الفصل السابع عشر
في اليوم التالي أتي موعد انطلاقنا بالباخرة إلى انجلترا ذهبت مع أمي إلى الباخرة التي ستوصلنا كانت أمي تودع لولا وهي حزينة جدا لأنها لن تراها مجددا وأنا كنت أنظر يمينا ويسارا أنتظر قدوم نانسي وكنت أتساءل في نفسي : يا ترى هل نانسي ستأتي لتودعني ربما هذه آخر لحظة أراها فيها! فجأة رأيت نانسي وهي تلوح يدها إلي ببهجة وتناديني وكان برفقتها مايك وهو يبتسم لي بلطف أسرعت إلى نانسي وضممتها بشدة وأنا أدمع لأنني كنت قاسية معها وظلمتها أدمعت عينا نانسي معي وقال مايك مداعبا لنا : أوه كفاكما دلالا. قلت لنانسي : سامحيني أرجوك أعترف الآن أنك أفضل مني بكثير أتمنى أن أصبح مثلك يا نانسي. ابتسمت نانسي وقالت : اريكا لن أنسى مواقفي المضحكة معك لن أنساك أبدا أتمنى أن نكون دائما على اتصال. قلت لنانسي : بالتأكيد أعتقد أنني سأفقد أغلى إنسانة في الحياة سأفقد كنز ثمين سأفقدك يا نانسي. قالت نانسي بلطف : لا, لا تقولي ذلك نحن سنبقى على تواصل دائم. ثم أخرجت نانسي ورقة من حقيبتها وقالت ببهجة : مفاجأة! أنظري إلى شهادتي لقد نجحت بامتياز كم أنا مسرورة! ابتسمت بحزن على حالي لأنني خسرت اختباراتي النهائية بسبب تكبري وغروري وخسرت سنة بكاملها تحمل الكثير من الذكريات والتغيرات قلت لنانسي : هنيئا لك يا نانسي هذا لأنك طيبة تحققت كل أمانيك. ابتسمت نانسي وقالت : أنت أيضا طيبة. قال مايك لي : اريكا سامحيني لأنني كنت قاسيا معك لكنني حقيقة لم تكن تعجبني تصرفاتك وكنت أفعل ذلك معك فقط لتتغيري إلى الأفضل. ابتسمت وقلت لمايك : لقد نسيت كل شيء حصل في السابق وفتحت صفحة جديدة من حياتي. ثم نادتني أمي قلت لنانسي كلمة أخيرة وهي : وداعا يا صديقتي الغالية. ثم ذهبت إلى أمي وصعدت الباخرة معها وانطلقت الباخرة نظرت إلى نانسي ومايك بلطف وابتسامة رقيقة ولوحت يدي إليهما كان مايك واضع ذراعه فوق كتفا نانسي بحنان ثم قبلها على خذها وعاودت نانسي تقبيله على خذه ابتسمت وقلت في نفسي : أتمنى لكما حياة هنيئة يا أطيب زوجان. ثم صمت قليلا وأخذت أنظر بأمل إلى البحر وقلت : وداعا يا منزلي السابق وداعا يا لولا وداعا يا كندا. بعد مرور عشر سنين ..
دخلت منزلي وأنا أحمل أوراق كثيرة بيدي لقد أصبحت أضع نظارة طبية في عيني وأصبحت عملية وجدية مثل أمي إلا أن لمحة الغباء مازالت لاصقة في شخصيتي دخلت شقتي الفاخرة التي أقيم فيها بمفردي وقد سقطت بعض الأوراق قرب باب شقتي قلت بملل : أوه ما هذه الأوراق العنيدة! انخفضت لأرتب الأوراق فسقطت جميع الأوراق المتبقية التي في يدي أمسكت رأسي وقلت : ليس لدي وقت لأجمعك. ثم مشيت وتركتها مرمية قرب باب شقتي في الداخل جلست على كرسي وأنا مرهقة وإذ بي أجد أمامي كرت جميل مزخرف مثل كروت الزفاف قلت بتعجب : عجيب من يا ترى سيتزوج؟! فتحت الكرت بتعجب وفضول فقرأت .. في ليلة قد أشرقت أنوارها يجتمع فيها الأحباء ليحتفلوا بها بكل سرور بمناسبة عيشهما معا وإلى الأبد قصة حب جميلة دارت بينهما اتفقوا على العيش معا في السراء والضراء بسعادة وتعاون واخلاص ومحبةأبدية نبارك للعروسين الجميلين بمناسبة اقتراب موعدزفافهما
ويسرنا حضوركم زفاف
التاجر مايك روبرتعلى الطبيبة نانسي مارك
وبحضوركم يتم لنا الفرح والسُّرور والعاقبة لديكم بالمسَّرات
أخذت أفكر للحظات أتذكر من نانسي ومن مايك ! ثم قلت لنفسي : كفاك غباء يا اريكا هذه نانسي صديقتك هل يعقل أن تنسيها! أسندت ظهري على الكرسي وقلت : آه نانسي صديقتي الوفية لم تنساني إلى الآن! كم كانت أيامنا ممتعة هنيئا لك على زفافك بالتاجر الجميل مايك أتمنى لك حياة زوجية جميلة خالية من المشاكل والمتاعب علمت الآن لماذا أختارك أنت لأنك طيبة ولطيفة ومتسامحة عكسي سابقا تستحقين الخير كله.. ثم وضعت قدماي على الطاولة التي أمامي وقلت : بالتأكيد سأحضر زفافك يا نانسي لن أفوت علي فرصة رؤيتك بالفستان الأبيض. ثم نظرت إلى الأعلى وقلت أفكر : يا ترى هل نانسي تغيرت أم ما زالت كما هي! أتمنى أن لا تكون قد تغيرت. ثم نظرت إلى الرواية التي قربي إنها روايتي التي ألفتها رواية دموع مزيفة أصبحت الآن أعمل صحافية ناجحة وكاتبة في الوقت نفسه أصبحت امرأة تفكر فقط بعملها والاجتهاد به فجأة أتت في بالي فكرة أن أألف قصتي مع نانسي ومايك فكرة رائعة ربما ستكون أجمل من باقي رواياتي التي ألفتها وسوف أحصل من خلالها على ثروة كبيرة حينها سوف أسافر إلى اليابان وإلى أي مكان أريده حتى إلى الفضاء طبعا ذلك في الأحلام أتمنى أن تصبح مغامراتي مع نانسي ومايك من أجمل رواياتي لأنها ذكرى خالدة ملموسة استفدت منها الكثير. *النهاية*