد ان محمد تزوج شهربانويه الفارسية كما سيأتي و ليس عاتكة ، و ثالث شئ ضريح عاتكة الذي بحي الخليفة هو مبني على رؤية و لا يثبت بدليل و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه : ((ثم جاء فتح فارس في معركة القادسيّة، فأُسِر ليزدجرد أربع بنات، كانت إحداهن من نصيب الإمام الحسين ، فأنجبت له الإمام علي زين العابدين ، وهي (شاهزنان) ، والثانية (شهربانويه) ، تزوجها محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم ، وتوفيت شاهزنان أم الإمام علي زين العابدين فقامت بتربيته خالته شهربانويه زوجة محمد بن أبي بكر ، فأنزلها الإمام علي زين العابدين بمنزلة امه فعلى هذا يكون القاسم بن محمد والإمام علي زين العابدين أبناء خالة . وكان للقاسم ابنة اسمها أم فروة تزوجها سيدنا الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين ، فولدت له الإمام جعفر الصادق رحمه الله ، فيكون محمد بن أبي بكر جد الإمام جعفر الصادق لأمه، مع العلم أن أمّها هي ابنة عبد الرحمن بن ابي بكر شقيق محمد . و من الطاف الله على محمد بن ابي بكر ان جعل ذريته موصولة الرحم بذرية رسول الله صل الله عليه و آله)) * قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((وكان له فضل وعبادة وكان علي يثني عليه)) و كان لمحمد بن ابي بكر مولى أسمه زمام هل محمد بن أبي بكر صحابي أم تابعي ؟ و ما هي مروياته ؟
و اختلفوا في محمد بن أبي بكر ، فقيل أنه صحابي و قيل أنه تابعي ، و الذين قالوا بصحبته اعتمدوا فقط على الحديث الذي رواه مرسلا عن النبي صل الله عليه و سلم ليس إلا ، فظنوا ان محمد سمعه من النبي مباشرة و الأصح انه رواه بصفة الإرسال أو الإخبار فقط و هذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمته من طريق عبد العزيز بن رفيع عن محمد بن أبي بكر قال : أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنين أن ينادوا : صلوا في رحالكم . ثم قال : لا أحسبه محمد بن الصديق . قلت : بل هو محمد بن أبي بكر الصدّيق لكن رواه بطريقة الإرسال ، و إنما البغوي استنكر ان يكون محمد هذا هو ابن ابي بكر لأنه تابعي ، و ظاهر الرواية كما رآها البغوي ان محمد هذا الذي يرويها صحابي لأنه قالها بصفة مباشرة عن النبي : كذا كذا ، فلذلك اعتقد البغوي ان محمد الذي يروي الحديث صحابي لكنه اخر غير محمد بن ابي بكر التابعي و هذا خطأ ، و إن أردنا الجمع بين الرواية و بين ان محمد بن ابي بكر تابعي و هو قائلها فيكون الحل هنا هو ان محمد رواه بالإرسال ، إلى زائد أنه لا يوجد صحابي بأسم محمد بن أبي بكر غير ابن ابي بكر الصديق مطلقا ، و محمد بن ابي بكر الصدّيق تابعي و ليس صحابي
فهذا الحديث مرفوع الى النبي صل الله عليه و سلم "لأن محمد بن ابي بكر تابعي" فقد رواها عن النبي و كأنها بصيغة الرؤية و الحضور ... و الأصح انه لم يحضر النبي و لا سمع منه و لكن الحديث رواه محمد بن ابي بكر عن رجل من الصحابة لم يذكر اسمه .. اي انه ذكر الحديث بصيغة المعرفة مركزا على المتن و لم يذكر السند ... و حتى و لو لم يذكر من حدثه فالحديث صحيح بناءا على عدالة و ثقة محمد بن ابي بكر لأنه صدوق ، و قد استأمنه الإمام على اكثر من مرة و كان يحبه و يثني عليه ، غير أنه تربية الإمام علي
