عرض مشاركة واحدة
  #114  
قديم 02-09-2011, 09:22 AM
 
وستلقاه لقاءً حياً كذلك .!
توجهت جميع الأنظار إلى حيث ميسي , وبدأ الناس بالتزاحم والإسراع لدخول المحل ..!

,,
حملت كارلا حقيبتها ثم وجهت نظرها إلى الفتاة التي كانت بجانبها .. لوحت بيدها مودعةً إياها وهي تقول
- أراكِ غداً , روكا .!
- إلى اللقاء ..
ابتسمت لها ثم التفتت لتخرج من الفصل , كانت جولييت تنظر إليها بحنق ..
وما لبثت أن خرجت من الفصل حتى أخرجت هاتفها النقال
واتصلت على أحدهم .. ثم قالت مباشرة وهي تحاول كتم غضبها
– ماذا حدث ؟! لقد طال الأمر كثيراً , ألم يجهز المقال بعد ؟!
فجاء صوت امرأه من الجهة الأخرى
– جولييت ؟ بلى بلى , للتو فقط انتهيت من كتابته .. وسلمته منذ ساعتين إلى الصحيفة , سوف يُنشر غداً .!
..
لم تذهب كارلا إلى المنزل , بل ذهبت إلى المحل مباشرة .. ولكنها فوجئت بأنه مغلق , وأن جدها ليس بالداخل ..
استغربت ذلك بشده , عادت إلى المنزل فوجدته هناك , يعد طعام العشاء في المطبخ ..
كانت تقف وتنظر إليه بتعجب .. تنبه الجد لها ثم ابتسم وقال
– اوه لقد عدتي .. أغلقت المحل مبكراً هذا اليوم لأنني تعبت لكثرة الزبائن هذا اليوم .. كل الفضل يعود لصديقك فيز ..
تعجبت كارلا أكثر واكثر , ثم من فيز ذاك ؟ حكت رأسها وهي تفكر وتحاول استيعاب الأمر
ثم قالت – فيز ؟!
أخذ المقلاة ووضعها على النار ثم قال – اجل , أظن انه اخ صديقتك ..ميسي .!
اتسعت عيناها وقالت بدهشه غير مصدقه – زيس ؟! هل عاد زيس ؟!
أومأ براسه إيجاباً وهو يقول – أجل , زارني في المحل ورحل قبل ان أغلقه بقليل .!
سألت بسرعه – و .. الم يقل لك أين سيذهب , أو .. متى سيعود .. أو أي شيءٍ آخر ؟!
- لا , رحل دون قول أي شيء .!
التفتت كارلا ثم خرجت بسرعه من المنزل .. تاركةً جدها الذي أخذ ينادي على اسمها دون أن تجيب ..
أخذت تركض في الشارع متجهة إلى مكانٍ ما , هي لا تقصد أي مكان ولكن قدماها لا تريدان التوقف عن الجري .!
أخرجت هاتفها من جيبها ثم اتصلت على زيس .. لم يطل الأمر إلا وأجابها قائلاً بحماس
- كارلا .!
- زيس .!
شعرت بقلبها وهو يتضارب عندما سمعت صوته وبنفس الوقت شعرت براحة كبيرة ..
أردفت بلهفة – لم أرك منذ فترةٍ طويلة , لمَ لمْ تتتصل بي ؟!
- آسف , لقد انشغلت في الأيام الماضيه كثيراً , ولم أكسب وقتاً لنفسي .! أين أنتِ الآن ؟!
- أنا ؟ سوف آتي إليك الآن , أين سأجدك ؟!!
- حسناً , انا في مطعم **** .. أنتظرك لا تتأخري .!
- جيد , لأني قريبة منه .. أراك هناك .!
أغلق الخط و عاد لينظر إلى تلك الفتاة التي كانت تجلس أمامه ثم قال لها
– إنها صديقتي , سوف تأتي إلينا الآن .. لنكمل ما بدأناه الآن سيلفيا .
وضعت سيلفيا يديها على الطاولة بعد أن شبكتهما ببعض ثم نظرت إلى عيني زيس وقالت بجد
- أخبرني الحقيقة ولا تكذب , أما زلت تحبني ؟! ألم تتغير مشاعرك نحوي ؟!
أمسك بيديها ثم ابتسم ابتسامة جذابة وقال لها بوثوق تام
- أتشكين بي ؟! أنا لم أنساكِ أبداً .. ولن أنساكِ ..
في هذه الأثناء فتحت كارلا باب المطعم ثم بحثت بعينيها على زيس حتى وجدته جالساً على كرسي معطياً ظهره للباب
تقدمت بضع خطوات ولكنها توقفت فجأه عندما سمعت سيلفيا تقول بعصبيه
- إذاً متى ستعود إلي ؟! أتعلم .! لقد صار عمر ابننا ثلاثة أعوام , إنه يسأل عنك .!

