بكيت يومـاً من كثرة ذنوبي ، وقلة حسناتي ، فانحدرت دمعة من عيني ...
وقــالت : ما بك يا فاطمة؟
قلت : ومن أنتِ ؟
قالت : أنا دمعتك ..
قلت : وما الذي أخرجك ؟
قالت : حرارة قلبك .
قلت مستغربة: حرارة قلبي !! ومن الذي أشعل قلبي ناراً ؟؟
قالت : ذنوبك ومعاصيك .
قلت : وهل يؤثر الذنب في حرارة القلب ؟
قالــت : نعم ألم تقرئي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دائماً: "اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" فذنوب العبد تشعل القلب ناراً ، ولايطفئ النار إلا الماء البارد والثلج .
قلــت : إني أشعر بالقلق والضيق .
قالــت : من المعاصي التي تكون شؤم على صاحبها فتوبي إلى الله يا فاطمة!
قلــت : إني أجد قسوة في قلبي فكيف خرجتِ من عيني ؟
قالــت : إنه داعي الفطرة يا فاطمة ..
قلــت : وما سبب القسوة التي في قلبي؟
قالــت : حب الدنيا والتعلق بهـا والدنيـا كالحيه تعجبك نعومتها وتقتلك بسمها والناس يتمتعون بنعومتها ولا ينظرون الى سمّهـا القاتل ..
قلــت : وماذا تقصدين بـ سم الدنيا يا دمعتي ؟
قالــت : الشهوات المحـرمة والمعاصي والذنوب واتباع الشيطان .. ومن ذاق سمها مات قلبه.
قلــت : وكيف نطهر قلوبنـا من السموم ؟
قالــت : بدوام التوبة الى الله تعالى .. وبالسفر إلى ديار التوبة والتائبين عن طريق قطـار المستغفرين