رد: سلوك المدراء مقاربات مختلفة
يعكف أساتذة إدارة الأعمال والتجارة في جميع أنحاء العالم حالياً على صياغة مسائل القيم والأخلاقيات ومسؤولية الشركات بطرق متنوعة. فالقلق بشأن الموارد الطبيعية المحدودة والضرر الذي يلحقه النشاط الصناعي بالبيئة يدعم، على سبيل المثال، مبادرات إجراء الأبحاث وتدريس موضوع الاستدامة.
وقد اشتركت مبادرة غلوبل كومباكت التابعة للأمم المتحدة في عام 2004 مع جامعة صابنسي (إسطنبول) ومع كلية وارطن بجامعة بنسلفانيا في تقديم مؤتمر ذي شقين: "سدّ الفجوة: البيئة المستدامة". واجتذب هذا المؤتمر أعضاء في الهيئات التدريسية في الكليات ورجال أعمال من كل أنحاء العالم.
تُصمم Egade-itesm، وهي كلية للدراسات العليا في الأعمال والتجارة في جامعة مونتيري تيك، في المكسيك، مرموقة عالميا، مساقات دراسية لهادة ماجستير مستحدثة في إدارة الأعمال (mba) تركز على التنمية المستديمة وإدارة التكنولوجيا للمساعدة في خلق مشاريع أعمال جديدة قابلة للاستدامة. سوف يتم تنظيم البرنامج حول تجارب دراسة مشاريع كما أنه سيتضمن أبحاثاً من شبكة لمراكز الأبحاث في أنحاء المكسيك.
وطوّرت كلية جونسون للدراسات العليا في الإدارة في جامعة كورنل مركزاً للشركات التجارية العالمية القابلة للاستدامة يضم منصب أستاذية ويؤمن التركيز على أبحاث المواضيع العلمية المتقاطعة، ووضع المناهج الدراسية، والشركات، والشراكات التي لا تبغي الربح.
كما يعكف الكثير من كليات الأعمال والتجارة حول العالم على الاستفادة من مصادر القلق والتقاليد المحددة في مناطقه لإعداد جيل المستقبل من قادة المؤسسات التجارية لإدارة أعمالهم بشكل فعال وأخلاقي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، طوّر معهد س.ب.جاين للإدارة والأبحاث في مومباي بالهند، عدة مبادرات بما فيها تأسيس مركز تطوير مواطنية الشركات، الذي يوفر للطلبة تجارب خارج حجرات الدراسة لتنمية حساسيتهم إزاء ما لإدارة الأعمال من تأثير اجتماعي. وقد قام هذا المركز، خلال العقد الأخير، بتنفيذ أكثر من 800 مشروع شاركت فيها أكثر من 50 شركة ومئة منظمة غير حكومية. ومشروع جيتا شبهير التابع للمركز ، هو عبارة عن ورشة عمل داخلية تدوم يومين وتقام في أشرم (مؤسسة للدراسات الروحية) تُعرِّف الطلاب على جوانب الحياة الروحية والإدارة الذاتية المرتكزة إلى تقاليد الكتب المقدسة الهندية.
أما المعهد الآسيوي للإدارة في مانيلا فقد كان سباقاً في منح شهادة ماجستير في إدارة التنمية مُصممة خصيصاً لأعداد القادة الذين سيعملون في الاقتصاديات الناشئة على معالجة التحديات الخاصة والفرص التي تضمنها تلك الاقتصادات.
وتُطور كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة ستلنبوش بجنوب أفريقيا برنامج دكتوراه في القيادة والحوكمة والأخلاقيات يرمي إلى مماشاة أهداف الشراكة الاقتصادية الجديدة للتنمية الإفريقية.
وهناك أيضاً العديد من الشبكات مثل الشبكة الأوروبية لأخلاقيات العمل التجاري التي تضم أعضاء من 33 بلداً يعملون من أجل إقامة اتصالات بين العاملين في الحقلين الأكاديمي والتجاري، ومن أجل تشجيع الأخلاقيات في ممارسات التعليم والتدريب والتنظيم.