و محمد تابعي على الأصح لأنه لم يسمع من النبي فقد وُلِد في حجة الوداع سنة10هـ ، و النبي مات سنة11هـ ، اي ان النبي مات و سِنّ محمد أقل من سنة واحدة . و قد ذكره ابن حجر بالإصابة فيمن له رؤية بالنبي صل الله عليه و سلم برقم(8300) . و قد ادرك محمد 3سنين من حياة ابيه ابي بكر
قال ابن حجر في الإصابة : ((و روى محمد بن أبي بكر عن أبيه مرسلا ، وعن أمه وغيرها قليلا ، و روى عنه ابنه القاسم بن محمد ، وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر))
كما اورد ابن حبان محمد بن أبي بكر في كتاب الثقات برقم 1213 ، فقال : ((محمد بن أبى بكر الصديق ولد بالشجرة وهى البيداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أسماء بنت عميس الخثعمية وذلك في حجة الوداع فولى على محمد بن أبى بكر مصر وصار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم محمد بن أبى بكر فدخل خربة فيها حمار ميت فدخل جوفه فأحرق في جوف الحمار وقد قيل إنه قتل بالمعركة قتله معاوية بن خديج والأول أصح وقد قيل إنه قتله عمرو بن العاص بعد أن أسره ويقال إن كنيته أبو القاسم))
و في سنة 34هـ شهد محمد معركة ذات الصواري
و تولى إمرة مصر في خلافة عثمان ، ثم عُزِل و تولاها مرة اخرى بخلافة علي كما سيأتي . قال الذهبي : ((وكان قد ولاه عثمان إمرة مصر كما هو مبين في سيرة عثمان))
جاء بتحفة الأحباب : ((و بظاهر مصر قبر أبي القاسم محمد بن الامام ابي بكر الصديق بن ابي قحافة مات مقتولا بامر معاوية بن حديج لاربع عشرة خلت من صفر سنة ثمان و ثلاثين و كان مولده سنة حجة الوداع و قيل انه احرق بالنار في جيفة حمار و دفن في ذلك الموضع فلما كان بعد سنة اتى زمام مولى محمد بن أبي بكر الى الموضع فحفر عليه فلم يجد سوى الرأس فأخذه و مضى به إلى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه و بنى عليه المسجد و يُقال إن الرأس في القبلة و به سمي مسجد زمام . و قيل لما شق بعض اساس الدار التي كانت لمحمد بن ابي بكر وجد رمة راس قد ذهب فكه الاسفل فشاع في الناس انه راس محمد بن أبي بكر رضي الله تعالى عنهما و تبادر الناس و نزلوا الجدار و موضعه قبلة المسجد القديم و أمر بحفر محراب مسجد زمام و طلب الرأس منه فلم يوجد و حفرت أيضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد فلم يجدوا شيئا و مكان هذا الرأس معروف مشهور بين كيمان مصر . و لما كان في اوائل دولة السلطان الملك الأشرف برسباي جدد هذا المكان المقر التاجي تاج الدين الشوبكي الشامي والي القاهرة المعروف بالتاج ، و عمل فيه الأوقات و السماعات و هو مكان مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر ، و قد اختلف في كونه صحابيا او لا فمنهم من عده في الصحابة لأانه ولد في حجة الوداع و منهم من لم يعده في الصحابة . و قال ابو زرعة الرازي قبض رسول الله صل الله عليه و سلم عن مائة و اربعة عشر الفا من الصحابة ممن روى عنه و كان محمد بن ابي بكر كثير العبادة ناسكا كنيته ابو القاسم و القاسم ولده و القاسم هذا هو عالم المدينة و هو احد الفقهاء السبعة رحمه الله تعالى عليهم اجمعين)) .
