عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-04-2011, 11:06 AM
 
Question حوار مع الشيطان.....




حوار مع الشيطان
( الدكتور عائض القرني )

حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر

أردت الذهاب إلى المسجد فقال لي :

عليك ليل طويل فارقد قلت أخاف أن تفوتني الفريضة

قال : الأوقات طويلة و عريضة ، قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة

قال : لا تشدد على نفسك بالطاعة فما قمت حتى طلوع الشمس

فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات

و جلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار فقلت له :

شغلتني عن الدعاء قال : دعه إلى المساء و عزمت على المتاب

فقال : تمتع بالشباب فقلت : أخاف أن أموت

قال : عمرك لا يفوت و جئت لأحفظ المثاني فقال :

روّح عن نفسك بالأغاني قلت : هي حرام !

فقال : لبعض العلماء فيها كلام قلت : أحاديث التحريم

عندي في صحيفة، فقال كلها ضعيفة و مرت حسناء

فغضضت البصر فقال ماذا في النظر؟ فقال : فيها خطر

قال تفكر بالجمال فالتفكير فيه حلال

وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال :

ما سبب هذه السفرة ؟ قلت لأتمم فيها العمرة قال :

أركبتَ الأخطار بسبب هذا الاعتماد و أبواب الخير كثيرة

و غزيرة قلت لا بد من إصلاح الأحوال

قال : الجنة لا تنال بالأعمال قلت : فما رأيك في بعض

الأشخاص قال : أجيبك على العام و الخاص

قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة

و الكتاب المنّزل قلت : فالبخاري ؟ قال أحرق بكتابه داري

قلت: فالحجاج ؟ قال : يا ليت في النّاس ألف حجاج

قلت : ففرعون ؟ قال : له منّا كل نصر و عون

قلت : فصلاح الدين ؟ قال : دعه فقد مرغنا بالطين

قلت : فأبو جهل ؟ قال : نحن له إخوة و أهل

قلت : فأبو لهب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب

قلت : فالمجلات الخليعة ؟ قال : هي لنا سنة و شريعة

قلت : فما هو ذكركم ؟ قال : الأغاني

قلت : و ما عملكم ؟ قال : الأماني

قلت : كيف تضل النساء ؟ قال : بالتبرج و السفور

و ترك المأمور و فعل المحظور

قلت : كيف تضل العامة ؟ قال : بالغيبة و النميمة

و الأحاديث السامة

قلت : كيف تضل التجار ؟ قلت بالربا في المعاملات

و منع الصدقات و الإسراف في النفقات

قلت : كيف تضل الشباب ؟ قال : بالغزل و الهيام

و العشق و الغرام و فعل الحرام

قلت: فما رأيك بإسرائيل ؟ قال :إياك و الغيبة فإنها

مصيبة و إسرائيل دولة حبيبة و من القلب قريبة

قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ قال : عذبوني و شيبوني

و يهدمون ما بنيت و يستعيذون إذا أتيت

قلت : فما يؤذيك ؟ قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي

و يطول حبسي و بكل بلاء أمسي

قلت : فمن أحب النّاس إليك ؟ قال المغنون و الغاوون

و أهل المعاصي و المجون

قلت : فمن أبغض النّاس إليك ؟ قال :أهل المساجد و كل

راكع ساجد و زاهد عابد

قلت : أعوذ بالله منك فاختفى و غاب و ساخ في التراب

و هذا شأن الملعون الكذاب


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , جعل الله بيننا و بينه
حاجزا الى يوم القيامة
رد مع اقتباس