عن أي سلام يتحدثون..؟
عن أي سلام يتحدثون ...؟
بتوقيع اسرائيل إتفاقيات سلام مع السادات وإخراج مصر من دائرة الصراع معها وما تلته من اتفاقات وادي عربه في الاردن وما تمخض عنها من فتح سِفارات في كلا البلدين ..
كذلك اسقاط البعثيين في العراق في 2003 وإخراج القوات السوريه من لبنان عبر القرار الاممي رقم 1559 وأيضاً حرب تموز 2006 بمباركه عربيه هي الاولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ،كل ذلك دفع بالمراقبين بالقول ان اسرائيل لن تعود للوراء في علاقاتها مع العالم العربي ،واكثر من ذلك ذهب التفاؤل الاسرائيلي الرسمي الى القول ان العالم العربي في طريقه بالاعتراف باسرائيل وفي طريقه نحو السلام ونحو النصر .
لكن عن اي سلام يتحدثون ..وعن اي نصر ..؟ هل هو سلام النابالم والمدفع ..؟ أم سلام الميركافا والكلاشنكوف ..؟ هل هو نصر السِفارات ..؟ أم نصر الاتفاقيات الاقتصاديه " الكويز " وسواها ..؟
إن كان سلامهم سلام السفارات ...فهل يستطيع المواطن العربي _ المصري والاردني - التجول بحريه في شوارع تل ابيب ..وبنفس المنطق هل يستطيع الاسرائيلي التسوق في اسواق عمان والقاهره دون حاجه لإخفاء هويته الاسرائيليه ...؟
إذاً أين السلام في ذلك ..؟
هل هو سلام الانظمه ..؟ نعم هو كذلك ..وما لنا نحن الشعوب من وزره شيء .مهمتنا هي دفع الحساب ... وهذا السلام لايكفي احد ...لا نحن ولابعض منهم ...وما نحن سوى شمّاعات تعلق الالهه أقذارها علينا ..
كيف اصافح الاسرائيلي وبيديه الباردتين قتل ابي واخي وامي وسلب ارضي ودمر بيتي ..كيف أصافحه يا رفيقي وهو لا يفتأ يشوه تاريخي ودمي وديانتي ..لسنا ننكر السلام او نرفضه ..انما نرفض اعتبار السلام احد فصول المؤامرات الحزبيه او الصفقات التجاريه التي يعقدها ذاك اللآه الجاثم على صدورنا في ذاك النظام الحاكم سواء بإسم " الحزب الوطني الديمقراطي " أو سواه، بينما هو لدينا ولدى شعوبهم مسألة موت أو حياة .. بكلمات مزوقه مذهبه باعوا لنا الوطنيات وجمال السلام مع اسرائيل . وكأنهم لا يعلمون اننا لا نحتاج الى خطب ومحاضرات حتى نكون قوميين ومشبعين بالوطنيه ..
انا الان ابن الخامسه والعشرين وهو عمر ملائم للحرب وللسلام معاً .. فالسلام امر رائع ... لكن إخوتي المفجوعين في عرض هذا الوطن الكبير اهم عندي من كل قوميتهم التي لم تغنينا يوما ولم تسمننا من جوع .. هل السلام علبة بيبسي تدخل أسواقنا دون استئذان...هل السلام تصدير الغاز الى اسرائيل بأقل من دولار ولنا بأضعاف ذلك ...؟ هل هذا هو السلام ...يا رفيقي ..
ولأننا نريد السلام فالكيّ هو الداء . لأنهم ماعادوا آكلي لحم ونحن آكلي عشب .. ولأننا نحب الموت والحياة ..ولأننا ما عدنا قطعاناً تجر للمسلخ ... نحن اليوم شعوب ...بشر... نملك اليوم ثمن الكلمه ... نحدد ونختار مصيرنا .... حيث لا إلاه يتسلط علينا ولا عدو يشتتنا ...
لأننا إجتزنا الحدود وما عاد منطق الخوف يحكمنا وما عاد للوراء منا خطوه ولأننا بتنا نبحث عن وضع جديد ينفي زمن الحرق والكبت والقلق والحرمان وما عاد ماردنا يخشى الهراوه أو تقارير أمنيه . فزمن الاهمال والعبث بالشعوب عبر سياسات إقتصاديه فرديه فاشله بات من الماضي واليوم ماعادت الطغم الحاكمه مسؤله سوى عن نفسها وباتت الشعوب تبحث عمّن يفهمها .
أكثر من ثلاثين عاماً وهم يبتسموا لنا عبر شاشات التلفزه ...وهم يجملّوا عملية السلام ....أكثر من ثلاثين عاماً وهم يمسحوا عقولنا بالطين والصابون ... ونحن نصفق ونهتف "بالروح بالدم نفديك يا نظام " ..واليوم وبعد ثمانيه عشره يوماً فقط ، سقط الرهان وسقطت كامب ديفيد ...وسقط السلام الزائف ...وبتنا نهتف " الشعب يريد إسقاط النظام "..
فعن أي سلام يتحدثون...؟
|