عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 03-11-2007, 02:43 AM
 
رد: الإيدز يكتسح جنوب العراق بسبب زواج المتعة

ندوة جريئة في تلفزيون مصري .. موضوعها زواج المتعة !


أثار الباحث الإسلامي المصري جمال البنا ضجة كبيرة بين أوساط الشيوخ التقليديين هناك ، عندما دعا إلى إلغاء المذاهب السنية الأربعة التحريم الذي فرضه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على الزواج المنقطع ( المؤقت ) .

واتهم عدد من الشيوخ التقليديين في مصر ، من بينهم مفتي الجمهورية السابق نصر فريد واصل ، الأستاذ البنا بإباحة ما أسموه بالزنا والفسق والفجور عبر دعوة لرفع الحظر عن الزواج المؤقت تضمنها أحد كتبه الصادرة حديثا .

ولتسليط الأضواء على دواعي الضجة المثارة ، استضاف برنامج " الحقيقة " الذي يقدمه الكاتب الصحفي وائل الإبراشي من على شاشة قناة " دريم " ( الحلم ) الثانية الفضائية المصرية التي تبث برامجها على القمر " نايلسات " ، مطلع هذا الأسبوع ، المفكر جمال البنا ( شقيق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ) والباحث الإسلامي الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس ( عضو هيئة التدريس بكلية طب جامعة المنصورة ) من جهة ، والشيخ يوسف البدري من جهة ثانية .

وفي بداية الندوة ، التي لم يسبق لها مثيل في الإعلام المرئي في مصر ، أشار الصحفي وائل الإبراشي إلى أن دعوة البنا إلى رفع الحظر عن زواج المتعة فتحت عليه أبواب جهنم ، حيث اتهمه مشايخ أزهريون اتهامات تصل إلى حد التكفير .

الشيخ الأزهري يوسف البدري ، من جانبه ، ادعى أن الأستاذ جمال البنا أتى في كتابه بمغالطات كثيرة ، زاعما أن القول بأن النبي أباح الزواج المؤقت قول خطر وفيه تقوُّل على رسول الله . وقال أيضا إن النبي " والله ما أباحه " على حد قوله !

و زعم الشيخ البدري أن الزواج المؤقت كان من بين أنواع الزواج العشرة المشهورة في الجاهلية ، التي ذكرتها أم المؤمنين عائشة ، وقد تم تحريمه إلى الأبد في " غزوة أوطاس " !

وأوَّلَ البدري الآية " فما استمتعتم به منهن " بأنها تعني حق الاستمتاع في الحياة الزوجية الدائمة فقط !

و نفى الشيخ المذكور أن يكون عمر بن الخطاب قد حرّم ما أحله رسول الله ، وتساءل : وكيف يحرم ولم يعترض عليه الصحابة ؟ أما الصحابة الذين أباحوه فهم ثلاثة فقط ، ولم يبلغهم أن النبي قد حرمه ، كما قال !

و ادعى الشيخ البدري أن الصحابة كانوا يفعلون أشياء بعد وفاة الرسول ، ثم يأتي من يخبرهم بأن الرسول كان قد نسخها فيمتنعون عنها . وقال : ليس شرطا أن يبلغ كل من الصحابة كل شيء .

لكن الشيخ يوسف البدري لم يتطرق إلى ما يتوجب على المسلمين فعله الآن إزاء الإلتزام أو عدم الإلتزام بالحديث الذي يرويه السنة عن النبي " أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتم " بعد أن أثبت الشيخ أن بعض الصحابة لا يدري ما الذي أُقِرَّ وما الذي نسخ من الأحكام !

من جهته ، أكد الأستاذ جمال البنا أن التحريم والتحليل ليس من شأن عمر . مشيرا إلى أننا لو افترضنا جدلا أن النبي حرّم الزواج المؤقت ، فإن المصلحة التي يعتبرها السنة من الأدلة الفقهية توجب اللجوء إلى هذا الزواج لحل المشكلة الجنسية للشباب .

وعاد الشيخ يوسف البدري واعتبر زواج المتعة زنا كالزواج العرفي وزواج المسيار على حد زعمه . واعتبر دعوة البنا إليه دعوة إلى زنا صريح ولكنه مقنن ، على حد تعبيره .

أما الأستاذ جمال البنا فاعتبر كلام البدري إنشاءً بليغا ، لكنه بعيد عن الواقع المعاش . واستنكر عليه اعتبار الزواج العرفي و زواج المسيار زنا .

