02-13-2011, 10:56 PM
|
|
ابتسم في هدوء مجيباً : لأنكِ تحملين في رأسكِ تكنولوجيا انقرضت قبل أن تبدأ آني قطبت حاجبيها و هي تنظر نحوه في استغراب : ماذا ؟ .. أ تسخر مني يا هذا ؟! نفى نايجل في جدية تامة : أبداً . استدرك في برود : ما لا تعرفينه آني , أن والدتك زرعت شريحة متناهية الصغر برأسك الجميل هذا و توأم لهذه الشريحة برأس أخيكِ كاي .. مع قليل من التدريب ستصبحان قادرين على التخاطر و لا أعرف إن كان هناك مميزات أخرى لها لأننا لم نر مثلها قبلاً فقد ماتت والدتك و اختفت الأوراق الخاصة بتصميمات الشرائح ! حملت نبرته الكثير من الأسف و هو يلفظ جملته الأخيرة بينما حمل وجه آني الكثير الكثير من الصدمة و الذهول التام قالت في محاولة للتماسك و هي تستند على الطاولة : سأغادر الآن و .. ردي سأعطيك إياه فيما بعد رمقت كاي بنظرةٍ ميتة قبل أن تقف أمام ذلك الحائط لتتشكل تلك الفتحة السحرية و تخرج من الغرفة . لا تذكر كيف اهتدت لطريق غرفتها وسط تلك الممرات المتشابكة غير أنها وصلت ! , جلست على سريرها ثم أسندت رأسها بين يديها و هي تردد غير قادرة على منع نفسها من التساؤل : كيف ؟ كيف عشت 18 عاماً من حياتي دون أن أعلم بهذا كيف ؟! ضحكت في سخرية باهتة : و قد ظننتُ أنني عبقرية فذة عندما كنت أتعلم كل شيء في سهولة و أحفظ كل شيء .. أي أنني مجرد فتاة عادية دون تلك الشريحة الغبية ! ربما لم أفكر بالعودة إلى نيويورك إن لم أتعلم فنون القتال التي كانت تغذي رغبتي بالانتقام ربما لو علمت بهذا لكنت هنا مع كاي منذ زمن ربما .. ربما كنت عشت فتاة طبيعية , لدي العديد من الأصداقاء و الأهداف المستقبلية بعيداً عن هذا الطريق نهضت من مكانها هاتفة : كـلا .. كـلا ليس هذا ما أنا هنا لأجله .. ليس لندب الحظ و النحيب .. ليس لهذا أبداً كان صدرها يعلو و يهبط نتيجة الأفكار الكثيرة التي تحيط بها من كل جانب ضربت بيديها على الحائط لتئن بسبب كتفها , أمسكت به و هي تتراجع في ترنح للسرير لتجلس هامسة : أنا وكاي .. لا أنا فقط ! .. منذ أن بدأت أعي و أنا وحدي لماذا أحتاجه الآن .. فليذهب حيث يشاء و ليفعل ما يشاء , لا شأن لي به و لا شأن له بي . أنهت جملتها لتتكوّر على نفسها , ضمت ركبتيها نحو صدرها محتضنةً إياهما بعد أن دفنت رأسها بينهما و استسلمت للنوم مرة أخرى ● [ الساعة الثانية ظهراً /●/ الطابق الثالث عشر الخاص بغرف أعضاء الفريق الأول ] ● غرفة كاي /~ مكسوة بورق حائط أبيض عليه بعض البقع المتناثرة اللامعة , ما عدا أحد الحوائط كانت مطلية باللون الأسود , يتوسطها مدفأة بيضاء , فوقها صورة لطفلتين , إحداهما تملك شعراً أشقر و عينين خضراوتين و الأخرى تملك عينين فيروزيتين و شعر بني فاتح , تجلسان على العشب و قد ارتسمت السعادة على ملامحهما . بجوار تلك المدفأة كان هناك مقعدان , الأيمن يحمل كاي و الآخر ليو و كان الأول قد أسند رأسه على ظهر المقعد و قد أغلق كلتا عينيه , بدا أنه في عالم آخر تماماً
[
CENTER] بينما ليو جالس أمامه يترقب أي كلمة منه سأل هذا الأخير في تردد : هل تعتقد أنها ستوافق ؟![/CENTER] أجابه كاي بنبرةِ هادئة : إنها فرصتها و لا أظن أنها ستضيعها أبداً تمتم ليو : شعرت أنها ليست آني التي أعرفها ابتسم كاي بشحوب و هو يرد ساخراً : آني لم تعد آني كما أن كاي لم يعد كاي
[
CENTER] بادله ليو السخرية : أنت مُحق .. [/CENTER] ساد الهدوء على المكان قبل أن يقطعه كاي هامساً : إنه كالعاصفة , ذلك الشعور الذي يسيطر على قلبي كالعاصفة .. أشعر أنني لن أنعم بحياة طبيعية أبداً , علي أن أحارب المجرمين , من اغتالوا أبي و أمي و غيرُهم . استدرك مُغيراً الموضوع و هو يقف : صحيح علي أن أعتذر من سامنتا , فقد ظننتُ أنها من طلبت الأجازة من ميشيل و ليس نايجل .. ذلك الأحمق , دائماً يوقعني في المشاكل – أكمل بخبث – و لكن زوجته امرأة لطيفة جداً و رائعة الجمال لا أدري ما الذي تحبه في ذلك الأحمق فُتح باب الغرفة ليدخل نايجل في برود قائلاً من بين أسنانه : لقد كررتها مرتين – يقصد كلمة أحمق - ! ابتسم كاي في خبث , قائلاً : أحمق .. أحمق .. أحمق رفع يده اليمني مشيراً للرقم الخمسة رفع نايجل حاجبه الأيسر ثم خفضه قائلاً : تريد نزالاً ؟! اتسعت ابتسامة كاي و هو يتجاوز نايجل كتفاً بـِ كتف .. هو الوحيد الذي يفهمه دائماً !.
__________________ |