حلمتُ بكِ أرض الجمال
و أهرام شامخة فوق
الرمال .. حلمت بكِ وقت الأصيل
و شمس تشرق فوق النيل
حلمت بكِ شمعة تضيء أمامي آفاق الزمن الجميل
حلمت بكِ طائر يرفرف في سماء العروبة .. و يكون لي في دربي
خير دليل ..
حلمت أن أكبر فيكِ فأكون من خير البشر ..
و ان امتطى من أجلك جوادي و أقف من أجلك لأحارب القدر
حلمت بكِ سيدة و عروس النيل ... أو طائر الكروان ..
أو فرس لا يجيد سوى الصهيل
حلمت أن أذاكر و أتعلم كي أرفع فيك الرؤس
كي ينادوني باسمك .. فيكف وجهي عن العبوس
يا مصر يا .. لؤلؤة الاوطان ..
حلمتُ بكِ أن أكون انسان
و حلم قلبي تحت حكمك أن يستمر بالخفقان
لو أرادوا أن يقتلوكِ ....
فعليهم أن يقتلوا قبلكِ ألف انسان و انسان
عليهم أن يقتلوا فينا سيناء .. أن يدمروا فينا
الكرامة و الكبرياء ...
يظلمونا ... من الوظيفة و المعيشة يحرمونا
و يظنون أنهم بهذا حق الحياة يسلبونا ...؟
أيظنون أن كل ما يهمنا المال .. ؟
و كل ما يهم الفتاة الجمال ..؟؟
لا يا مصر فقبل كل هذا علمتني مصر قوة الاحتمال
علمتني مصر أن فساد الشعوب بكثرة الاموال
علمتني مصر كيف بعلمي و قلبي أضيء وحدي آلاف الأميال
كيف أجيد الرد علي السؤال
يحرقون فيكِ .. المباني
و يسرقون فيكِ المتاجر .. و يقتلون شبابك
و يغلقون كل أبوابك ..
إن الجسد فاني ... و الجنة مسكن الشهداء
و إن الشهيد من أحبابك ... و من مات فدائك من الأبرياء
كم من نيران أحرقت فيكِ ... و كم من أحمق و حمقاء ظنوا أنهم
يقتلوكِ .. و ها أنتِ شامخة كالخنساء ...
رأيتُ في عينيكِ وقت الاصيل ... شعوبا هنا .. و هناك النيل
أتبكين يا مصر علي ما أصابك ..؟؟
ابكى .. ابكى فدموعك تزيد من حلاوة النيل
ابكى فبدموعك نغتسل ..
و لو كان الدمع يفيد ... لكانت دموع كل مصري علي خدهِ تسيل
حلمتُ فيكِ ... شجرة الاماني .. و سمعتُ فيك الأنين
ليس أنين البكاء و الشكوى ..
و لكن انين الناي ... كالحنين
أنين يعزف ألحان الأغاني .. و يبقي يتردد في الأسماع لسنين
رأيتُ القمر يحتضن أشجارك .. و تفوح من قبور الشهداء
رائحة الياسمين ..
ابقي يا مصر .... ابقي شامخة
كما كنتِ دوما من سنين
أيقتلون فيكِ الهناء .. و يزرعون بكِ الشقاء
لا إنهم فقط يظنون و ما هم .. بانفسهم يثقون
إنهم جبناء .. إنهم يأكلون أموال الأبرياء
إنهم حمقى ألا يدرون من تكون مصر ..؟.
ألا يعرفون ؟؟..
تلك الجوهرة المصونة
بقلبي و عقلي مكنونة
حلمتُ بكِ أرض الجمال ... و أهرامكِ شامخة فوق الرمال
وقفت أمدح فيكِ أيام و سنين طوال ..
يا مصر يا .. قلب حنون
و النيل يحرس فيكِ
هواكِ بقلبي مكنون
و كلامي لا يكفيكِ إذ قلت اهواكِ يقولون مجنون
شعبٌ قوي حنون .. شعبٌ حين يغضب أو يثور
يعدو فوق كل السدود .. و لا يعرف زمن أو عصور
لا يهدأ و لا يستكين سوى حين يعود من معاركه منصور ...
يحرسكِ رب العالمين .. و النيل كالفارس المفتون
دون سلاح أو سيف يحميكِ ..
و ينادى الزمن بكل أساميكِ ....
سلمتِ يا بلادي و أنا و الشعب حاميكِ