واعتبر الدكتور أحمد راسم النفيس قول البدري بأن زواج المتعة زنا وفجور نوعا من القذف ، ذلك لأن المذكور زعم أن الفقهاء المسلمين الذين أباحوه فاسقين ، وهذا الزعم نوع من الفحش ، ومن يقدم عليه فهو فاحش . ودعا النفيس البدري إلى الكف عن هذا الأسلوب الذي يشبه التكفير .

وأضاف الدكتور النفيس بأن " بنايات " عقائدية كاملة تقام لدى السنة على حديث واحد ، ويدخل ناس في الملة ، ويخرج آخرون منها على أساس رواية ، مثل رواية إطلاق اللحية بلا قيد أو شرط ، التي أصبحت مقدسة ، وكذلك رواية : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة (مساجد) ، وهي رواية وحيدة أيضا ، لكن عشرات النصوص تهمل لأنها لا توافق رأي المعنيين .

وقال النفيس إننا نتعامل مع قضيتين تغافل عنهما السادة الذين ناقشوا الأمر . الأولى : أن هناك مذهبا خامسا أقر بشرعيته وجواز التعبد به الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق وأشار الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه " الميراث عند الجعفرية " إلى أن أستاذه الشيخ أحمد إبراهيم لفت نظره إلى أهمية هذا المذهب ، وبدأوا يقتبسون منه بعض المواد في قانون الأحوال الشخصية . و القضية الثانية هي قضية مفهوم النص ودلالته ، إذ أن عندنا عشرة نصوص ليست على مزاج السادة الشيوخ فتضرب عرض الحائط ، ويأتي الشيخ البدري ليزعم أن زواج المتعة كان مباحا في الجاهلية فقط . ثم قرأ الدكتور النفيس نصوصا وردت في صحيحي مسلم و البخاري والتفاسير حول حلية زواج المتعة ، ومنها ما ورد في تفسير ابن كثير للآية " فما استمتعتم به منهن " وتأكيده على أنها تتعلق بنكاح المتعة ، ثم قال النفيس ساخرا : ليس مستبعدا أن يرمى المفسر ابن كثير بكونه داعية زنا وفجور .

وأضاف : عندنا عشر روايات لا تعجب الشيوخ فيقولون زواج المتعة زنا ، ولكنهم يتمسكون بحديث واحد هو : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة ، ويكفرون الناس على أساسه !

وأكد الدكتور أحمد راسم النفيس أيضا أن عمر بن الخطاب " حرَّم " زواج المتعة مع متعة الحج بقوله " متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما ، متعة النكاح ومتعة الحج " فكيف ينهى عن شيء ورد في كتاب الله و نزلت به آية إلى يوم يبعثون ( متعة الحج ) " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي " وكيف سقط النهي العُمَري فيما بعد عن متعة الحج وبقي على متعة الزواج ؟!

أما الشيخ يوسف البدري فقد قال إن شلتوت كان رجلا مجتهدا والاجتهاد لا يسقط الاجتهاد ، وهو قال أشياء كثيرة ثم سقطت من بعده !

وعلق على قول النفيس ، بأنه جاء بكلام الشيخ أبي زهرة ، وما دام هذا هو المذهب الجعفري فهو المذهب الخامس الذي نتعبد به ، لا تؤاخذني ، نحن نتعبد بالنص ، فليس معنى أن المذهب الجعفري وافق أهل السنة والجماعة في مسائل ، ليس معناه أن كل ما جاء به المذهب الجعفري نوافق عليه ، على حد تعبيره ، بالحرف الواحد !

تجدر الإشارة إلى أن المذهب الجعفري هو مذهب أهل البيت المأثور عن الإمام جعفر الصادق حفيد رسول الله . ومن الجدير بالذكر أيضا أن المصريين يقدسون مقام ( مرقد ) إحدى بنات الإمام الصادق ، وهي السيدة عائشة المدفونة في القاهرة ، ويسمون بناتهم باسمها على نطاق واسع . فكيف لأحد أن يقدس ابنة الإمام الصادق و لا يحترم علمه و فقهه !

و أخيرا زاد البدري الطين بلّة حينما زعم أن كل أسانيد الزواج المؤقت منسوخة ، وأن الصحابة كانوا لا يعلمون كل السنّة النبوية !

وفي الختام ، أكد الدكتور أحمد راسم النفيس أن شيوخ السنة لا يقبلون من النصوص إلا ما يتفق مع رأيهم . مضيفا بأن من يتزوجون زواجا مؤقتا هم أناس ذوو ظروف غير تقليدية ، وليس كل الشيعة يتزوجون مؤقتا كما يتهمون .