يسأل عن والدة .!! هل ستتركنا لوقت أطول من ذلك الوقت ؟ لقد تحملت البعد عنك

طويلاً ولم أعد أتحمل , ما هذه المشاكل التي تواجهها ؟ ما هذه المشاكل التي تبعدك عن ابنك ؟!

اتسعت عينا كارلا عندما سمعت ما تقوله , انتظرت رد زيس الذي صُدمت به أكثر .. وشهقت عندما قال
- أنتِ حبيبتي , ولن أحب أحداً غيركِ , أعدكِ أني لن أتأخر , سوف أتخلص من كل المشاكل .. فقط لأعود إليكِ , فقط انتظريني .
سمع زيس صوت شهقتها فالتفت لتلتقي عيناه بعبناها اللتان كانتا متفاجئتان ..
شعرت بأنها مجرد قطعه مصنوعة من الزجاج , اشتراها زيس ليلقي بها لاحقاً على الأرض
فتتكسر إلى قطعٍ صغيرة .. ومن ثُم , يلقي بها إلى القمامة .!!
احتشدت الدموع في عينيها ولم تستطع منعهما من الإنهمار , لتشكل جدولاً من الدموع المتلألئة على خديها
كادت أن تلتفت وتركض مبتعدة عنهما ولكن .. نهض زيس بسرعة وأمسك بها من كتفيها وهو يقول
- كارلا .! انتظري لحظه دعيني أشرح لكِ أنا ...
لم يكمل كلامه لأنها وجهة إليه صفعه قوية إلى خده فأدى ذلك إلى احمراره ..
اتسعت عيناه ولم يستوعب ما حدث له تواً , ظل يحدق بعينيها اللتان
كانتا توصلان له أنها تألمت من سماع ذلك .. تألمت كثيراً .. أبعدت يديه عنها وهي تقول بصوتٍ يخنقه البكاء
- أبعد يديك القذرتين عني .!
تركته هكذا مدهوشاً مع نفسه ثم التفتت وأكملت طريقها إلى خارج المطعم ..
لم يتنبه لها بدايةً , ولكن عندما وجدها قد خرجت , تبعها بسرعه إلى الخارج وهو يصرخ منادياً باسمها ..
فصرخت عليه وهي تبتعد – إياك وأن تلحق بي , لا أريد رؤيتك مجدداً .. يا لك من وقح .!
الفصل العشرون



