ها قــد أتتني قبيل النوم مشرقة ً **** وقد ملتنا دموع الشوق تكوينا
فجرٌ أتانـا يضئ بـعد مــظلـمةٍ **** كطيف أصفى أماني من محبينا
صبٌّ أنا بحــبيبٍ لســت أدركــهُ **** يأتي إلينا في الأحلام يرويــنا
دارت عيوني دموعا ليس يمنعـهـا **** إلا الملامة شرٌّ من أعاديــنا
لكن إذا كنت وحدي فاض موردها **** فتمنع العين نوما في لياليــنا
أظل أبكي إلى ان يأتي الطيفُ **** من الحبيب هواه ظل يصبيــنا
وما دموعي لكي تأتي فتمسحهـا **** لكن بكاء من النيران يشفينا
تأتي فأسألــها عمـا برمنــاهُ **** من العهود التي خطت مآقيـنا
تجيب هامسة ً أن الهوى سحــرٌ **** تملك القلب منها مثلما شينا
أصحو فأذكر أني أنسجُ حلمـا **** فيرجع الشوق يكوي قلب مسكينا
وأسأل القلب مالي لا أكلمها **** أحكي إليها من الأشواق ما فيــنا
تصفى سماءٌ عهدتغيمها زمنـا **** بعد الشروق لشمس ٍ من معنـِّيـنا
فما بأمسي من الوجدِ يعطـِّشــنا **** قد استحال كنبع العشق يسقيــنا
لكن صدودًا عن البوح ِ يعذبــنا **** ويحرق القلب ما قد كاد يفنينا
أخشى إذا طال بعدٌ تحسب أنـي **** لغيرها خط َّ قلبي من أغانيـنا
أنا خشيت إذا يومــا أخاطبهـا **** ألقى من اللوم تعكيرا لصــا فينا
أو ربما سحرها ليس كما أبغي **** أو ربما ليس للعشق الملبيـنا
أو أن ما كام في الأحلام يأتيـنا **** ما أصله غير وهم ظل يسبيـنا
سنحفظ العهد ما دام بنا نبــضٌ **** يحرك القلب عشقا في نواحيـنا
وأبدع في معاني الحب من غيـرِ **** تكلم ٍ أو حديثٍ قد يسليـنا
أحبـك في هدوءٍ لا يعـكره **** علُّ صياح من الأفواه يأتينا
فالقلب قد رضيَ بالحب مسكنهُ **** والدمع قد ظلَّ باق ٍ فـي مآقيـنا
باسم زكريا