26،127 . هامش تحفة الاحباب : قبر ابي القاسم و هو معروف الان بشارع باب الوداع و معروف بسيدي محمد الصغير كما كان يوجد له ضريح اخر بشارع حيضان الموصلي تجاه جامع سودون القصروي و المعروف بجامع الدعاء كما ان هناك قبرا لاخيه موجود في درب البرابرة من شارع الخليج البحري معروف بعبد الرحمن بن ابي بكر الصديق المعروف بابن المغربك و جاء بكتاب مساجد مصر و أولياءها الصالحون لسعاد ماهر محمد - طبعة المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية - ج2 - من
0 الى
5 : جامع محمد بن أبي بكر الصديق أو محمد الصغير بشارع باب الوداع بمصر القديمة المسجد مسجل أثر رقم (529) هو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يكني بأبي القاسم . أمه السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية تزوج بها جعفر بن ابي طالب ثم مات عنها فتزوجها ابو بكر الصديق رضي الله عنه فمات عنها فتزوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين . ولد محمد ابن ابي بكر الصديق في حجة الوداع ، و لذلك فقد اختلف الناس في كونه صحابيا ، فمنهم من عده في الصحابة لأنه ولد في حجة الوداع و منهم من لم يعده في الصحابة ، قال أبو زرعة الرازي : قبض رسول الله صل الله عليه و سلم عن مائة ألف و أربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه . و كان محمد بن ابي بكر الصديق كثير العبادة ناسكا كني بابي القاسم نسبة الى ولده القاسم الذي كان عالم المدينة في وقته و أحد فقهائها السبعة . و كان محمد بن ابي بكر عند علي بن أبي طالب مكرما معظما فولاه ولاية مصر ، فأحبه أهلها لما رأوا من سياسته و رياضة أخلاقه . و كان محمد بن ابي بكر قد تزوج السيدة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي بعد الزبير بن العوام و دخلت معه مصر و ماتت بها ، و هي مدفونة بمشهد السيدة رقية بنت الامام علي الرضا بشارع الخليفة . و قد ذكرت بعض المراجع الأخرى أن عاتكة بنت زيد كانت زوج ابن آخر لأبي بكر الصديق هو عبد الله ابن ابي بكر الذي كان يأتيه بأخبار قريش حين هاجر مع النبي الى المدينة ، و قد جرح بالطائف بجرحه بعد انتقاضه ، و معنى ذلك انه مات قبل مولد اخيه محمد . و يسرد العقاد قصة زواج عبد الله بعاتكة فيقول : و كانت عاتكة من اشهر نساء عصرها بالجمال و العقل و الفطنة ففتن بها عبد الله و شغل بها عن مصالحه و شئونه ، فنصح له والده بطلاقها ، فطلقها ، فما زال حتى ندم و الح به الندم على فراقها ، و قال من شعره فيها : أ عاتك لا انساك ما ذر شارق *** و ما لاح نجم في السماء محلق أ عاتك قلبي كل يوم و ليلة *** لديك بما تخفى النفوس معلق لها خلق جزل و رأي و منصب *** و خلق سوى في الحياة و مصدق و لم أر مثلى طلق اليوم مثلها *** و ملا مثلها في غير شئ تطلق فلما سمع ذلك ابوه رحمه و امره بمراجعتها فراجعها ، و لا أدري هل تزوجها بعد وفاة عبد الله عنها الزبير بن العوام ، فلما قضى تزوجها محمد بن ابي بكر ، أم هي عاتكة غيرها . ام هناك خطأ ؟ و لكن الذي نستطيع ان نؤكده انه يوجد بمشهد السيدة رقية بشارع الخليفة ضريح للسيدة عاتكة بنت زيد بن عمر . و كان محمد بن أبي بكر من الموالين للإمام علي بن أبي طالب في الصراع الذي وقع بينه و بين معاوية أثر مقتل الخليفة عثمان بن عفان ، فلما احتدم النزاع بينهما ولى علي بن أبي طالب محمد بن ابي بكر إمرة مصر . و لكي نتعرف الظروف التي احاطت بولاية محمد ابن ابي بكر لمصر و التي ادت في النهاية الى قتله يجب ان نبدأ بحادثة مقتل عثمان . لما قتل الخليفة عثمان بن عفان في ذي الحجة سنة 35هــ ، و كان قد خرج من مصر 600 رجل إلى قتله ، قام و شيعة عثمان بمصر و عقدوا لمعاوية بن خديج عليهم و بايعوه على الطلب بدم عثمان فسار بهم الى الصعيد ، فبعث اليه والي مصر من قبل علي محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بجيش فأنهزم ، ثم سار معاوية بن حديج إلى برقة و رجع ، فبعث اليه ابن ابي حذيفة بجيش آخر فاقتتلوا بــ (خربتا) . لما علم بذلك معاوية بن ابي سفيان جاء مسرعا الى مصر و لكن ابن ابي حذيفة منعه ان يدخلها و ابي ان يسلمه قتلة عثمان ، فقال معاوية لا يكون بيننا و بينكم حرب ، فخرج إليه ابن ابي حذيفة و عبد الرحمن بن عديس و كنانة بن بشر و أبو شمر بن أبرهة و غيرهم من قتلة عثمان . فلما بلغوا فلسطين سجنهم بها معاوية ، و لكنهم استطاعوا الفرار من السجن غير أبي شمر ، و تبعهم صاحب فلسطين فقتلهم و لما بلغ علي بن ابي طالب رضي الله عنه قتل ابن ابي حذيفة بعث قيس بن سعد بن عبادة الانصاري على مصر ، فستمال الخارجة بــ (خربتا) و دفع اليهم عطياتهم و وفدوا عليه فأحسن إليهم و مصر يومئذ من جيش علي ابن ابي طالب إلا اهل خربتا الخارجين منها . و قد رأى معاوية بن ابي سفيان ببعد نظره و سعة حيلته و دهائه انه سيغلب على امره في مصر إن لم يخرج قيس منها ، فاجتهد هو و عمرو بن العاص في إخراج قيس من مصر ، و لكنه امتنع عليهما بالدهاء و المكايدة ، فاحتال معاوية على اخراجه بمكيدة . فقد قال لأهل الشام لا تسبوا قيسا فإنه شيعة لنا ألا ترون ما يفعل بإخوانكم بـ (خربتا) يجري عليهم أعطياتهم و يؤمن بربهم و يحسن إليهم . فسمع جواسيس علي بالعراق بذلك فأبلغوا محمد ابن ابي بكر فأنهاه هو إلى علي ، فإنهم قيسا ، و بدأ صحت مكيدة معاوية . فكتب علي الى قيس يأمره بقتال أهل خربتا (خربتا) و هم عشرة آلاف ، فأبى قيس و كتب إلى علي يخبره بأنهم وجوه أهل مصر و أشرافهم ، و أنهم قد رضوا منه بأن يؤمن سربهم و أجرى عليهم أرزاقهم و قال : قد علمت أن هواهم مع معاوية فلست بكائدهم بأمر أهون علي و عليك من الذي أفعل بهم ، و هم أسود العرب . و لكن الغمام عليا رفض هذه السياسة من قيس و أبى عليه إلا قتالهم و لكنه امتنع و كتب الى علي : إن كنت تتهمني فأعزلني . عند ذلك وجد معاوية أن سياسة الكذب و الخداع بدأت تأتي أُكلها ، فكتب الى بعض بني امية بالمدينة ان جزى الله قيسا خيرا قد كف عن اخواننا الذين قاتلوا في دم عثمان ، و زيادة في المكر و الدهاء قال لهم : اكتموا ذلك لئلا يعزله على ان بلغه ذلك . فلما بلغ عليا لتعزلنه انه تبدل ، فلم يزالوا به حتى كتب الى قيس قائلا له : إني قد احتجت اليك فأقدم ، فلما قرأ الكتاب قال : هذا من مكر معاوية و لولا كذبه لمكرت به مكرا يدخل عليه بيته . ثم ولي علي بدله على مصر الأشتر بن مالك ، فلما قدم القلزم (السويس) شرب مشربة من عسل ، فمات في الحال ، و لما اخبر على بذلك قال : لليدين و للفم . و قال عمرو بن العاص : لله جنود من العسل . ثم ولى علي محمد بن ابي بكر رضي الله عنه على مصر و جمع له صلاتها و خراجها فدخلها في نصف رمضان سنة 37هــ . و برغم عزل علي لقيس بن سعد بن عبادة دون ما إساءة أو سبب ، إلا ان قيسا لم يبخل على محمد بن أبي بكر بالنصيحة ، فقد بادره قائلا عندما لقيه : لا يمنعني عزله إياي من نصحي لك ، و لقد عزلني عن غير وهن و لا عجز فاحفظ ما اوصيك به بدم صلاح حالك .