ما يزال واقفاً في مكانه , لم يحرك ساكناً ينظر إلى المكان الذي كانت تركض فيه وكأنها ما زالت
تركض , وضعت سيلفيا بيدها على كتفه ثم قالت
– هل هذه هي كارلا ؟ لما كانت تبكي هكذا ؟؟
لم يقل زيس أي شيء , كان متفاجئاً مما حدث .. هي لم تترك المجال له للشرح حتى ..!
وتقول أيضاً بأنها لا تريد أن تراه أو أن يتحدث معها مجدداً .!!
أخرج بسرعه هاتفه النقال ليتصل عليها .. مع أنه كان واثقاً من انها لن تجب عليه
وكان كذلك , هي لم تجبه ..
,,
توقفت عندما وصلت إلى منزلها ثم دخلت وصعدت الدرجات حتى دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب من بعدها
شعر الجد بوجودها , فتبعها إلى الغرفة وطرق الباب وهو يقول
– كارلا ماذا هناك ؟!
لم تجبه .. لم يستوعب ما بها , ظن فقط أنها متحمسه لشيء ما أو أنها تريد النوم .!!
لم يرد ازعاجها فقال لها قبل أن يذهب
– العشاء معد إذا اردتي تناوله , سوف أخرج الآن من المنزل لأشتري بعض المستلزمات , أراكِ غداً .!
كانت متمددة على سريرها تحفر رأسها بين وسادتها وهي تبكي بحرقة على ما حدث ..
هل حقاً كان يخدعها ؟؟! لكن لمَ ؟ لمَ قال لها أنه يحبها إذا كان يحب أحداً غيرها ..
مجرد التفكير في ذلك وفي أنها خُدعت يجعل دموعها تنهمر أكثر وأكثر .. ومن كثرة بكاءها في ذلك الوقت
لم تشعر بنفسها وهي تغط في النوم مستسلمة لأخذها إلى عالم الأحلام أو الكوابيس .! أياً يكن ..

,,
جلس زيس على الأريكة وهو يردد
– كانت تلك هي غلطي , لم أضع في الحسبان أنه من الممكن أن تسمعني .! لو كنت أعلم أنها ستصل بهذه السرعة لأجلت كل ذلك إلى وقتٍ لاحق ..
جلست سيلفيا بجانبه على الأريكة ثم وضعت يدها على كتفه وهي تقول له محاولة تهدئته
- لا تقل ذلك , ليست غلطتك .!! .. سوف تعود إليك لتفهم كل شيء وسترى .!
- ماما .. أنا جائعة متى سيحين موعد الإفطار؟!
كان ذلك هو صوت طفلةٍ صغيره اقتربت من سيلفيا وأخذت تهزها وهي تقول تلك الكلمات ..
ابتسمت سيلفيا لها ثم مسحت على شعره وهي تقول لها بحنان
- عزيزتي .. اذهبي وتناولي بعض الفاكهه ريثما أنتهي من تحضير الفطور .!
أومأت الصغيرة برأسها ثم ذهبت راكضةً متجهةً نحو المطبخ ..
عادت سيلفيا لتنظر إلى زيس ثم قالت له
– هيا أبعد ملامح الحزن والضيق عن وجهك , برأيك هل سيعود كل شيءٍ إلى مجراه عندما تفعل ذلك ؟!
صمتت لتنتظر منه جواباً ولكنه لم يقل أي شيء , تنهدت ثم أردفت
– اسمع , سوف أذهب أنا بنفسي لأشرح لها كل شيء .. أعطني عنوان منزلها .. لن أستطيع رؤيتك هكذا تعاني أكثر .!
قال زيس دون النظر إلى وجهها
- وهل سترضى بسماع ما ستقولينه ؟! , ألم تسمعي ما قالته ؟ لا تريد رؤيتي مجدداً .! يا لي من أحمق ..!
- كف عن قول ذلك , وثق بي ..! على أيه حال أظن أنك جئت لزيارتي من اجلها فقط ..

وأعلم أنك تريد مساعده لذا ها أنا أعرضها عليك , اعطني العنوان وسأتحدث معها ,

نحن الفتيات نعرف كيفيه التعامل مع بعضنا .!
قالتها وهي تمد له يورقه وقلم ليدون فيها العنوان , نظر إلى وجهها لفترةٍ ثم أخذ منها الورقة والقلم ..
لم يكن أمامه غير تدوين العنوان في الورقه عل ذلك ينفع وتعود إليه .! ابتسمت بعدها سيلفيا
و أخذت الورقه ووضعتها في جيبها ثم نهضت من مكانها وهي تقول برضا
– هكذا ستسير الأمور على ما يرام .!
نظرت بعدها إلى الساعة ثم توجهت نحو المطبخ وهي تقول
- سوف أعد طعام الإفطار الآن بعدها سأذهب لمقابلتها ..
وفور إنتهائها من إعداد طعام الإفطار وترتيبه على الطاولة ارتدت معطفها لتخرج وتذهب لمقابله كارلا
ولكن قبل خروجها قالت لزيس
– أيقض زوجي ليتناول الطعام .. وانتبه لماريس .! لن أتأخر كثيراً في العوده .

