الفصل العاشر انتهى فصل الشتاء وانتهت عطلة عيد رأس السنة دخلت المدرسة وأنا أحمل كتب بيدي والطلاب يتحدثون مع بعضهم بلهفة أخذت أنظر يمينا ويسارا أبحث عن نانسي لكني لم أراها دخلت قاعتي وجلست في مكاني المعتاد الكرسي الذي تحت النافذة نظرت إلى ساعتي منتظرة قدوم نانسي بينما كانت نانسي مع عشيقها مايك يتحدثان بانسجام متبادل قال مايك لنانسي: لقد جعلتني أحب الحياة لقد دفعتني خطوات نحو الأمام. ضحكت نانسي بخجل وقالت : شكرا مايك. ثم صمتت قليلا و أخفضت رأسها بحزن نظر إليها مايك بتعجب وسألها بهدوء : نانسي هل أنت بخير؟! ردت نانسي وهي حزينة : اريكا يا مايك ماذا عن اريكا لقد انتهت الإجازة وبالتأكيد الآن ستكتشف علاقتنا السرية لم أعد أستطيع خداع اريكا أكثر من ذلك اعتبرتها شقيقتي لا أستطيع خذلها. ابتسم مايك بغير رضا وقال وهو يبدو عليه التضايق : نانسي لا تفكري بغيرك اريكا أنانية أعلمها جيدا تحب مصلحة نفسها وأيضا دائما تتحدث عنك بالسوء. تعجبت نانسي وقالت : ماذا قلت هل هذا معقول! اريكا طيبة مستحيل أن تتحدث عني بالسوء. قال مايك وهو يمرر يده برقة على خذ نانسي : بلا نانسي اريكا دائما تتحدث عنك وتستهزأ بك أمامي ربما لا تعلم أنك أفضل منها في جميع الأمور. تضايقت نانسي وقالت لمايك محاولة عدم تصديق ما قاله : لا اريكا لا تتحدث عني بالسوء .. سأذهب إلى قاعتي ربما الآن اريكا تنتظرني مهما كان ستبقى اريكا صديقتي التي أعزها. ثم سارت من قربه إلا أن مايك أمسك ذراعها وقال لها بلطف : قبلة من فضلك. احمرت وجنتي نانسي وقبلت مايك على خذه الأيمن ثم قال مايك بمزاح : الآن بإمكانك الذهاب. ذهبت نانسي إلى غرفة الصف كان يبدو عليها السعادة وسرعان ما رأتني توقفت فجأة وبدا عليها القلق والتوتر ابتسمت بسخرية وسألت نانسي: ماذا بك اليوم؟ جلست نانسي على الكرسي الذي قربي وقالت : لا شيء لكني متعبة قليلا. _ غريب منذ متى وأنت متعبة في إجازة رأس السنة لم تسألي عني كثيرا وأحيانا لا تردي على اتصالاتي الهاتفية لقد ظننتك صديقة وفية حقيقة! نظرت نانسي بحزن ثم أمسكت رأسها بيديها وهي حزينة وتكاد تبكي قلقت عليها ووضعت يدي على كتفها وسألتها : هل أنت بخير؟! نظرت إلي سريعا وقالت : اريكا لا أستطيع إخفاء عنك ذلك .. مايك .. تعجبت وسألتها بغضب : ماذا به مايك؟! فجأة دخل مايك غرفة الصف ثم صمتت نانسي ولم تكمل حديثها جلس مايك على طاولتي ورأيت لون طلاء شفاه أحمر على خذه تعجبت وسألته : ما هذه القبلة الحارة التي على خدك؟! ضحك بلا مبالاة وقال : هذه من فتاة أعرفها. غضبت وجُرحت مشاعري إلا أنني لم أظهر غيرتي عليه لقد تمادى كثيرا معي ولست غبية حتى أغار عليه بينما هو يجرحني بكلامه القاسي دائما وقاصدا ذلك! قال مايك: ما رأيكما أن نخرج من غرفة الصف اليوم هو أول يوم بعد الإجازة لن نأخذ فيه دروس لماذا لا نخرج ونمرح. قالت نانسي بهدوء : نعم فكرة رائعة. قلت وأنا غاضبة : لن أذهب إلى أي مكان. قال مايك بسرور : حسنا هيا نانسي لنخرج