دع معاوية بن حديج و مسلمة بن مخلد و بسر بن أرطأة و من ضوى اليهم ، لا تكفهم عن رأيهم ، فإن أتوك فاقبلهم و أن تخلفوا عنك فلا تطلبهم ، و ألن جناحك لهذا الحي من مصر و قرب عليهم مكانك و ارفع عنهم حجابك . و انظر هذا الحي من مدلج فدعهم و ما غلبوا عليه يكفوا عنك شأنهم ، و انزل الناس منازلهم فإن استطعت ان تعود المرضى و تشهد الجنائز فأفعل ، فإن هذا لا ينقصك إنك والله ما عملت لتظهر الخيلاء و تحب الرياسة و الله موفقك . و بدل أن يأخذ محمد بن أبي بكر برأي قيس ببعض نصائحه ، عمل بعكس ما اوصاه به تماما ، إذ بعث الى ابن خديجة و الخارجة معه يدعوهم الى بيعته فلم يجيبوه ، فبعث الى دور الخارجة فهدمها و نهب اموالهم و سجن ذراريهم ، فنصبوا له الحرب . فلما أحس بأنه لا قوة له بهم أمسك عنهم ثم صالحهم على ان يسيرهم الى معاوية و ان ينصب لهم جسرا يجوزون عليه و لا يدخلون الفسطاط . ففعلوا و لحقوا بمعاوية . فلما أجمع على و معاوية على الحكمين أغفل على أن يشترط على معاوية ان لا يقاتل أهل مصر ، فلما انصرف على الى العراق بعث معاوية عمرو بن العاص في جيوش الشام الى مصر فاقتتلوا قتالا شديدا ، انهزم فيه اهل مصر و دخل عمرو الفسطاط و تغيب محمد بن أبي بكر فأقبل معاوية بن حديج في رهط ممن كان يعينه على من كان يمشي في قتل عثمان و طلب محمد ابن ابي بكر . و هنا تقول الرواية إنه قد دلتهم عليه امرأة فقال : احفظوني في أبي بكر فقال له ابن حديج : قتلت ثمانين رجلا من قومي في عثمان و اتركك و انت صاحبه؟! فقتله و جعله في جيفة حمار و احرقه بالنار ، و دفن في موضع الجامع المعروف بأسمه . و كانت ولاية محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما على مصر خمسة أشهر و قتل لأربع عشرة ليلة خلت من شهر صفر سنة 38هــ . و هناك أكثر من مكان يُقال إن به رأس محمد بن أبي بكر ، ففي حارة الباطلية بالازهر عند جامع سودون القصروي المعروف بجامع المدعى ضريح في خلوة يُعرف بضريح محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، و عليه تابوت مرقوم في كسوته اسمه و له خادم و نافذة على الطريق و يزوره كل من مر عليه بقراءة الفاتحة و الدعاء عنده . وصف الجامع يقع هذا المسجد في مصر القديمة بشارع باب الودائع قريبا من الباب عن يسرة السالك نحو الشرق الى باب الوداع و بجوار قبر متهدم يعرف بالكردي . و يُعرف الجامع بأسم محمد الصغير . كما كان يُعرف بأسم زمام ، و ذلك أنه بعد مضى مدة من قتله أتى زمام مولى محمد بن ابي بكر إلى الموضع الذي دفن فيه و حفر فلم يجد سوى الرأس فاخذه و مضى به الى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه و بنى عليه المسجد . و يُقال إن الرأس مدفون في القبلة و به سمى مسجد زمام . و قيل لما شق بعض أساس الدار التي كانت لمحمد ابن ابي بكر ، وجد رمة رأس قد ذهب فكه الأسفل فشاع في الناس أنه رأس محمد ابن أبي بكر و تبادر الناس و نزلوا الجدار و موضعه قبلة المسج دالقديم . كما حُفر محراب مسجد زمام و طلب الرأس منه فلم يوجد و حفرت ايضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد و المحراب القديم المجاور له و الزاوية الغربية من المسجد فلم يجدوا شيئا ، على أنه مهما قيل في وجود رأس محمد بن أبي بكر في المحراب أو في جدار بيته فإنه من الثابت ان مشهده موجودة مكان المسجد المعروف باسمه بمصر القديمة الآن فقد جاء في الكواكب السيارة لأبن الزيات
