عبد الله بن عبد الرحمن بن مُعَاويَة بن حُدَيج التُجيبي السكوني الكِندي
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبي ، أبو عبد الرحمن أمير مصر
ولاه مصر الخليفة أبي جعفر المنصور بعد عزل يزيد بن حاتم المهلبي عنها على الصلاة في يوم السبت 18شهر ربيع الآخر سنة 152هـ ولم يول على الشرطة أحدًا وباشر هو ذلك بنفسه وكان عبد الله هذا قد ولي الشرطة لغير واحد من أمراء مصر
ولما استقر في إمرة مصر سكن المعسكر على عادة الأمراء وهو أول من خطب بالسواد بمصر
وعبد الله هذا وأبوه من أكابر المصريين من أعوان بني أمية
غير أنه استأمن سليمان بن علي العباسي لما استأمنه عمرو بن معاوية بن عمرو بن سفيان بن عتبة بن أبي سفيان ، وسببه أنه لما قتل غالب بني أمية خاف عمرو المذكور فقال : اختفيت فكنت لا آتي مكانًا إلا عرفت به فضاقت علي الدنيا فقصدت سليمان بن علي وهو لا يعرفني فقلت له : لفظتني البلاد إليك ودلني فضلك عليك فإما قتلتني فاسترحت وإما رددتني سالمًا فسلمت فقال : ومن أنت فعرفته نفسي فقال : مرحبًا بك ما حاجتك فقلت له إن الحرم اللواتي أنت أولى الناس بهن وأقربهم إليهن قد خفن تخوفنا ومن خاف خيف عليه . قال : فبكى سليمان كثيرا ثم قال بل يحقن الله دمك و يوفر مالك و يحفظ حرمك ثم كتب الى السفّاح : ((يا أمير المؤمنين إنه قد دفت دافة من بني أمية علينا وإنا إنما قتلناهم على عقوقهم لا على أرحامهم فإننا يجمعنا وإياهم عبد مناف فالرحم تبل ولا تقتل وترفع ولا توضع فإن رأى أمير المؤمنين أن يهبهم لي فليفعل وإن فعل فليجعل كتابًا عامًا إلى البلدان ، شكر الله تعالى على نعمه)) ، فأجابه إلى ما سأل ، قال ابن تغري بردي : ((وكان هذا أول أمان لبني أمية ودخل فيه صاحب الترجمة وغيره))
و أقام عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي مدة بمصر ثم خرج منها ووفد على الخليفة أبي جعفر المنصور ببغداد في سنة154هـ واستخلف أخاه محمد بن عبد الرحمن على الصلاة ثم رجع إلى مصر في آخر السنة المذكورة ودام بها إلى أن توفي وهو على إمرة مصر في مستهل صفر سنة155هـ ، و كان قد استخلف أخاه محمدًا على صلاة مصر ، فأقره الخليفة أبو جعفر المنصور على إمرة مصر بعد اخيه عبد الله ، فكانت مُدَّة ولاية عبد الله هذا على مصر ثلاث سنين إلا أيامًا
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
محمد بن عبد الرحمن بن مُعَاويَة بن حُدَيج التُجيبي السكوني الكِندي
ولاية محمد بن عبد الرحمن على مصر
هو محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبي أمير مصر
و في سنة154هـ استخلفه أخاه محمد على الصلاة بمصر و خرج راحلا الى المنصور ببغداد ، إلى أن رجع محمد إلى مصر في آخر سنة154هـ ودام بها إلى أن توفي وهو على إمرة مصر في مستهل صفر سنة155هـ ، و كان قد استخلف أخاه محمدًا على صلاة مصر ، فأقره الخليفة أبو جعفر المنصور على إمرة مصر بعد اخيه عبد الله ، وولاه ابو جعفر مصر على الصلاة والخراج وذلك في سنة 155هـ فجعل على شرطته العباس بن عبد الرحمن بن ميسرة وسكن المعسكر وسار في الناس سيرة مشكورة غير أنه لم تطل أيامه ومرض ولزم الفراش حتى مات في النصف من شوال في نفس السنة التي ولى فيها"155هـ" . فكانت ولايته على إمرة مصر استقلالًا بعد موت أخيه عبد الله ثمانية أشهر ونصفاً ، وتولى إمرة مصر من بعده موسى بن علي بن رباح اللخمي
وفي أيام ولايته على مصر خرجت عساكر مصر إلى إفريقية صحبتها يزيد بن حاتم فقام محمد هذا بأمرهم أتم قيام وجهزهم وحمل إلى يزيد الأموال والخيل والسلاح والرواتب حتى سار إلى جهة المغرب وقاتل من بها وقتل أبا عاد وأبا حاتم وملك القيروان وسائر الغرب وبعث إلى محمد هذا ليعرف الخليفة بذلك فوجده الرسول قد مات قبل وصوله بأيام.
النجوم الزاهرة