لم يقل زيس أي شيء واكتفى بالإيماء لها , فخرجت بعد أن ودعت ابنتها ماريس .. نهض زيس من على الأريكة ليتجه نحو غرفه سيلفيا ..
فتح الباب ليرى أن لا أحد ينام على السرير .! نظر إلى كل مكان في الغرفة فلم يجد أحداً ..
شعر بحركه في الحمام , فأيقن أنه هناك , تقدم ليقترب من باب الحمام ولكنه توقف فجأه واتسعت عيناه
عندما وقع ناظرة على الصحيفه التي كانت على المنضدة .. حملها بسرعة بين كفيه ثم نظر إلى ذلك المقال الذي كُتب في الصفحة الأولى
" حقيقة كارلا فتاة زيرو , هل سيتقبلها زيرو أم أنه سيرفضها "
كان ذلك هو العنوان , و ما زاده قهراً هو ما يحتويه المقال من كلام بذيء على كارلا .. أيضاً
استطاعتهم في التقاط صورٍ واضحة لها في المدرسة .!!
لم يعرف زيس كيف سيتصرف مع هذه الإشاعة .. وكيف سيمحيها , لقد حدث كل ذلك بسببه .!
لو أنه كان أكثر حذراً , أو أنه على الأقل استمع لما قاله له سوما .. لما حدث كل ذلك .!
ماذا ستكون كارلا الآن بالنسبة للناس .! والسؤال الأهم هنا .!! هل هذه حقيقه ؟ هل ما نشرته الصحيفة كان حقيقة ؟!
تعب زيس من التفكير لهذا
رمى الصحيفة على الأرض بعد أن مزقها بكل غضب وأخذ يدوسها بقدمه وهو يتوعد لهم فيما سيفعله لهم ..
هدأ فجأه , وتوقف عن الكلام مع نفسه بعدما تذكر أمر سوما .. فهو لم يعد بعد , حتى أنه لم يجري أي اتصال
ولم يسمع عنه أي أخبار منذ ذلك اليوم .!! أين اختفى ذلك الفتى ؟ ولمَ لم يتصل .! هذا ما كان يفكر فيه زيس قبل أن يخرج شاب بدا في أواخر الثلاثينيات من الحمام .!

..

صوتُ قهقهاتها هزت المكان كله , نظرت إليها الفتيات بتعجب واستغراب تام .! وكل ما جال في خاطرهم
أنها إما تذكرت شيئاً مضحكاً أو جن جنونها تماماً .!
أخذت تدور حول نفسها بفرح لدرجه أنها سحبت معها أحدى الفتيات لتدور معها
بعدها توقفت عن الدوران لتحتضن صديقتها وهي تقول
- أحبك , أحبكن جميعاً .!
أبعدتها الفتاة عنها بالقوة وهي تصرخ
– جولييت .! هل جننتي ؟! ماذا بكِ ؟!
ابتسمت جولييت ثم قالت متجاهلة ما قالته الفتاة
- من ستأتي معي إلى الحفلة الغنائية لزيرو التي ستقام الليلة ؟!
- وهل أنتِ فرحة لهذا الحد من أجل تلك الحفلة ؟!
اقتربت جولييت من سلة المهملات لتلقي بالصحيفة التي كانت تحملها بين ذراعيها هناك
ثم أردفت
- من أجل الحفلة ومن أجل أشياء أخرى , إن اليوم سيكون أجمل يومٍ في حياتي .!
,,

وقفت أمام منزل صغير تنظر إليه بحيرة وبدا أنها تبحث عن شيء ما فيه .!!