معا. أمسكت يد نانسي وقلت : لا نانسي ابقي معي. قالت نانسي بقلق وهي تنظر إلى مايك : أود أن أخرج وأتمشى. ثم نظرت إلي وأردفت : لن نتأخر يا اريكا. قلت بلهجة آمرة : لا نانسي ابقي هنا لن اسمح لك بالذهاب. وهمست في أذنها : هل سوف تخرجين مع حبيب صديقتك؟! ابتسمت نانسي بغضب وقهر وقالت بلطف لمايك : مايك إن اريكا تريدني في حديث هام آسفة سامحني. قال مايك بقهر : لا بأس! ثم نظر إلي بطرف عين وخرج من القاعة ابتسمت بمكر ثم سألت نانسي : ماذا به مايك لم تخبريني؟ قالت نانسي: آ .. أقصد أنك دائمة الحديث مع مايك لذلك لم أشاء إزعاجك باتصالاتي وأيضا أنا أعلم أنك تغارين عليه لذلك لا أود التقرب منكما أكثر. ضحكت وقلت باستنكار : مايك لا يتصل بي أبدا ولا يرد على اتصالاتي أصبحت أرى نفسي منبوذة من قبله لا أعلم لماذا يجرح مشاعري لكني سوف أجعله يتعلق بي أكثر وأكثر وسيعلم حقيقتي ولن أظهر له الجانب الطيب من شخصيتي سوف أكون قاسية معه مثلما هو قاسي معي .. ومن جهة أخرى أنا أتعلق به أكثر كلما أفكر به وأحلم أنني قربه لا أعلم كيف أخرجه من بالي آه أعتقد أنني سأجن بسببه وهو لا يراعيني. ابتسمت نانسي بحزن أعلم تلك النظرة التي تنظرها نانسي نظرة حزينة أو إلقاء لوم على نفسها .. عدنا إلى منازلنا دخلت منزلي وأنا متعجبة من حال نانسي ومايك المتغير أصبحت نانسي شاردة الذهن دائما عندما أتحدث معها, وتتضايق أكثر عندما أتحدث عن مايك لم تعد نانسي المرحة الطيبة التي أعرفها أصبحت مملة وغريبة قلت في نفسي : ربما نانسي أصبحت هكذا لأنها تغار مني لأنني واقعة في حب أجمل شاب في الثانوية وهي ليس لديها حبيب بعد! جلست على السرير وقلت بسخرية : كيف تودين أن تحبي يا نانسي وأنت قبيحة من سينظر إليك وأنت بهذا المظهر. وعندما حل المساء .. كنت أحل واجباتي المدرسية في غرفتي بضجر فجأة أتت في بالي فكرة أن أتصل على مايك ثم أخذت هاتفي سريعا واتصلت عليه إلا أنه لم يرد علي عاودت الاتصال به مرة أخرى وأغلق هاتفه هذه المرة حقا تصرف جارح عضضت شفتاي بغضب وسألت نفسي بتعجب : لماذا مايك يعاملني هكذا ماذا فعلت له؟! ثم اتصلت على نانسي وأنا اشعر بالملل فكرت أن أغيظها وأختلق لها كذبة بأنني تحدث مع مايك .. ردت نانسي: مرحبا اريكا. _ مرحبا نانسي ماذا تفعلين الآن؟ _ آ .. إنني في موقع الفيس بوك أتواصل مع أقاربي وأصدقائي القدامى عبره إنه موقع جدا مسلي. _ تعلمين لا أحب الشبكة العنكبوتية الأهم من ذلك سوف أخبرك بمكالمتي مع مايك لقد انتهيت من مكالمتي معه لتوي. تعجبت نانسي وقالت بنبرة تعجب : حقا! _ نعم هذا صحيح والأهم من ذلك أنه أعترف لي بحبه. وأكملت حديثي بحرارة وحب : آه كم كان لطيف ووعدني بالزواج بي قريبا سوف نتزوج يا نانسي سوف أتزوج بأجمل شاب في المدرسة قريبا. تعجبت نانسي كثيرا وقلقت ولم ترد علي ساد الصمت بيننا قليلا على الهاتف إلى أن قلت لها : نانسي بالله عليك ردي لا تكوني شاردة الذهن كالعادة فرصيدي قليل لا يكفي لشرود ذهنك. قالت