عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2011, 06:32 AM
 
Post ذرّات المِلح عَلَى حَوَافِ فنجَان القهْوَة .. مُفــَارَقة !








م ـدخل .. }}



يُقال أنّ حُب القهوَة يُمثل الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا


كنتُ مقتنع تماماً بذلك .. إلَى أن سَمِعت مَعلومَة مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعاصرين يقول : بل انها تمثل التشاؤم و السلبية و الميل للنقد !


طبعاً حفيد افلاطون ليس أحد علماء النفس و لا أحد فلاسفة الإغريق ، هو مجرد [ ذرة ملح على فنجان قهوة ]





















كل ما خطر بذهني هذا الصباح و أنا أحرك كوب القهوة بين أناملي الباردة


هو كيف ستكون حياتنا لو أننا نتعامل مع مشكلاتنا الحياتية و كأنها [ ذرات ملح على فنجان قهوتنا اللذيذة ] !


هل سندع تلك الذرات البشعة تسرق منا لذة كوب كامل من القهوة السكرية الساخنة ؟!




















نقد لاذع


.............. خيبات أمل


خيانة


..............إحباط


حرمان


..............سقوط مرير


فشل


..............اكتئاب


إرهاق


..............ظلم





ثم كفى !
كفى !
كفى !














لست ممن عاشوا قروناً على هذه الأرض ..


لكن سنيني القليلة المضطرمة في قاع كوب من القهوة الساخنة


علمتني أنني حين أنصهر في دوامة الحزن


فإني لا أحرق إلا نفسي


و كل ما يحرقني .. يظل عابثاً بكياني .. بوجودي


ينهشني كما تنهش النار الهشيم ، بلا أي رادع يوقف هذا الجنون !










علمتني أن أستلذ حتى بذرات الملح على أطراف كوبي

لأنها تمنح القهوة .. لذة أخرى .. مختلفة !

لذة التحدي و الانتصار

على الذات = ) قبل و بعد كل شيء

















علمتني أن أدير أذناً صمّاء لألسنة تسعى لابتلاعي


عن طريق النقد الغير مبرر لـ أفكار و مشاعر تختصني لوحدي


لا تفيد و لا تضر شخصاً غيري !


/


علمتني أن أفتح أعيناً عمياء على وجوه لا تعرفني


إلا كـ هوية منسوخة عن انتماء لـ جنسية / أو دين / أو مذهب / أو عِرق !


/


علمتني أن أضحك إلى الحد الذي يتهمونني فيه بالجنوٍـوٍـوٍن .. في الوقت الذي ينتظرون فيه تهاطل دموعي على مناديلهم القذرة .. !





















و كل ما علمتني اياه تلك الحبات المتناثرة على طرف كوب القهوة ..


يتلخص في اللا- مبالاة .. بما كان أو سيكون


و المبالاة .. بما هو [ كائن ] و حاضر في هذه اللحظة بالتحديد دون غيرها


التركيز على ملاعق السكّر الذائبة في القهوة الشهية .. و ليس على بضع حبيبات من الملح على طرف الكوب !

















أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة .. يحل أكثر المشكلات تعقيداً دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد ،




لا يوجد شيء في الوجود يضاهي الشعور بلذة السعآآآدهـ ،
أما باقي الأشياء فـ كلها مجرد [ وسائل ]
خلقت على الأرض لـ أجل سعادتنا !








التعامل مع الأشخاص على أنهم مجرد وريقات متطايرة في طريق العمر .. [ مهما كانوا بالنسبة لنا ]


هذه النظرة تجعل منهم و من مشكلاتهم .. ذرات ملح مضحكة ، لا تغيرّ من عذوبة طعم الحياة !


/


لم يولد شخص في الوجود ليكون جزءاً من شخصٍ آخر
فكلنا ولدنا منفردين .. و سنموت منفردين
و البشر كلهم من حولنا [ رفقة غربة ] لا أكثر !










مخرج .. }}


بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح .. لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر !
__________________
أستبدل كلمة ( أف حر ) بـ : إلهي إني أعوذ بك من نار جهنم فهي أشد حراً



رد مع اقتباس