قال ابن القيم في هذا المعنى :
فَحَيّ على جنات عدنٍ فإنها = منازلك الأولى وفيها المخيّمُ
ولكننا سَبْي العدو فهل تُرى = نَعود إلى أوطانِنا ونُسَلَّمُ
ولذلك كان عنوان السعادة من اجتَمعتْ فيه ثلاث خصال :
إذا أُعْطِي شَكَر ، وإذا ابْتُلْي صَبَر وإذا أَذْنَبَ استغفر .
لأنه إن لم يَشكر زالت النعمة ..
فإن الـنِّعَم إذا شُكرِت قرّت وإذا كُفِرتْ فرّت
إذا كنت في نِعمة فارعها = فإن المعاصي تُزيل النِّعَم
وإذا لم يصبر فاتَـه الأجر وربما حصل له الوزر مع وقوع الْمُصَاب .
وإذا لم يَستَغفِر إذا أذنب فإنه قد أتى أبواباً من الشرّ :
أحدها : أنه آمِن مِن مكر الله .
ثانيها : أنه مُقيم على معصية مولاه .
ثالثها : أنه مُصرّ على ذنبه .
رابعها : أنه مُعرِض عن عفوَ مولاه ..
وقد قال الله جل في عُلاه : " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفرونى أغْفِرْ لكم " رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو لم تُذْنِبُوا لذهب الله بكم وَلَجَاء بِقَومٍ يُذنِبُون فَيَسْتَغْفِرُون الله فَيَغْفِر لهم . رواه مسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر وذَنْبٌ منه يحتاج فيه إلى الاستغفار وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه ولا يزال محتاجا إلى التوبة والاستغفار