في العراق- كلاً يمشي على هواه
استوقفتني حادثة مضحكة ومخجلة في الوقت نفسه قبل اسبوعين تقريباً عندما ظهر على شاشة التلفاز اشخاص من منطقتي التي اسكن بها على انهم زمرة ارهابية قامت بعملية تفجير في الباب الشرقي علماً ان منهم من لم يتجاوز الثامن عشر من عمره .... راقبت الخبر بغرابة لما اعرفه عن هؤلاء الاشخاص الذين لم اجد اي شيْ بهم .. قد يجعلني افكّر ولو للحظة بأنهم قاموا بهذه العملية لا من منحى ديني او سياسي ولا حتى مادي وبعد مرور عشرة ايام على اعتقالهم تم الافراج عنهم وبعد التقصّي عن الاسباب اتضح بانه حدثت مشادّة بينهم وبين احد ضباط الحرس الوطني او مغاوير الشرطة مما دفع ذلك الاخير بان يتهمهم بتلك العملية كنوع من الانتقام ... المهم في الامر كلله انه اذا اراد احد منهم ان ينتقم منك او لم تكن على هواه فما عليه سوى ان يلفق لك تهمة ارهابية ولا اعرف كيف ان الاعلام كان نشيطاً في نشر صورهم واعتبارهم ارهابيين وكيف يكون خاملاً في نواحي اخرى وصار كلاً منهم يمشي على هواه ..
وكم من اناس دخلو الى المعتقلات بدون ذنب ولم يعلم عنهم احد اي شيْ...
ماذا حلّ بك يا بلدي الجريح...
تناهشتك الكلاب ...
وباعك المنافقون....
قتلو فيك البسمة...
وزرعوا الشقاء..
|