نانسي بتردد : آه .. آسفة اريكا أنا متعبة قليلا. _ حسنا سلامتك , إذا كنت متعبة حقا سوف أنهي مكالمتي معك لكي ترتاحي. _ لا تقلقي علي أكملي حديثك أنا أسمعك. _فقط حصل هذا بيننا ووعدني أنه سوف يصطحبني غدا إلى أرقى سينما وسوف نشاهد فيلم رومانسي .. آه كم هذا مثير ربما بعد انتهاء الفيلم الرومانسي سوف يطلب الزواج مني أنا متيقنة من ذلك. تعجبت نانسي وقالت بصوت عال : أحقا قال لك ذلك؟! _ نعم ولماذا تصرخين؟! _ سامحيني أنا متعجبة. _ لماذا متعجبة! .. إلى اللقاء يبدو أنك متعبة وشاردة الذهن فعلا اشربي كوب شاي ثم اتصلي علي إذا أفقتي من غبائك وشرودك الذهني. ثم أغلقت هاتفي وقلت وأنا مسرورة وأعظ شفتاي : موتي قهرا يا نانسي. وأكملت حل واجباتي أما نانسي المسكينة فقد كانت الأفكار تراودها : هل يعقل كلام اريكا! هل مايك وعدها بالزواج وقال لها أنه يحبها! ثم أخذت هاتفها واتصلت على مايك وهي غاضبة جدا وعيناها تكاد تخرج من مكانها من شدة القهر .. رد مايك صاحت نانسي عليه : مايك كيف تخذلني كيف تكذب علي لماذا تخونني مع اريكا كيف تتصل عليها وتخبرها أنك تحبها وتود الزواج بها وغدا سوف تصطحبها إلى أرقى سينما كيف؟!! .. كيف؟!! سألها مايك بتعجب : من قال لك هذا؟! ردت نانسي بغضب : ومن غيرها بالتأكيد مع التي كنت تتحدث معها عبر الهاتف منذ لحظات. ضحك مايك باستنكار وقال : اريكا التافهة تكذب عليك تود أن تغيظك أنا لم أكلمها ولم أعِدُها بتلك التفاهات لقد اتصلت علي اريكا منذ قليل ولم أرد عليها ثم عاودت الاتصال وأغلقت هاتفي لا تصديقها وأرجو أن تقطعي علاقتك بها لأنها سوف تعكر حبنا. قالت نانسي بخجل ولطف : آه آسفة يا مايك لأنني ظلمتك سامحني أرجوك. _ لا بأس حبيبتي وغدا سوف أصطحبك إلى أرقى سينما وأيضا أود أن أطلب منك طلبا وأتمنى أن تقبليه. قالت نانسي بسرور : آه شكرا حبيبي .. ما هو طلبك بالتأكيد سوف أقبله لا أستطيع رفض أي طلب لك. _ هل تتزوجيني؟ صمتت نانسي قليلا من شدة الصدمة والذهول وقالت بذهول : آ .. أحق .. هل حقا ما تقوله؟! _ بالتأكيد يا نانسي أود الزواج بك. قالت نانسي بحياء : من جهتي أنا موافقة لكن أطلب الزواج مني من والداي هذه عاداتنا وتقاليدنا .. لكن أظن أنك تمزح يا مايك. _ لماذا أمزح .. سوف ترينني غدا بإذن الله سوف آتي إلى منزلك لأطلب الزواج منك أود أن نعيش أنا وأنت معا في قفص واحد قفص الزوجية وسوف نكوِّن حياتنا من الآن أنا وأنت فقط أنت شريكة حياتي التي كنت أحلم بها منذ الصغر .. كم أحبك يا نانسي! قالت نانسي بسرور وعيناها تكاد تدمعان : وأنا أيضا أحبك كثيرا أعتقد أنني في حلم .. لقد غيرت مجرى حياتي لقد جعلت أيامي جميلة. وهكذا كما كذبت على نانسي وأخبرتها بكذبة السينما وطلب مايك الزواج مني طبق مايك كذبتي لكن جعلها حدثا سارا واقعيا على نانسي فهل سيتزوجها وكيف ستكون ردة فعلي؟! .. هذا ما ستعرفونه في الفصل الإحدى عشر.
التعديل الأخير تم بواسطة ابتسآآآم نآصر ; 02-07-2011 الساعة 07:16 PM |