ولا يقتصر الالتزام المتزايد بالقيم وبالمسؤولية في تدريب قادة الشركات التجارية على بلد واحد أو مدرسة نظرية واحدة. ويمكن تنظيم القضايا التي تتزايد الحاجة إلى تدريسها حول مسائل تتعلق بالغرض والسياق الاجتماعي ومعايير القياس؛ وتشمل الأدوات والمقاربات المطلوبة لتناول تلك المسائل السيكولوجيا الاجتماعية والانثروبولوجيا، والتقاليد الروحية العالمية، والتاريخ السياسي، والمفاوضات، والسياسة العامة، وهلم جرّا.
أما الشيء الذي يتشاطره الجميع فهو إدراك متعاظم بأن التحديات التي تواجهها منطقة ما سرعان ما تصبح تحديات يواجهها العالم، وأن معايير العمل التجاري المتعارف عليها لا يمكن أن تظل لزمن طويل مختلفة عن حاجات وتوقعات المجتمع الأوسع. دور المدرسين
بوسع المدرسين أن يقدموا السياق والمنظور لمساعدة المدراء في إعادة صياغة التضاربات في أطر جديدة كتحديات مشتركة بدلاً من قيم متعارضة. وبوسعهم تقديم الأمثلة عن تضاربات مماثلة تمّ حلها في الماضي. بوسعهم تعليم المدراء كيفية الاتصال عبر اختلافات ظاهرة بغية التوصل إلى اهتمامات وحلول مشتركة. ولعل الأهم هو أن بوسعهم تعزيز حقيقة كونه من غير المحتم أن تكون المعايير المتعارف عليها في النشاطات التجارية متضاربة مع التوقعات المجتمعية الأوسع، وأن الواقع هو أنه لا يمكن لها أن تبقى كذلك لفترة طويلة.
وإذا تمت صياغة ما للشركات التجارية من تأثير اجتماعي فقط كمسائل أخلاقية، يصبح بوسع الفرد أن يجادل بشكل مقنع أن تدريس إدارة الأعمال والتجارة للطلبة يأتي في مرحلة متأخرة جداً بحيث لا يمكنه تغيير سلوك الطلاب. كذلك، قد يعترض أعضاء الهيئة التدريسية المتخصصين في الاقتصاد أو علم النفس أو الإدارة قائلين إنهم يفتقرون إلى دراسة رسمية متعمقة في الفلسفة ولا يستطيعون بالتالي التحدث عن القيم في غرف الصف. وعلاوة على ذلك، كثيراً ما تعثر النقاش في الولايات المتحدة، حول مسألة ما إذا كان يجب تدريس الأخلاقيات كمقرّر تعليمي بمفرده أو دمجه في مجالات أخرى في إدارة الأعمال كالتسويق والموارد المالية والمحاسبة.
من جهة أخرى، عندما يتم صياغة المسائل الأخلاقية كمسائل تتعلق بحلول مبتكرة للمشاكل، يكون دور التعليم أساسياً بشكل واضح. وعندها يمكن تزويد الطلاب بالأدوات والأساليب التحليلية والسياق وتمارين تعزيز المهارات، بدلاً من إلقاء المواعظ عليهم.
وقد أصبح تصميم المناهج الدراسية يعكس بصورة متزايدة حقيقة وجود حاجة إلى مُقررات تعليمية مكرسة حصرياً لمواضيع مثل القيم وصناعة القرارات والإدارة المستدامة ودور الشركات التجارية في المجتمع، بالإضافة إلى وجود حاجة إلى مناقشات مبنية على القيم مدمجة في المجالات الوظيفية حيث من المرجح أن تبرز المسائل الصعبة.
فالمقررات التعليمية الخاصة بالتسويق مؤهلة بنوع خاص لمعالجة ما للتسويق لفئة معينة أو التسويق المرتبط بسبب، على سبيل المثال، من تأثير اجتماعي. في حين أن المقررات التعليمية الخاصة بالمحاسبة هي المقررات الملائمة أكثر من غيرها لدراسة التأثيرات المحتملة لمقاربات المحاسبة المختلفة على نوعية المعلومات التي تنجم عنها والحوافز الإدارية التي تميل إلى توليدها.
والواقع هو أنه عندما تتم صياغة الأخلاقيات والحوكمة كمسائل تتعلق بالهدف من النشاط التجاري والسياق الاجتماعي ومعايير القياس،فإنها تصبح عندها من أهم الدروس التي ينبغي أن يتعلمها مدراء المستقبل
__________________ راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك للتواصل عبر الاميل او الماسنجر اسف عل التاخير في الرد عليكم |