02-13-2011, 09:09 AM
|
|
عينا كاي و ليو تراقب ما يحدث داخل القاعة حيث أن جدرانها من الزجاج و هذا المعتاد في محطات القطار و كذلك في المطارات , بحيث يكون الجالس في قاعة الانتظار يرى القادمين في قاعة الوصول و هكذا ..
همس ليو : يبدو أن أحدهم في ورطة
بادله كاي الهمس بنبرة قلقة : أخشى أن تكون آني
التفت له ليو في حدة و هو يضيق عينيه قائلاً بصوتٍ يترنح بين الهمس و الغضب : آني هنا !
رفع كاي سبابته أمام فمه و هو يهمس : ششش .. ستفضح مكاننا
تمتم ليو بهمس مجدداً : لم أتت ؟
و قبل أن يُجيبه كاي وصل لأذنيهما صوتٌ , يدركان تماما ماهيته
التفتا ليجدا رجل ضخم يُصوب مسدس نحوهما
قال في صرامة : ارفعا أيديكما و تقدما
تردد كلاهما خشية أن يُطلق النار فور أن يلتفتا و لكن ما لبثا أن أطاعا الأمر و تقدما نحو باب الصالة بإشارة من تلك الرأس الضخمة
دخلا أولاً ليسمعا صوت الرجل في نهاية القاعة بقول ساخراً : وقعتم أخيراً .. ستنتظرون هنا معنا حتى يُلبوا مطالبنا
قال الضخم بتعجب : لما لا ترتدون زي الشرطة ؟ أ أنتما شرطة خاصة ؟!
اتسعت عينا ليو قبل أن ينفجر ضاحكاً و هو ينزل يديه ليُمسك بطنه مردداً : شـ شرطة خاصة .. أين سمعت بهذا النوع من الشرطة ؟!
ثار غضب الضخم و هو يصرخ فيه : ارفع يدك
رفعها فوراً و هو يقول بنبرة ليستفزه : على مهلك يا رجل , فأنا أعزل من السلاح كما ترى و لا أتبجح بمسدسي مثلك
لكمه الضخم بقوة و فجأة ليتراجع ليو خطوة واحدة فقط للوراء قبل أن يمسك بفكه محركاً إياه في ألم هامساً : يا لشراستك .. ماذا فعلت أنا ؟
ابتسم هامساً : لم تفعل شيئاً - أردف في تهكم واضح - أيها البريء!
ألقى كاي نظرة سريعة على الصالة مُفكراً : لا أرى سوى اثنين و قد كانا أربعة .. ربما الآخران في غرفة التحكم
جلس هو و ليو أمام ذلك الضخم و قد وقف فوق رأسيهما يلوح بمسدسه يُمنة و يُسرة
فُتح الباب الإلكتروني فدخل ذلك الشاب الذي اخترق نظام المحطة قائلاً : سيرسلون ما نُريد
سأل ليو بتهكم : و ما الذي تُريدونه ؟
هنا فجّر الزعيم ضحكة عالية قبل أن يجيبه : طائرة بها وقود يكفي للطيران يومين كاملين مع طيارٍ ماهر - أردف ببرود - إن تأخروا فسأقتل هذه الصغيرة أولاً
قالها و هو يشير لرأس آني المخفي تحت ذراعه بالمسدس
نظر الاثنان نحو الفتاة التي بين يديه في شك و كلاهما يُفكر : " هل هي آني "
همس ليو : كاي هل هي قادمة على هذا القطار ؟
اكتفى كاي بهز شفتيه
بدأت آني تضرب الأرض بقدمها في تأفف
قبل أن تتمتم بانزعاج : أستطيع الوقوف وحدي , دعني
صرخ بها الزعيم : إن لم تصمتي فسأفرغ رصاصات مسدسي في رأسك التافه هذا !
اتسعت عينا كاي في ذهول و لكنه تدارك الأمر و هو يقول للزعيم : لن تستطيعوا النجاة إن قتلتموها , ستُنسف طائرتكم في الجو و تتحولوا لأشلاء !
تمتم الزعيم : إذاً سأأخذ تلك الصغيرة الحلوة معي , أليس كذلك يا صغيرة ؟
هتفت آني في انزعاج و بصوتٍ حاد طفولي : لا لا .. أنت شرير و لن آذهب معك !
ابتسم الزعيم و ربت على شعرها قائلاً : لطيفة !
تحدث كاي بجملة باللغة الروسية لينتقل الذهول لليونارد الذي رد عليه باللغة نفسها
- ليو , إنها آني .. لا أدري ما برأسها
- كيف عرفت ؟
- عندما ضربت على الأرض بقدميها , ترجم مخي تلك الضربات
ضحك كاي ليضحك ليو مُكملاً الحديث : و هل تحدثت أصابعها أيضاً ؟
- كفاك سخرية .. لن تفهم الأمر أبداً
هز ليو كتفيه قائلاً : إنه درب من الخيال يا كاي و قد وضعتك والدتك مع آني على أوله و عليكما اكماله حتى النهاية
- معك حق
صرخ الزعيم بعد أن أفاق من صدمة مراقبة تلك اللغة الغريبة : توقفاً , لا تتحدثا بلغة لا أفهمها
تمتم ليو بنبرة خضوع مصطنعه : حسناً
سمع الجميع صوت أشياء تنكسر
قبل أن يظهر شخص ما قادم من القاعة الأخرى لم يتبين أحد ملامحه
أمرهم الزعيم : مارك , بين .. اذهبا و أحضراه إلى هنا
التفت ليو بسرعة و بيده خنجر صغير أخرجه من بين ثنايا ملابسه عندما أنزل يديه للضحك و غرزه في قدم ذلك الضخم
ركله الضخم ليستقر على بُعد 3 أمتار داخل القاعة عند قدمي الزعيم الذي ضغط بقدمه على بطن ليو هاتفاً : وغد .. تستحق الموت
رفع قدمه ليضربه مجدداً و لكن كاي وجه إليه لكمة جعلته يترك آني
مد الرجل ذراعه ليُمسك بيد آني و يجذبها نحوه متصدياً بذلك لـ لكمة أخرى وجهها كاي لبطنه فجاءت آني في اللحظة التي لا يمكن التراجع فيها لتتلقاها بدلاً عنه
و تجحظ عيناها بشدة لقوتها
ارتفع صوت الرصاصات خارج القاعة
الكثير من الزجاج المهشم يتطاير هنا و هناك
صرخات المحتجزين الأبرياء تملأ الأرجاء
دخل مارتن و سامنتا الصالة بعد أن تمكنا من القضاء على مارك و بين
فحصل ذلك الضخم بين على رصاصتين في ساقه اليمنى و واحدة في كتفه الأيمن
بينما مارك فقد فقد الوعي من أول رصاصة و قد أصابت فخذه الأيسر !
__________________ |