03 : ان اكثر قبور اهل مصر فيها الاختلاف و لم يكن بمصر اصبح من قبر مسلمة بن مخلد و مشهد محمد بن أبي بكر الصديق و مشهد "رأس" زيد بن زين العابدين و مشهد عفان . كذلك الأسعد النسابة في تاريخه مشاهد الرؤوس و ذكر من بينها مشهد رأس محمد ابن ابي بكر . و قد أُعيد بناء المسجد في القرن التاسع الهجري سنة 830هــ (1426م) في عهد السلطان الأشرف برسباي على يدي المقر تاج الدين الشوبكي الشامي والى القاهرة و أُقيمت فيه صلاة الجمعة و باقي الأوقات و عمل فيه السماعات ، و هو مكان مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر . ثم جدد في العصر العثماني سنة 1287هــ على يد سعادة محمد باشا امير كما هو ثابت من اللوحة التي تعلو المدخل الرئيسي . و يُعتبر المسجد من الجوامع المعلقة اذ يُصعد اليه بمجموعة من الدرجات ، و يقع المدخل الرئيسي في الجهة الشمالية المواجهة لحائط القبلة و يتكون من عقد كبير مرتفع ذي ثلاثة فصوص ملئ تجويفه بمجموعة من الدلايات المنحوتة في الحجر . و المسجد من الداخل مغطى كله و في الركن الشمالي الغربي منه توجد غرفة الضريح ، التي ترجع عمارتها الى العصر المملوكي ، و هي عبارة عن مربع تحيط به اربعة عقود و كانت تعلوها قبة سقطت هي و الجزء العلوي من المئذنة أثر زلزال أطاح بهما ، و السقف مغطى الآن بألواح خشبية . و تعلو المئذنة مدخل المسجد و تتكون من ثلاث دورات الأولى مربعة و الثانية مثمنة و بكل وجهة من اوجهه المثمن تجويف مخلق في جانبيه عمودان و به فتحة واحدة يتقدمها شرفة للمؤذن . و يفصل بين الدورة الثانية و الثالثة شرفة خشبية اما الدورة الثالثة فهي مجددة و ترجع الى العصر العثماني و هي تشبه المسلة او طرف القلم الرصاص . من كتاب مرشد الزوار الى قبور الابرار المسمى الدر المنظم فى زيارة الجبل المقطم - لموفق الدين ابن عثمان - طبعة الدار المصرية اللبنانية - ص 200 - 201:
مشهد رأس محمد بن أبي بكر
بناه غلامه "زمام" و رأسه فيه تحت المنارة و قيل في عُلبة من نحاس فيها رماد ، و هو الصحيح و الدعاء فيه مستجاب
و بنفس الكتاب - ص 661 - 664:
مشهد محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما
مشهد محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه و يُعرف بمسجد (زِمَام) غلامه و هو الذي بناه و رأس محمد بن ابي بكر تحت المنارة .
و أمه اسماء بنت عميس الخثعمية كان قد تزوجها جعفر بن ابي طالب المعروف بالطيار رضي الله عنه فولدت له عبد الله و عوناً و محمداً
ثم قُتل جعفر في غزوة من غزواته ، فتزوجها بعده الصدّيق رضي الله عنه فولدت له محمد بن ابي بكر هذا . ثم توفي الصدّيق عنها فتزوجها بعده علي بن ابي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى - و لا عَقِبَ له .
و نشأ محمد هذا عند علي بن ابي طالب و كان من خاصته و حضر معه يوم الجمل و صفين . و ولاه مصر فدخلها في النصف من شهر رمضان سنة 37هــ الى ان بعث معاوية عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - في جيوش اهل الشام و معه معاوية بن حديج و اصحابه في صفر سنة 38هــ .
فأقتتلوا فانهزم محمد بن ابي بكر مع المصريين ، و دخل فاختبأ في بيت مجنونة ، فلما اقبل معاوية بن حديج في عسكره مر بالمجنونة صاحبة المنزل و هي قاعدة على الطريق ، و كان لها اخ في الجيش فقالت : تريدون قتل أخي ؟ قالوا : ما نقتله . قالت : فهذا محمد بن ابي بكر في داخل بيتي ! فدخلوا عليه فربطوه بالحبال و جروه على الارض ، فلما جئ به بين يدي معاوية بن حديج ، قال له : احفظني لأبي بكر . قثال له : قتلت من قومي ثمانين رجلا في عثمان و أتركك و أنت صاحبه !
