عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 02-13-2011, 10:50 PM
 
,
تحت الغطاء كانت تجري تلك الكائنات المائية الصغيرة اللامعة
تتسابق و كأنها في ماراثون رياضي
يد آني استقرت فوق رأسها , في نفس المنطقة التي ربتت فيها السيدة !
تتذكر أياماً بعيدة ..
المفترض أن تنسى , لكن تلك الطفولة المبتورة تأبى تركها تنعم بهذا الحق
لمسات أمها الحنونة , حضن أبيها , ضحكات أخيها
براءة طفولتها سُلبت منها
عرفت لون الدم
اشتمت رائحته بل تغلغلت تلك الرائحة في خلاياها
حتى ألفتها تماماً
When you did nothing but weep,




I was also at a loss.


and my heart was in pain.

فُتِحَ الباب فجأة و سمعت صوت كاي القلق و هو يصرخ باسمها : آني .. آني
حينها توقفت تلك الصور تماماً لكنها تريدها , تريد أن تسترجع تلك الأيام مجدداً
تريد أن ترى والديها على قيد الحياة
تريد تلك السيدة .. هلنسكي
تريدها أن تحتضنها لكنها تعلم يقيناً أنها لن تجرؤ على طلب ذلك
و لن تترك نفسها تهنأ بهذا الحضن أبداً

نفض كاي الغطاء عنها فوجدها تهذي بكلماتٍ غير مفهومة
و سباق الدموع الجريح .. لم ينتهي بعد !
تحسس جبينها ليجد حرارتها مرتفعة , أخرج هاتفة المخصص للعمل و اتصل برقم المعمل ليرد تيم : كاي .. ما الأمر ؟ , أتدري ما الساعة الـ
قاطعه كاي : تيم تعال لغرفة آني بسرعة
لم تمضِ دقيقة إلا وكان تيم يدلف لغرفة آني ممسكاً بحقيبة جلدية سوداء
تشبة حقائب الحاسوبات المحمولة و قد ارتدي معطف أبيض خفيف فوق ملابس نومه
جلس على المقعد الذي تركه كاي له فور دخوله ليضع حقيبته على السرير و يفتحها
أخرج ورقة لاصقة بحجم العقلة و لصقها بعناية على جبهة آني
ثلاث ثوانٍ ثم نزعها و تمتم بتعجب : حمى !
شاركه كاي التعجب و هو يسأل : أ تعني أن هذا ليس له علاقة بـ..
هز تيم رأسه و تمتم و هو يتثائب : لا أبداً .. أ تعلم كاي أصغر متدرب سيعلم على الفور أنها حمى – نهض و هو يشير لساعة يده - إنها الثالثة و النصف فجراً .. أرجو أن تراعي أنني لستُ عميلاً أقضي الليالي دون أن أغفو و لو قليلاً !

رمقه كاي بطرف عينه و هو يتذكر تلك المهمة التي اقتضت وقتها أن يظل تيم متابعاً معهم ما يحدث خطوة بخطوة حتى سقط نائماً بعد مرور 52 ساعة دون نوم

و من حينها و هو يردد هذه الجملة كلما أيقظوه ليلاً !

قبل أن يُغادر الغرفة التفت لكاي فوجده ينظر نحو آني فلم ير ملامح وجهه جيداً , قال بهدوء : قم بعمل بعض الكمادات لها فعلى الأرجح أنها لم تتحمل هذا الجرح رغم أنه ليس عميقاً .. ربما هي من النوع الذي يصاب بالحمى إن أغلقت الأبواب أمامه و شعر أن لا حل لمشاكله أبداً .. أعرف صديقاً لي كلما تراكمت الهموم فوق رأسه سقط في هذه الحمى المرعبة , يهذي طوال الليل
وجد أن كاي ليس معه البته إذ لم يلتفت نحوه و لم يرد عليه حتى!..فغادر في صمت .

لأول مرة يشعر كاي بهذا الإنجذاب الغريب نحو أخته
يشعر أنها جزء منه , من أفكاره و مشاعره و خيالاته
هز رأسه بشدة و هو يفكر : إن حدث هذا فستكون آني في خطر .. ستكون نقطة ضعف كبيرة ! – تطلع إليها في حنان و قد شاب الحزن نظرته تلك – يبدو أن هذا يحدث رغماً عنا آني , أرى أن الأمر مُقدر
تنهد و هو يجلس بجوارها بعد أن أحضر علبة الثلج ثم وضع قطعتين داخل منديل قماشي خاص بتلك الأمور ليمسح به على جبهتها في شرود مستغرقاً في تفكيره الخاص : استعدِ لما هو قادم يا صغيرتي .. أسف من الآن على ما سيحدث !
__________________