فقتله لأربع بقين من صفر ، و قيل : لأربع عشرة ليلة خلت من صفر المذكور سنة 38هــ . و كان مولده عام حجة الوداع ، ولدته أمه بالشجرة عند ذي الحُليفة حيث احرم رسول الله صل الله عليه و سلم متوجها الى مكة .
و لما قُتل أمر به معاوية بن حديج أن يُجَر في الطريق و يُمَرّ به على باب دار عمرو ابن العاص ، لِمَا يعلم من كراهته لذلك ، و أمر به فأُحرق بالنار في جيفة حمار ، و دفن في الموضع الذي قتل فيه . فلما كان بعد سنة جاء (زمام) غلامه فحفر عليه ، فلم يجد سوى رأسه فدفنه في هذا المسجد . و يقال : إن الرأس في القبلة .
و كانت ولاية محمد على مصر خمسة أشهر . و كانت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قد انفذت اخاها عبد الرحمن الى عمرو بن العاص ، رضي الله عنه في شأن محمد ، فأعتذر بأن الأمر لمعاوية بن حديج .
و لما قُتل محمد و وصل خبره الى المدينة أمرت حبيبة بنت ابي سفيان رضي الله عنهما ان يشوى كبش فشوى ... و بعثت به الى عائشة رضي الله عنها و قالت : هكذا شُوي اخوك بمصر ! فلم تأكل عائشة رضي الله عنها بعد ذلك الشوي حتى ماتت .
و لما بلغ أسماء بنت عميس رضي الله عنها خبر ولدها محمد بن ابي بكر و قتله ، و إحراقه بالنار ، قامت الى مسجدها و جلست فيه ، و كظمت الغيظ حتى شخبت "تفجرت" ثدياها دما .
و لما بلغ عليا رضي الله عنه قتله و احراقه بالنار وَجَدَ عليه وَجدا عظيما و قام خطيبا فحمد الله تعالى و اثنى عليه ثم قال : ألا إن محمد بن أبي بكر قد أُصيب ، رحمه الله ، و عند الله نحتسبه ، أما والله أن كان لما علمت لمن يؤمن بالقضاء و يعمل للجزاء و يحب هذا المؤمن و يبغض شكل الفاجر .
و قيل لعلي عليه السلام : لقد جزعت على محمد جزعا شديدا . فقال : أجل والله ، كان لي ربيبا و كنت أعده ولدا .
و قيل : إنه لما بلغه قتله بكى عليه و قال : والله لقد كان غلاما نافعا ، و رُكنا دافعا ، و سيفا قاطعا ، و حبيبا لنا عدوا لهم ، و يحزنني عليه شماتتهم به .
و لما بلغه أنهم قالوا : كان عاقا لوالديه قال : والله لقد كان بارا بوالديه ، و سأحتسبه عند الله . و قال : لا أحد بايعني على ما في نفسي إلا محمد بن ابي بكر فإنه بايعني على ما في نفسي .
و صل الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
المصادر : الإصابة أسد الغابة الإستيعاب سير أعلام النبلاء ، ج3 ، قسم كبار التابعين برقم(104) التاريخ الكبير للبخاري البداية و النهاية لأبن كثير ، ج7 كتاب الثقات لأبن حبان برقم(1213) نهج البلاغة حسن المحاضرة در السحابة در السحابة
07 - برقم (246) بعض مقالات الإمام الرضا من على شبكته بالإنترنت تاريخ خليفة بن خياط تاريخ الطبري الإصابة برقم(7507) ترجمة كنانة التجيبي الاعلام ج5
34 بترجمة كنانة التجيبي سير الذهبي ، ج3 ، برقم(137) بترجمة جبلة الغساني نسب قريش: 277، التاريخ الكبير 1 / 124، التاريخ الصغير 1 / 253، الجرح والتعديل 7 / 301، تاريخ الطبري 5 / 94، مروج الذهب 3 / 160، 197، الولاة والقضاة: 26، جمهرة أنساب العرب: 138، الكامل 3 / 352، تهذيب الاسماء واللغات 1 / 1 / 85، تهذيب الكمال: 1178، العبر 1 / 44